أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - الأخلاق والسياسة والكوميديا /بقلم جورجيو أغامبين - ت: من الإيطالية أكد الجبوري














المزيد.....

الأخلاق والسياسة والكوميديا /بقلم جورجيو أغامبين - ت: من الإيطالية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


اختيار وإعداد الغزالي الجبوري - ت: من الإيطالية أكد الجبوري

"في الواقع، الإنسان ليس مادة يمكن رسم حدودها مرة واحدة وإلى الأبد، بل هو بالأحرى عملية مستمرة دائما، حيث لا يتوقف الإنسان عن كونه غير إنساني وحيواني، وفي الوقت نفسه، يصبح إنسانا. " (جورجيو أغامبين)

مقال للفيلسوف والمثقف الإيطالي جيورجيو أغامبين (1942-)، نشر في 11 مارس 2024، في عموده الخاص (الكلمة) بمجلة (دي كودليبت)، تحت عنوان "الحقيقة واسم الله".

النص؛
من الضروري أن نفكر في الظرف الفريد المتمثل في أن المبدأين اللذين حاولا تعريف الوضع الأخلاقي والسياسي للإنسانية في الحداثة بقدر أكبر من الحدة، ينبعان من الكوميديا. إن الإنسان البشري الذئب - حجر الزاوية في السياسة الغربية - موجود في بلوتوس (أسيناريا، المجلد 495، حيث يحذر مازحا من أولئك الذين لا يعرفون من هو الرجل الآخر) وفي كتاب هومو سوم، إنساني لا شيء لي أجنبي بوتو، ربما الأكثر صياغة سعيدة لأساس كل الأخلاق، نقرأها في تيرينس (هيوتونتيم، الآية 77).

من الضروري أن نتأمل في الظروف الفريدة التي جاءت فيها المبدآن اللذان حاولا تحديد الوضع الأخلاقي والسياسي للإنسانية في العصر الحديث بشكل أكثر حدة من الكوميديا. نجد عبارة "الإنسان الذئب" ـ حجر الزاوية في السياسة الغربية ـ في كتاب بلاوتوس (أسيناريا، المجلد 495، حيث يحذر بلهجة فكاهية من أولئك الذين لا يعرفون من هو الرجل الآخر) و"الإنسان لا ينتمي إلى أي كائن آخر"، وهي ربما الصيغة الأكثر سعادة لأساس كل الأخلاق، كما نقرأ في كتاب تيرينس (هيوتونتيم، المجلد 77).

إن ما لا يقل إثارة للدهشة هو أن القدماء اعتبروا تعريف مبدأ الحق في "إعطاء كل ذي حق حقه" (إعطاء كل ذي حق حقه) التعريف الأكثر ملاءمة لما هو على المحك في الكوميديا: وهذا ما ورد في تعليق على تيرينس دون تحفظ: إن الكوميديا بامتياز تتلخص في إسناد شخصية فريدة إلى كل ذي حق حقه. فإذا ما تم إسناد الشخصية التي تحدد هوية كل إنسان، فإنه يصبح مضحكاً. أو بعبارة أعم، فإن أي محاولة لتعريف ما هو إنساني تنتهي بالضرورة إلى الكوميديا.

وهذا ما يظهره الكاريكاتور، حيث تتحول لفتة التقاط إنسانية كل فرد بأي ثمن، وفقاً لكل الأدلة، إلى سخرية ومضحكة حقاً.

لا بد أن أفلاطون كان يفكر في شيء مماثل عندما صاغ شخصيات حواراته على غرار المقلدين الكوميديين الذين تجسدوا في أعمال سوفروس وإبيكارموس.

"اعرف نفسك" هو المبدأ المضاد لكل غطرسة مأساوية ولا يمكن أن يؤدي إلا إلى اللعب والمزاح، حتى لو كانا جديين تمامًا. في الواقع، ليس الإنسان مادة يمكن رسم حدودها مرة واحدة وإلى الأبد؛ بل هو عملية مستمرة إلى الأبد حيث لا يتوقف الإنسان عن كونه غير إنساني وحيواني، وفي نفس الوقت، يصبح إنسانًا. إنسانًا ويتكلم.

وهكذا، بينما تعبر المأساة عن ما ليس إنسانيًا، وفي اللحظة التي يدرك فيها البطل فجأة وبمرارة عدم إنسانيته، ينتهي به الأمر إلى البكم، تعتمد الشخصية، أو القناع الكوميدي، على الابتسامة باعتبارها التعبير الوحيد الممكن عما لم يعد إنسانيًا ويبقى كذلك.

وفي مواجهة المحاولات الغربية المتواصلة والبغيضة لتخصيص تعريف الأخلاق والسياسة للمأساة، من الضروري أن نتذكر في كل مرة أن سكن الإنسان على الأرض هو كوميديا، ربما ليست إلهية، لكنها تكشف مع ذلك عن تضامنه السري والمحدود مع فكرة السعادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 10/02/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجع تشرين/إشبيليا الجبوري - ت: من الفرنسية أكد الجبوري
- مدينة الأرواح/ بقلم بايروناس ليونتاريس - ت: من الإسبانية أكد ...
- لا أخطأ الصمت ولا عمق الصوت/ بقلم زيفي داراكيس - ت: من الإنك ...
- مدينة الأرواح/ بقلم فيرون ليونتاريس - ت: من الإسبانية أكد ال ...
- اليسار في أمريكا اللاتينية وأوربا / بقلم فرانكو بيراردي - ت: ...
- نظرة مبتسمة فقط/ بقلم بلتازار فريدريش فيلهلم زيمرمان - ت: من ...
- مر وقت طويل/ بقلم بلتازار فريدريش فيلهلم زيمرمان - ت: من الأ ...
- التغلب على العمل المأجور/ بقلم فرانكو بيراردي - ت: من الإيطا ...
- مجرى التايمز - ابوذر الجبوري - هايكو التانكا - ت: من اليابان ...
- مختارات خوسيه مانويل كاباليرو الشعرية - ت: من الإسبانية أكد ...
- وفاة المثقف والمنظر الماركسي لما بعد الحداثة/ الغزالي الجبور ...
- الحرب الإعلامية: لم نفهمها/ بقلم فرناندو بوين أباد* - ت: من ...
- الحق واسم الله /بقلم جورجيو أغامبين - ت:- من الإيطالية أكد ا ...
- الحق واسم الله /بقلم جورجيو أغامبين
- سفر التكوين/بقلم خوسيه مانويل كاباليرو - ت: من الإسبانية أكد ...
- من أجل سيميائية معلوماتية (أخرى)/ بقلم فرناندو بوين أباد* - ...
- الرسالة الأخيرة لميغيل دي سرفانتس سافيدرا قبل وفاته / إشبيلي ...
- مناظرة حول -دور المثقف التجريبي النقدي- بين سلافوي جيجيك ونع ...
- الوحشية التحررية للرأسمالية الفوقية / بقلم فرانكو بيراردي -- ...
- الوحشية التحررية للرأسمالية الفوقية / بقلم فرانكو بيراردي - ...


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - الأخلاق والسياسة والكوميديا /بقلم جورجيو أغامبين - ت: من الإيطالية أكد الجبوري