أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الربا في الحب .














المزيد.....

مقامة الربا في الحب .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8168 - 2024 / 11 / 21 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


مقامة الربا في الحب :

يتسائل أحد ألأصدقاء عن المقولة الصوفية : (( الربا حرام الا في الحب فمن اعطاك حبا , رده ضعفين )) , وماموقعها بين الحلال والحرام , مما أوحى لي بكتابة هذه المقامة من كتاباتهم الصوفية .

كتب محمد الجزائري نصا شعريا يقول فيه : (( في زمن الأستنتاجات يظل النوريون يصلون بأباحية, صلاة الجسد العاري , وهو يحرق بخوره في أحواض السمك الشكسبيري اللاهث , وبطقوس عدمية , يتبادلون القبلات , ويطبعون بقعا من السم على شفاه بعضهم)) , ويقول أبو محمّد صالح المعروف بأبي البقاء الرندي الأندلُسيّ :
(( يا سالبَ القَلبِ مِنّي عِندَما مرقا/ لم يُبقِ حُبُّكَ لِي صَبراً وَلا رمقا
لا تَسألِ اليَومَ عَمّا كابدت كبدي/ ليت الفِراقَ وَلَيتَ الحُبَّ ما خُلقا
ما باِختياريَ ذُقتُ الحبَّ ثانيةً/ وإنما جارَتِ الأَقدارُ فاتفقا
كنتُ في كَلَفي الداعي إِلى تلفي/ مثلَ الفراشِ أَحَبَّ النارَ فاحترقا )) , الفكر يَسبَحُ في ملكوت المعاني , وليس أمام المريد إلا التَدبّر , وليس أمام العارف إلا التأمل , قلبي ارتوى , ورُوحي مسّها شغفُ الانبعاث , ونستذكر قول يحيى الرازي : (( إن لله عباداً اذامشوا على الأرض اهتزت تحت أقدامهم سرورا وفرحا بهم )) , وعند المتصوفة الذين فتح الله رؤاهم أيمان بأن : ((مَن عَشق فعفَ فمات فهو شهيد, وأن العاشق والمعشوق شريكان في السرقة, فلا حقّ ٌلأحد دون الآخر)) .

في سالف الزمان . كنا جميعا سمك نسبح في المحيط , غير واعين بأنفسنا ولا بالماء, وفي تجل لحبه ورحمته , ألقانا المحيط على اليابسة , وها نحن نتأرجح ونتقلقل , نكابد آلام الفراق ونسميها عشقا , وسوف نظل نراوح ونكبو حتى يستعيدنا المحيط ثانية , حينها فقط سندرك ان الماء كان على الدوام مثوانا وموطننا , وكل انسان يشهد من الغيب بقدر صفاء قلبه , وهو الصفاء الذي يعتمد على عنايته بجلاء قلبه وتصفيته , فكلما أمعنت في جلائه , شهدت أكثر , حتى يصير مدد الغيب في كثافة حضور عالم الشهود.

لا ننسى ما رواه ابن المقفع قبل الذهاب إلى التنور: (( صارحه تفقده , انقده ينقلب عليك, في كل خطوة لغم عداوة ينفجر تحت قدميك , بينما يداك مغموستان في ماء محبتهم )) , ماذا أفعل وكلما اقتربت , أدركت اكثر كم انا بعيد , وليس في الموت بعد , فالشمس تغرب , والقمر يغيب , لكنهما ليسا ببعيدين , وكل جزيئات هذا العالم عاشقة , وهي تنقب عن العشاق , والعشق لا يمكن تعلمه , او تعليمه , فالعشق يتنزل كرحمة ربانية , وانا اقسم لو انك أقبلت علي وحياتي تؤذن بالمغيب , طريح لم يبق في صدري سوى نفس واحد , سأعتدل جالسا وأشرع بالغناء.

تستحضر لنا هذه المقولة ما كان فينا من لسعِ الوردِ الأول , من شفافيةٍ أولى ودهشةٍ أولى , ومن شجنٍ أوّل , وهذا هوالشاعر محمود درويش يكتب لحبيبته الأسرائيلية (ريتا ): (( إني أُحبك رغم أنف قبيلتي , و مدينتي , و سلاسل العادات , لكني أخشى إذا بعت الجميع تبيعيني فأعود بالخيبات )) , وعندما اكتشف أنها تعمل لدى مخابرات الموساد الاسرائيلي قال : (( شعرت بأن وطني أُحـتل مرة اخرى )) , وكتب أيضاً : (( بين ريتا وعيوني بند.قية )) , وعندما تخلت عنه كتب لها : ((رُبما لم يكن شيئاً مهماً بالنسبة لك يا ريتا , لكنهُ كان قلبي )) , أيّهَا الْعمْرُ اْلفاتنُ ,كمْ يطيرُ فِي قلْبِكَ الْحمامُ ولَايحطُّ فِي قلْبِي سوَى الرّيشِ , بيْنَ الْحلُمِ والْواقعِ مسافةُ الْألْفِ ميْلٍ فهلْ سأكونُ خطْوتَكَ الْأولَى أمِ الْأخيرةَ فِي حسابِ الْإِيمَايْلَاتِ ؟ وانا أضمّ اسمك في الدعاء شوقاً وحباً واحتياج , أ يا خمراً سكِرتُ بها هي من أيام قبل الله معتقة , معانيها أغصان ترتعش , توقظ شجر الكلام , فعلا , أنت الفراشة لا تنسي أنني جناحك جموح عند الصعود والنزول.

