أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وهيب أيوب - إعجاز علمي !














المزيد.....

إعجاز علمي !


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 14:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "؟!
يظن المسلمون أن تلك الآية الواردة في سورة "الأنبياء" في القرآن ؛ هي إحدى آيات ما يسمونه الإعجاز العلمي في القرآن منذ 1400 سنة ، ولكن ما يجهله معظم المسلمون أن هذا الإعجاز العلمي الخطير قد سبق محمّد والقرآن بأكثر من ألف سنة ، ما يُثبت بأن ما يُسمى بالأديان التوحيدية الثلاثة قد سرقوا ونقلوا معظم تعاليم أديانهم من الحضارات القديمة التي سبقتهم بقرونٍ طويلة ، مثل الحضارة السومرية والبابلية والفرعونية واليونانية والزرادشتية والهندوسية ...
إن أول من قال بأن الماء أصل العالم والحياة وأصل كل الأشياء وأن الماء مادة الوجود الأولى ؛ هو طاليس الملطي ؛ أبو الفلسفة والفيلسوف الأول في التاريخ ، الذي عاش بين ( 624 - 546 ق.م) أي قبل ظهور الإسلام بـ 1200 سنة . فمن إذاً صاحب هذا الإعجاز العلمي ..؟!
لقد كشفت الأحفوريات الاركيولوجية منذ أكثر من قرن وحتى اليوم ، ولغات الحضارات القديمة التي ذكرتها ، والتي ما زالت نصوصها حاضرة وموجودة في المتاحف العالمية حتى اللحظة ؛ كشفت زيف وبطلان ادعاءات تلك الأديان بأنها قد أُنزلت من إلسماء وأن مُرسلها هو الله عبر أنبيائه ورُسله ، فحتى هؤلاء الأنبياء تمّت سرقتهم من الأساطير السومرية والمصرية القديمة واليونانية ، وهم بالأساس أسماء ملوك ، فقاموا بتحويلهم إلى أنبياء عبر فبركة قصص خيالية أسطورية ، وادّعاءهم أنهم مرسلون من ذاك الإله المُفترَض ....!
ولهذا فإنه حتى اليوم ، لا يوجد أي إثبات تاريخي أركيولوجي على وجود أي من هؤلاء الأنبياء ، ويقول علماء الآثار أنهم لم يجدوا لهم أي أثر على الإطلاق ...!
إن فلاسفة اليونان القدماء ، من طاليس إلى أناكسيماندر وهو تلميذ طاليس ، ثم فيثاغورس وسقراط وأفلاطون وأرسطو وأبقراط وأرخميدس ، وسواهم ، قام بعضهم باكتشافات علمية عجيبة خطيرة في ذاك الزمان تكاد لا تُصدّق ، وإن الإعجاز العلمي الحقيقي ظهر على أيدي هؤلاء الذين اعتمدوا على العقل والمنطق في البحث والتحليل والاستنتاج ، ولم يلجأوا للدين والتدليس والأساطير والخرافات والماورائيات ، لهذا فإن بعضهم قد سبق عصره بأكثر من ألفي سنة على الأقل ...
وحتى لا أُطيل ، سآخذ فقط أحدهم وأخطرهم وهو تلميذ طاليس ، الفيلسوف الطبيعي أناكسيماندر ، الذي عاش في القرن السابع قبل الميلاد ، وما قاله واكتشفه ؛ قد أذهل وحيّر عقول العلماء الحديثين ، حيث يتحدّث أناكسيماندر حول أصل الكون فيقول :
أن الكون بكل ما يحويه من مادة وموجودات ، قد بدأ من بذرة بدائية ضئيلة الحجم ، وأن تلك البذرة لا تُخلق ولا تنعدِم ، ثم قال بتعدّد الأكوان ،
أي أنه تحدّث عمّا يُسمى حديثاً بالـ الإنفجار الكوني الـ " Big Bang " وتوسّع الكون ، فكيف لعقل هذا العبقري بأن يسبق عصره بأكثر من ألفي سنة ، بالفعل شيء مُذهل ومُحيّر ...!
والأمر المُحيّر الآخر ؛ أن أمّة تعيش في القرن الواحد والعشرين ، وما زالت تؤمن بالأساطير والقصص والأحاديث والغيبيات والخرافات ، التي لا وجود لأي دليل علمي عليها ، أو أنها تخضع لأي منطق عقلاني ، ومع ذلك فهي أمّة فخورة ومُبتهِجة بما لديها ، وتتحدّث عن الإعجاز ...!
يذكّرنا هذا بقول المتنبي ، وهو الدارس لفلسفة أرسطو :
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ *** وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
!!!



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب العامود ، طريق الآلام ، والشاعر -الصعلوك-.
- حضارة واحدة، وتعدّد ثقافات
- أصول الاستبداد عند بني يعرب
- هستيرية بني يعرب!
- نازيون بسمنة ونازيون بزيت ...!
- الحلقة الجهنّميّة !
- -الغزو مستمرّ-
- أهداف خارج المرمى!
- -وداوني بالتي كانت هي الداءُ-
- متى تتناسون ومتى تعتذرون ؟!
- هلاك سوريا؛ الماسون أم البعث ومشتقاته؟
- الدوران حول المورَج ...!
- إخوان الصفا، وسطو ابن خلدون على رسائلهم !
- التلقين والترديد؛ فالتخلّف !
- لزوم الحضارة ؛ متحضّرون
- آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!
- - ناقصات عقلٍ ودين - !
- عن الدين والتربية والأخلاق
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
- مهزلة ومأساة العقل المسلم !


المزيد.....




- -قوية للغاية-.. أمير الكويت يثير تفاعلا بكلمة حل مجلس الأمة ...
- السعودية تقبض على مواطن تركي في مكة بعد فيديو متداول أثار تف ...
- غسل الفواكه والخضروات بمواد التنظيف قد يؤثر سلبا في الصحة
- لماذا تتزايد السياحة الداخلية في الصين، في حين يتراجع عدد ال ...
- كيف أحمي طفلي من التحرّش أو الإعتداء الجنسي؟
- مبابي يعلن رسميا مغادرته باريس سان جيرمان نهاية الموسم
- -نحو حرب عالمية ثالثة-.. سالفيني يحذر من أحاديث الأوروبيين ع ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /11.05.2024/ ...
- -شعب حر غير متأثر-.. حقيقة فيديو مظاهرة جامعة كولومبيا تأييد ...
- هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وهيب أيوب - إعجاز علمي !