أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - جمعة اللامي ..ذاكرة وطن ..وجائزة إبداعية














المزيد.....

جمعة اللامي ..ذاكرة وطن ..وجائزة إبداعية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


قبل ايام أعلنت جائزة السلطان قابوس الابداعية ، وفيها ما يثلج الصدر أن يكون من بين مكرميها ، طاقة إبداعية وقصصية عراقية ظلت على الدوام تمثل هاجسا من المحبة والمواطنة والسحر الذي يغور في الجسد العراقي ويتطاول بمحبة مع قصب الهور وإيشانات الناس الفقراء الذي ظل جمعة اللامي ( الفائز بجائزة الابداع القصصي ) يمثل رغم سني الهجرة الطويلة والنفي بعضا من هاجسه الدائم والمُعرف به ، بل من يقرأ مجاميع جمعة اللامي الأولى ، يجد تلك الحياة العراقية المؤسطرة منذ موجة الطوفان مجسدة بشكل مميز ومؤرشفة بروح أمينة وصادقة وجميلة .
جمعة اللامي ..هذه الذاكرة المشحونة بالعاطفة الجنوبية ، والتي كنا منذ طفولة الستينيات نتلمس منها لون وعطر الأنتماء الى محليتنا والوجود الذي كانت فيه داشديشنا تخط على غبار القرى حكايات لاتنتهي بين حب وسياسة وجوع وأخذ ثأر وإغنيات صيد وإمنيات مدارس القصب وقراءات تعود بسومريتها الى أساطير ( إيشان حفيظ ) ورؤى المندائيين والآتي من أساطير مملكة ميسان .
كنا نكتشف كل هذا مع جمعة اللامي ويساريته المعلنة بحماس سيكار جيفارا . كانت قصصه رغم قوتها تدفع المخيلة الى التحفيز والتساؤل وكسب المزيد من مشاعر الحب والإنتماء .
وأتذكر إنني في الثاني متوسط حين قرأت لأول مرة ( جمعة اللامي ) في مجموعته القصصية : من قتل حكمة الشامي .
ومنذ ذلك الوقت رحت أسرح في مخيلة هذه الزهرة الجنوبية وهي تخط رؤى مخيلة حالمة ومدركة عبر قناعتها وفرادتها وتخصصها القصصي وأبحث عن منتجه حتى حين غاب في لجة الهجرة ويبقى هناك في الخليج يدون في يومياته وقصصه ذات الأحاسيس التي ظلت تمثل لجمعة اللامي هاجس الأبد الذي لايتخلص منه لشعوره إن تلك الرؤى هي صانعة التأريخ الحقيقي لتلك الامكنة التي شهدت ولادته .
أمكنة السوابيط ، ورقص الشبوط ، وغناء النجوم في هدئة السلف والجنوب الغائر مثل سكين الزمن في الثورة والفقر والأسطورة ومقامات العشق .
هذا الرجل العراقي . بوجهه السمح ووداعة عينيه التي مسكها الزمن المتقدم من تحت أجفانها ، يمثل فوزه بجائزة كبيرة مثل هذه ، فخراً لتأريخ الأدب القصصي العراقي ، وأنا اعتبرها مكملاً لفرحة القصة العراقية حين نالت بإسم القاص البصري ( محمد خضير ) جائزة عويس . وترى المصادفة إن الأبداع العراقي يفوز بجائزتين كبيرتين من خلال الهاجس والأنتماء الجنوبي ، وهذا دليل على مقولة ديوارانت في قصة الحضارة : سيبقى الشمال والى الأبد يضخ للعالم القادة والحكماء ، فيما سيبقى الجنوب والى الأبد يمنح العالم المقاتلين والقديسين .
أولئك هم قديسو الجنوب . مبدعون في كل رؤيا يخطونها بإتقان ويسرجون من خلالها خيول الرغبة الحسية والواقعية والسحرية ليطلقونها في مجاميع قصصية رائعة .
فوز جمعة اللامي ، هو فوز لتأريخ الأنسان الطيب والمبدع والحقيقي .
وهو بهذه الجائزة لايختم نضالاً في قضية ورثها من إحلام بيته الجنوبي وذلك المدى السحرى لصباحات سلالات ميسان ومندائيتها ، بل تشكل حافزا لهذا الكاتب الكبير ليفكر بثلاثية لاتنتهي يؤسطر فيها عمر ذلك المكان وأبديته والتحولات التي كان شاهد لها حتى وهو يتأمل أزمنتها من أمكنة غربته ومهجره .
هذا الشاخص القصبي ، المتحول بفطرة روحه وبرائتها الى ناي في ثقافة النص القصصي ، يستحق اليوم تكريم العراق له عبر ملحق خاص في أوسع جرائده* ، وليكن في أي صحيفة أحاول أن أتصل بها وندعو ليكون هذا الملف تسليط ضوء على ذاكرة عراقية حية ، ولتعرف الأجيال الجديدة إن جمعة اللامي هو العراق الموجود ، العراق الغائب عن تربته ، العراق الحي . وكذلك دعوة الى المؤسسة الثقافية العراقية في وزارة الثقافة ودار الشؤؤون الثقافية من خلال الإتحاد العام لادباء العراق لاعادة طبع كل أعمال الشاعر القصصية التي صدرت في العراق وخارجه .
إنها امنية لاأنطقها عن لسان المبدع الكبير جمعة اللامي ، فهو حتما لايعرف إني اكتب بحقه المديح الذي يستحقه ، ولكنها أمنية أعتقد إنها لسان حال كل مثقف عراقي .
لجمعة الفائز بجائزة السلطان قابوس كل المحبة والبهاء السومري .

* سبق لموقع أبسو الأدبي قبل غلقه والذي يشرف عليه الشاعر العراقي المبدع يحيى البطاط أن نشر ملفاً رائعاً عن القاص جمعة اللامي قبل أشهر، تكريماً لدوره القصصي الكبير في مسيرة الابداع العراقي . وقد حمل الملف الكثير من الشهادات الابداعية بحق القاص اللامي .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ..وديعة تحت أجفان الله أولاً ..أيها النواب
- مدام بغداد ...والسيدة باريس . . ودمعة صديقة الملاية
- العراق ... مستقبل طفولته ..ومأسأة رجولته ..وعنوسة أنوثته
- العراق ..بين عقل المؤمن وشيطان القتل
- العراق ... جمرة في القلب . ودعاء الى الرب
- زهرة الحب . وسط عيون أطفالي وزوجتي
- بنجوين ...وشمال الله
- العراق .. مسيح ٌ ، أجفانه ُ دمعة مؤذن . وضحكته ُ مريم العراق ...
- خواطر من لقاء لباولو كويلهو..صاحب رواية الخيميائي
- كيف تكتب خاطرة . بمزاج ستيني
- السيد غابريل ماركيز يطرق الباب
- العراق الذي نصفه رغيف . والنصف الآخر دمعة
- الحوار المتمدن / ذاكرة إبداعية متحضرة
- العراق بين تقرير بيكر وسيف عنتر
- شهوة اللسان . كلام أجفانك
- العراق ..بين الشهداء ، ودموع الأئمة ..والأنبياء
- العراق بين الطيف والسيف والسفارة الأمريكية
- مجلات أدبية . تطلق الرصاص على القاعدة وفرق الموت
- ( إسم الوردة ..وإسم الطين (
- العراق.. (من الذي يموت ...من الذي يزرع الوردة) ؟


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - جمعة اللامي ..ذاكرة وطن ..وجائزة إبداعية