أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - بنجوين ...وشمال الله














المزيد.....

بنجوين ...وشمال الله


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحتفظ الشمال بمودته معي ، كما تحتفظ الفراشة بمودتها لعطر الزهرة . وأنا في كل شمال ( أقصد شمال بلادي العراق ) أحاول أن أستعيد مودة الحب لتلك الايام المظفورة بشوق لملمت جهات البلاد كلها الى عاطفة واحدة .
ولهذا تبقى تلك الامكنة بالنسبة لي رؤيا لحلم حالم إزاء فتنة القصيدة أو قراءة تضاريس الطبيعة التي منحها الله جمالا تحسد عليه . لهذا ظل المكان في كل مودة اشتاق اليها يلبسني معطفه ، صيفا وشتاءا .
وحين أردت ذات يوم ان اكتشف رؤى الحس عند شاعر كبير مثل شيركو ــ بيكه س . لم اجد سوى بنجوين وناحية فيها تسمى ( نال باريز ) من أجعلها بدء الرؤى مع أساطير بيكه س الجميلة . وكانت ناحية نال باريز التي عشت فيها عامين هي رؤية البدء عندما البست احلام بيكه س شراويلها واطلقت العنان للمكان ليقرأ معي النص ولنتحاور سوية في ليل شتائي ما أنفك فيه الثلج يسقط قمصانهُ البيض على رأسي الحاسر إلا من رغبة بأمساكِ نجمة في الجنوب البعيد .
هناك سومر التي ولدت بها ، وهناك أمهاتنا اللائي يلدن الدموع الذهبية بسبب ضحايا حروب الوطن التي لاتعد .
نشرت مجلة سردم الفصلية نصي عن الشاعر شيركو به س .
صدفة في صباح بغدادي عثرت على المجلة في معرض دار المدى، وفي عدد اخر نشرت ذات المجلة الفصل الاول من كتابي ( طوبغرافيا المكان من أربيل الى حاج عمران ) ..
لاادري من أين اتى النص الى سردم ، ربما من الشاعر محمد عفيفي الحسيني الشاعر الكردي المقيم في اوربا الذي اعلن اعجابه بنصي في رسالة معنونة الي وهو زوج الشاعرة الكردية المعروفة ( آخين ولات ) ونشره في موقعه ، ربما اخذته سردم من موقع جهة الشعر ، وربما من مواقع اخرى نشرت النص . المهم وانا اقلب سردم أقلب معها أيامي هناك ..في البلاد التي تأوي طروحات حلم العاشق بعيدا عن ربايا البنادق والموت .
كانت بنجوين وقراها وجبالها الهائلة بالشوق والبلوط ( هرزلة ، تاريار ، حديد ، قاية ، لاله حمران ، قبر الشيخ ) عوارض مصنوعة من الحجر لكنها تخفق بقلوب نايات لاتهدء . كانت تمثل رؤية لتمكن الطبيعة من كسب ود الانسان ليكون ، وهي صناعة ماهرة للحظة التأمل ، لهذا كنت ارى في طبيعة قضاء بنجوين ، طبيعة الله المصنوعة بمهارة الخلق ، وحين مسكت فيها لحظة الاشتياق ، مسكت روحي بكل اصابعي ودونت لهذه البلاد القصائد والسمفونيات التي ردت على حزن أُمي التي قالت ( أنا قلت ياعلي ..والشمال قال هاتيه لي ) ..
كانت بنجوين ، لحظة من عاطفة شتاء لذيذ ، صوت ام كلثوم ، صوت صديقي دلشاد ، صوت فيروز ، صوت حسين نعمة ونجاة الصغيرة ، صوت عبد الله كوران وهو يضع الطبيعة بين يديك ويسألك بهاجس الحلم إن كان الشتاء يجلب الاسى ، فالربيع تعويض له بكون من الحب .
وحين أتى الربيع بعد صيف حالم بالزرقة والضوء . نشرت ذاكرتي قراءات لاتحصى لمكان هو بعض من جنة دلمون وعدن وعاد .
مكان تقرأ فيه شوارد الحس وصناعة اللحظة وطباع الكرد الذي يبتسمون دائما ، لمجرد إنهم يبتسمون .
الآن استعيد نقاء مساء الرعاة ، وصانعات خبز ( الرقاق ) في قرى اودية بنجوين وسفوح جبالها ، استعيد مهارة نظرة الفتيات في ناحية نال باريز ، وطيبة وكرم كل تلك اللأُسر البريئة التي لم تخشى من صواريخ الحرب وظلت تعيش مدنها وامكنتها .
الى اولئك . اتمنى رؤية اخرى وسياحة لعودة الذكريات . ولهم ستمطر الاوراق ذكريات على صفحات هذا المطبوع الاثير ...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. مسيح ٌ ، أجفانه ُ دمعة مؤذن . وضحكته ُ مريم العراق ...
- خواطر من لقاء لباولو كويلهو..صاحب رواية الخيميائي
- كيف تكتب خاطرة . بمزاج ستيني
- السيد غابريل ماركيز يطرق الباب
- العراق الذي نصفه رغيف . والنصف الآخر دمعة
- الحوار المتمدن / ذاكرة إبداعية متحضرة
- العراق بين تقرير بيكر وسيف عنتر
- شهوة اللسان . كلام أجفانك
- العراق ..بين الشهداء ، ودموع الأئمة ..والأنبياء
- العراق بين الطيف والسيف والسفارة الأمريكية
- مجلات أدبية . تطلق الرصاص على القاعدة وفرق الموت
- ( إسم الوردة ..وإسم الطين (
- العراق.. (من الذي يموت ...من الذي يزرع الوردة) ؟
- إيروتيكا ...الشفاهُ المبللةُ
- أنثى ..متصوفة في جسدها ..وبس
- العراق بين صوت الله ..وصوت الآه
- لاهوى إلا هوى العراق
- عطر مكة والتوهج الذي فيكِ
- رندة المغربي . موسيقى المكان . وحس الشعر . ودمعة باشالار الب ...
- ليلك ِ .. شراشف ضوء . السرير جفن - السيف


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - بنجوين ...وشمال الله