أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي الحمداني - فوضى المدينة العراقية














المزيد.....

فوضى المدينة العراقية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 02:40
المحور: المجتمع المدني
    


تفتقر المدينة العراقية للجمالية المطلوبة، وتسود حالات تشوه كبيرة في أغلبها، وهذه الملاحظة يدركها أي زائر لأية مدينة في العراق منذ بوابتها الأولى، التي عادة ما تكون الغلاف الخارجي الذي يمنح كل مدينة هويتها، حتى العاصمة بغداد ظلت تتسم بهذه الحالة رغم حملات الإعمار الكبيرة لمداخلها، والتي قطعت أشواطا كبيرة في الإنجاز وقد تكون مداخل جميلة لمدينة ما زالت تبحث عن جمال شوارعها وتنظيم أسواقها.

غابت الكثير من المساحات الخضراء في المدن العراقية وتحولت هذه المساحات لساحات لوقوف السيارات أو مولات تسوق، أو يفترشها الباعة في الصباح ويغادرونها في المساء. في المدن العراقية الكبيرة منها والصغيرة، هنالك محلات بلا حدود مساحتها تمتد للرصيف وجزء من الشارع، ولا يجد المارة مكانا لهم سواء على الأرصفة المخصصة لهم أصلا أو في الشوارع المخصصة للمركبات.

عملية تنظيم المدن العراقية مسؤولية الجميع وليست الدوائر البلدية فقط، في الكثير من دول العالم يسمح بوقوف السيارات على جانبي الشارع، بعد دفع ضريبة وقوف لمدة معينة مما يزيد دخل الدوائر البلدية، في كل دول العالم حدود المحال التجارية معروفة ولا يمكن التجاوز على الأرصفة.

حتى طبيعة المحال محددة داخل المدن ليس هنالك محل نجارة أو حدادة أو سمكري سيارات، بينما لدينا هذه الورش داخل الأزقة، وتمارس عملها المزعج دون أكتراث بالبيئة والصحة وإزعاج المواطن والتأثير على الطاقة الكهربائية المخصصة لهذا الزقاق أو تلك المحلة، والسبب في ذلك أن الكثير من الدوائر المعنية لم تأخذ دورها المطلوب، وتركت الأمر وكأنه لا يعنيها رغم إنه من صميم واجباتها الرقابة والمحاسبة.

لدينا أجهزة رقابة كثيرة، سواء في الصحة أو البلديات أو الكهرباء أو غيرها من الدوائر الأخرى، وهنالك تعاون كبير من المواطن معها وعليها أن تستثمر الوقت من أجل أن تستعيد المدن العراقية رونقها وجماليتها.

الملاحظة الأولى التي يشخصها أي زائر لأية مدينة عراقية خاصة مراكز الأقضية، هي غياب الجمالية عن هذه المدن وتراجع مستوى الخدمات فيها، وأسباب ذلك كثيرة، لعل أبرزها عمليات قطع الشوارع، التي حدثت في السنوات الماضية بسبب الوضع الأمني آنذاك، مما حول الكثير من الشوارع إلى أسواق كبيرة لسنوات عدة.

عندما تم فتح هذه الشوارع (رفع الحواجز الكونكريتية) في العام الماضي وجدنا أن ظاهرة التلوث البصري، ازدادت أكثر بحكم أن هذه الشوارع بما تحتويه من مجاري تصريف المياه قد طمرت بشكل كبير، مضافا لذلك أن الشوارع نفسها قد تغيرت بحكم بناء (بسطيات) في وسطها وعلية رفعها أثرت كثيرا على أرضية الشوارع، التي بات الكثير منها شوارع طينية لا يمكن السير فيها سواء للمارة أو السيارات.

لهذا الأمر كان يتطلب صيانة هذه الشوارع وإعادتها للحياة، وعدم تركها بهذا الشكل السيئ، والذي يعكس بالتأكيد صورة مشوهة للمدن العراقية، التي ظلت لسنوات عدة شبه مقفلة بحكم الوضع الأمني، وكان الكثير من الناس تتوقع مع عودة الحياة الطبيعية والوضع الأمني المستقر أن تعود هذه المدن، لأن تنال استحقاقها من الإعمار والبنى التحتية أو على أقل تقدير تستعيد ما كانت تتمتع به من جمالية وإن كانت محدودة.

ونحن هنا لا نتحدث عن مدينة أو قضاء معين، بل تشمل نسبة عالية جدا من المدن العراقية، خاصة مراكز الأقضية التي لا تمتلك سوى شارع رئيس واحد، يفصل شرقها عن غربها، وعلى طرفيه أرصفة باتت ملكا لأصحاب المحال لا يمكن للمواطن السير عليها، وشوارع وإن خلت من (البسطيات) إلا إنها لم تعد صالحة للسير للناس أو المركبات.

لذا نجد من الضروري جدا أن يُعاد النظر من جديد بجمالية المدينة العراقية، عبر الاهتمام بالشوارع ومداخل المدن وإعادة الأرصفة إلى أصحابها الشرعيين، وهم المارة من الناس، بدلا من حجزها واستثمارها، من قبل أصحاب المحال الذين يعتبرون الرصيف إمتدادًا طبيعيا وجغرافيا لمحالهم تتيح لهم تكديس البضائع عليها، خلافا للقانون وتجاوزا صريحا على حق المواطن.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الثاني من اب
- المشهد التربوي في العراق
- ثورة العشرين وتأسيس الدولة العراقية
- الفساد ضد التنمية
- وهم التفوق
- القطاع الخاص وصندوق الضمان
- محافظات بلا محافظ
- متسولون بلا حدود
- التعليم والتنمية
- مكافحة الفقر
- احلام عراقية
- ضحايا الاختفاء القسري
- جولة تراخيص زراعية
- التعليم والتطوير المطلوب
- صيف العراق الساخن
- نقاط القوة والضعف في الديمقراطية العراقية
- مسارات العمليَّة السياسية
- مدارس العراق بين مجانية التعليم والشراكة المجتمعية
- التاسع من نيسان بين سقوط نظام وتأسيس الدولة
- مدارس بلا كمامات


المزيد.....




- بولندا تؤكد التزامها بتنفيذ قرارات الجنائية الدولية واعتقال ...
- بنما: لسنا ملزمين بقبول المهاجرين المرحلين من الولايات المتح ...
- تعهد -هيئة تحرير الشام- بحماية الأقليات بين القول والفعل
- زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: الرئيس حاول استخدام الج ...
- إسرائيل تبحث تبادل الأسرى وسط تسارع الجهود للتوصل إلى صفقة
- ألمانيا تدعو إلى تغيير نظام توزيع اللاجئين القادمين من أوكرا ...
- بعد دخول المعارضة المسلحة مدينة حماة.. شاهد لحظة تحرير معتقل ...
- الأمم المتحدة: عشرات الآلاف من المدنيين معرضون للخطر في سوري ...
- بولندا تعلن إلتزامها بتنفيذ قرارات الجنائية الدولية بشأن اعت ...
- السعودية.. إعدام مصري وباكستاني والكشف عن جريمتيهما


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي الحمداني - فوضى المدينة العراقية