أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ياحسافة .














المزيد.....

مقامة ياحسافة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 13:29
المحور: الادب والفن
    


مقامة ياحسافة :

يقول ياس خضر في اغنيته الرائعه : (( ياحسافة جنت احسبك نبع ريحان وسكيتك , ياحسافة , تهدم الحلم البنيته , تكطع الهرش الرويته , شرد اكلك ؟ شرد اكلك ؟ نسيت عمري نسيت عمري وما نسيتك وما نسيتك , يا يا يا حسافة )) .

لما سألوا الشاعر أحمد رامي عن سبب عدم زواجه من الست , رد قائلا : (( لو كُنت اتجوزتها ما كنتش كتبت فيها سهران لوحدي اناجي طيفك )) , وقصة رامي مع الست كانت من أقسى القصص اللي ممكن يمر بيها أي بني ادم , فرامي كان في مـصيبة الحب من طرف واحد , وقد كتب في الست 135 قصيدة , كلها لم تدهش الست , وهو القائل في قصيدة غلبت اصالح : ((وانا اللى أخلصت في ودى و فضلت طول العمر امين ياخد الزمان مني و يدي و قلبك أنت عليّ ضنين )) , وفي قصيدة يا ظالمني كتب لها : (( أطاوع فى هواك قلبي و انسى الكل علشانك , و ادوق المر فى حبي بكاس صدك و هجرانك , رحمني اللى فرح فيا وبعد اللوم رأف بيا وقلبك ما رحمني يوم )) , وكتب بعدها : (( حيرت قلبي معاك وانا بداري واخبي , قولي اعمل إيه وياك ولا أعمل إيه و يا قلبي )) , كما كتب لها : (( هجرتك يمكن أنسى هواك و اودع قلبك القا.سي )) , و أيضا :(( اصون كرامتي من أجل حبي , فإن النفس عندي فوق قلبي )) , و مرة جرحته الست و كلمته بصوت عالي أمام الناس فكتب : (( من أنـت حـتى تستبيحي عزتي فأهين فيك كـرامتي و دموعي)) , حتى عندما قرر ان يتزوج ويبعد , أعطته الست خاتم هدية , فكتب لها : (( جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح ؟ )) , وأخيرا كتب :
(( فما لي بُعدٌ بَعْد َ بُعدِك َ بَعْدَما تيَقنْت ُ أن ّ القرب و البُعد واحد
و إنّي و إن أُهْجِرت ُ فالهَجْرُ صاحبي و كيف يصح ّ الهجر و الحُب ّ واجد)) .

الحسافة أولها حس وآخرها آفة , لذا هو شعور لو غلبك أكلك وأنت حي , والحنين شعور جاء بـ ألف تعب فعشناه أنين , والأشواق تحمل شعور كاف بجعل وخزها في قلوبنا مثل الأشواك , والصبر شعور أوله صب , وآخره بر يفضي إلى الرضا إذا فزت بآخره , والفراق شعور مؤلم لا يداويه الف راق , لكنه يبرأ سريعاً بالوصال , والقلق شعور مؤذ , والسلو عن الإثم لا يكفي لمحوه , وإنما الندم وحده هو الذي يطهر القلوب ويهيئ النفوس للخلاص .

كم هو مؤلم أن تنهار من الداخل , وتبقى روحاً لا تشعر ولا تحس , وتظل رغم المصيبة تبتسم للجميع , هل تفهم كيف يكون هذا الشعور؟ لست بحزين , فقط تشعر بالعتمة في الصدر , هل تفهم كيف يكون المرء منطفئاً , نحن قوم إذا أحببنا شخص بادلناه بهجتنا وأحزاننا , باسل ٌ ومغوار ٌ أنت يا ابن الفارض , حين تقول : (( وإذا صَفا لكَ من زمانِكَ واحِدٌ .. فهو المُراد وعِش بذاكَ الواحدِ )) .

يقول فيودور دوستويفسكي في روايته الجريمة و العقاب : (( أتدري ما هو الحنين ؟ الحنين هو حين لا يستطيع الجسد أن يذهب إلى حيث تذهب الروح )) , تلك هي التأملات عنما تجيء بإيعاز من الحزن , فقد تجف الدموع في مآقيها ونعجز عن استجلابها وقت حاجتنا إليها , لأن النفس التي ذاقت أحزانًا كثيرة قد كسبت آليةً ومناعةً تجعل الحاجة للدموع أقل من ذي قبل , أو ربما لأننا ألفنا غصة الحزن ومرارة خيبة الأمل , أو ربما لأن نيران الفجيعة المتأجِّجة في الصدور تعجز الدموع عن إطفائها , فتستسلم منزويةً في منابعها حتي تأكل النار نفسها فتهدأ.

تقول ميس خالد : (( وحينما أكره صمتي أغني , أنا لا أخشى الريح ولكني أخشى إرتجاف الضلوع وانكشاف أمري , نصفي بلل نصفي يباس , والصمت مالح التأويل , عالقة في زبد من العشق , أتضور شوقا , اسكب وجهك في زيت القناديل , امنح لليالي السمراء فتنتها )) , ترى هل نعشق حقا أن نكون ضحايا ؟ محترفون في تجسد الحزن ؟ لأن بعض من نصيب الحكمة التي يصيبها كل إنسان في حياته , يبنيها من محصلة إخفاقاته وأحزانه , ولولا الحزن لما شعرنا بقيمة الفرح والسعادة , فإننا مجبولون على إلف الدائم , وفقدان الشعور به.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة المكتوب والعنوان .
- مقامة واها .
- مقامة الحساد .
- مقامة رهان الواثقين .
- مقامة وجع بغداد .
- مقامة ذاكرة الخشب .
- مقامة امنيات مظفر الثلاث .
- المقامة المتشائمة .
- مقامة الخيبة ونسيانها .
- مقامة النقاء .
- مقامة الحضن الدافيء .
- مقامة التسامي .
- مقامة الردود المفحمة .
- مقامة الثرثرة .
- مقامة الرفوف والقيود .
- مقامة الجدل .
- مقامة الأنجذاب الروحي .
- مقامة الكذب .
- مقامة المطر .
- مقامة العقل .


المزيد.....




- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...
- المخرجة اللبنانية منية عقل تدخل عالم نتفليكس من خلال مسلسل - ...
- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ياحسافة .