أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - -الغزو مستمرّ-














المزيد.....

-الغزو مستمرّ-


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 15:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اقتبستُ عنوان مقالي هذا من كتاب قرأته منذ سنوات للفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي، وهو يتحدّث فيه عن الغزو الأوروبي للقارة الأمريكية وإبادة الهنود الحمر السكان الأصليين، وجلب "السود" من غرب أفريقيا واستعبادهم في المزارع والبيوت كخدَم، وأعمال شاقة أُخرى، ثم استمرار هذا الغزو لاحقاً لعدد من دول العالم بأشكال مختلفة من قِبل الإمبريالية الأمريكية بعد تأسيسها.
لكن الحديث اليوم سيتركّز حول الغزو الإسلامي منذ منتصف القرن السابع الميلادي، بما يسمّيه المسلمون "الفتوحات الإسلامية" وهو برأيي غزو مستمرّ حتى اليوم وإن بأشكالٍ أُخرى، فالغزو واحتلال أراض الغير اليوم من قبل المسلمين غير وارد، لأنهم غير قادرين عليه لضعفهم، يعني بحسب المثل الشعبي؛ " مش عفّة ولكن قصر شفّة"، لكن ذهنية المسلمين بفرض دينهم على الآخرين واستمرار تمسّكهم بالشريعة الإسلامية ما زال فاعلاً حتى اليوم، داخل الدول التي يعيشون فيها وحتى في أماكن شتاتهم ولجوئهم في باقي الدول ومنها الأوروبية، ما زالوا يصرّون على تطبيق الشريعة الإسلامية أينما وجدوا!
في بدايات الغزو والاحتلال الإسلامي للأقاليم المجاورة والبعيدة عن الجزيرة العربية، قاموا بممارسات تُشابه ما قام به الغزاة الأوروبيين من قتل وسلب ونهب واغتصاب واضطهاد واستعباد البشر. حتى أنهم فرضوا بأن تكون الخلافة فقط لمن ينتمي لقبيلة قريش، يعني ليس لأي مُسلم آخر ، وتلك عنصرية جوّانية بين المسلمين أنفسهم!
الأوروبيون والأمريكيون قاموا بجلب السود من غرب أفريقيا واستعبادهم في المزارع والأعمال السوداء، وفعل ذات الشيء المسلمون بجلب السود من غرب أفريقيا واستعبادهم في أعمال الزراعة والسخرة وغيرها في العراق، لهذا قامت ثورة ضدهم في العراق والأقاليم المجاورة، تُسمّى "ثورة الزنج" عام 869 واستمرت أربعة عشر عاماً، إضافة لسبي النساء واغتصابهن وجعلهم جواري وإماء وملك يمين بحسب الشرع الإسلامي، وسبي الرجال والشباب والأطفال وبيعهم في أسواق النخاسة، كما فعل المستعمرون الأوروبيون تماماً، ويقول الشيخ العراقي المُعمّم إياد جمل الدين؛ إن المحتلين المسلمون لشمال أفريقيا الأمازيغية، "قاموا بجلب مليون وثلاثمائة ألف طفل وطفلة من الأمازيغ وباعوهم في أسواق النخاسة في دمشق وبغداد ومصر"
وانتزعوا منهم أراضيهم الخصبة وسلبوا أملاكهم وأموالهم ... الغزو مستمرّ
ولكن كيف يستمرّ الغزو الإسلامي حتى اليوم بأشكال مختلفة؟
ما زال المسلمون حتى اليوم يُعاملون غير المسلمين في البلدان التي غزوها واحتلوها وسيطروا عليها منذ قرون، يُعاملونهم كأهل ذمّة، أي أنهم ليسوا مواطنين متساوون مع المسلمين. ونرى كيف يُعامل ويتعامل مثلاً المسلمون مع أقباط مصر المسيحيين، الذين هم أصحاب الأرض الحقيقيين وسكانها الأصليين، من قتلهم وحرق كنائسهم وهضم حقوقهم وسرقة متاجرهم وأموالهم، وما زالوا يُعاملونهم بحسب الشريعة الإسلامية؛ بعدم مبادرتهم بالتحية وتضييق الطريق عليهم وعدم مشاركتهم أعيادهم وعدم إشراكهم بمناصب الدولة العليا، وفي العراق وما جرى لسكانها الأصليين من المسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين وسواهم من غير المسلمين من قتل واغتصاب وسلب أراضيهم وأموالهم وممتلكاتهم وتشريدهم من أوطانهم، وهذا ينطبق أيضاً على باقي الدول الإسلامية، أفغانستان وباكستان وسواهما، وما أصابهم ويصيبهم على يد المسلمين منذ الغزو الأول وحتى اليوم .... الغزو مستمرّ !
إن كل الدول التي ما زالت تُعلن عن نفسها اليوم؛ أنها دول إسلامية، وتستقي قوانينها من الشريعة الإسلامية، ولا يتساوى فيها مواطنوها؛ هي دول احتلالية استعمارية استيطانية عنصرية وإرهابية أيضاً.
وأن كل من يدافع ويناضل عن بلاده اليوم ضد أي احتلال أجنبي تحت شعارات إسلامية، فهو أيضاً مُحتل وغازٍ لا يقلّ عن أي احتلالٍ وغازٍ آخر، ولا يمكن تسمية دفاعهم هذا نضال وطني على الإطلاق.
هناك حلّ واحد ووحيد؛ فإما أن تتحوّل تلك الدول إلى دول علمانية ديموقراطية كما الغرب، تسود فيها المواطنة الحقيقية وسيادة القانون على سكانها دون تمييز، أو أننا سنبقى نعتبرها دول احتلالية عنصرية،
وأنه حتى كتابة هذي السطور، فإن غزوهم مستمرّ.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهداف خارج المرمى!
- -وداوني بالتي كانت هي الداءُ-
- متى تتناسون ومتى تعتذرون ؟!
- هلاك سوريا؛ الماسون أم البعث ومشتقاته؟
- الدوران حول المورَج ...!
- إخوان الصفا، وسطو ابن خلدون على رسائلهم !
- التلقين والترديد؛ فالتخلّف !
- لزوم الحضارة ؛ متحضّرون
- آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!
- - ناقصات عقلٍ ودين - !
- عن الدين والتربية والأخلاق
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
- مهزلة ومأساة العقل المسلم !
- خدعوك فقالوا -الحضارة العربية الإسلامية-
- لا تزدني من الشعرِ بيتاً !
- حكاية إبريق الزيت!
- الخالق العبقري ...!!!
- عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان
- الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!
- جرائم بلا شرف !


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - -الغزو مستمرّ-