تقول فوز حمزة : (( كالقمر أول المساء , يتدلى النور منه , سقط طيفك على أطراف ردائي )) , هل هناك أحلى من البنفسج ؟ أنه يعطيك الجمال ويبقى واقفًا على مسافة , ينظر إليك ويناغيك وهو صامت , كأنه حزين ولكنه ليس بحزين , أنه يتأمل , يقرأ ويكتب برزانة وحب , يريدك أن تقترب منه دون أن يقول , أو يرسل إشارات دون أن يشير ,إنه إله الحب الخالد , مولاي هل يبصر آلام الروح سواكْ ؟ هل تترك أزهارَ الأرضِ تضيعُ سدى ؟ فامنحنا حُبًا فوق الحبّ, ورفقًا فوقَ الرفقِ, وصبرًا وهدى , وامسح ارواحَ عبادِك أهل الصفّة بالنورْ , واحشر عُبّادَ السحرةِ في ضيقِ الذلّ وشتتهم بدَدَا مولاي هب للعاشقِ رشدا .

هل أبوح يا مولاي ؟هل أقولُ إنّني اتمرد ؟ فالوجدُ الّذي كتبَ عنه الدّراويشُ , لا يعنيني في شيءٍ هُم قرأوا عن العُشّاق , وما جرَّبوا العشقَ , قرأوا عن جلال الدّين الرّومي والنّفريّ وعن ابن سبعين والحلّاج وابن عربي , فاعتقدوا أنّ العشقَ مجرّدَ شريعة يكفي أن تُؤمنَ بها لتُكتبَ في زُمرة الواصلين , لأجل هذا فأنا لا أؤمن بعشقِ المساكين المخبولين ولا أحبُّ سِيَرَ العرفان المسطورة في الأسفار الرّكيكة , وطريقي ستبقى إلى يوم الدّين لا شأنَ لهَا بطريق الموهومين : طريقهُم فيها النّور والحور العين والفراديس , وطريقي فيها العتمة الشّديدة والحروب الطّاحنة , لذا فلا أحد يقوى على مرافقتي في الخلوات ولا في الفلوات.

(( لا تتواضعْ بعد اليوم لأحدٍ أيّها الدّرويشُ تلكَ كانت كذبة كُبْرى سُطِّرتْ للإيقاع بكَ في شراكِ الوهم عليكَ أن تعلم هذا , فلا تواضُع لعارف ببلاطُ القيّوم مسكنه , اكسر قيود الماضي , واعلم أنّ الواصلَ من حطّم أغلال الضّعة , وتمرّد على المادّة في وحدته , أدِرْ ظهركَ إذن لكلّ شيء , واسمع كلام هذه الدّرويشة المفتاح , التي أصبحتْ وحشاً نقيّاً تقيّاً جارحًا خطيراً بدائيّاً في عزلتها , وتذكّرْ أنَّ من يريدُ القمّة لا ينحني , يحتضنُ الإله ولا يُصاحبُ سواه , أتعلمْ , إنْ فعلتَ مثلي فمسكنكَ الجحيم )) .

صباح الزهيري .
21 تشرين ثاني 2024






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الزوجات .
- مقامة لا تضيعوه .
- مقامة الغراب .
- مقامة الشتاء .
- مقامة ياحسافة .
- مقامة المكتوب والعنوان .
- مقامة واها .
- مقامة الحساد .
- مقامة رهان الواثقين .
- مقامة وجع بغداد .
- مقامة ذاكرة الخشب .
- مقامة امنيات مظفر الثلاث .
- المقامة المتشائمة .
- مقامة الخيبة ونسيانها .
- مقامة النقاء .
- مقامة الحضن الدافيء .
- مقامة التسامي .
- مقامة الردود المفحمة .
- مقامة الثرثرة .
- مقامة الرفوف والقيود .


المزيد.....




- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الربا في الحب .