أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراق ..بين عقل المؤمن وشيطان القتل














المزيد.....

العراق ..بين عقل المؤمن وشيطان القتل


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قال وهب بن منبه ( مؤرخٌ إسلامي توفى 114 هجرية ) (( إني وجدت في بعض ما أنزل الله على أنبيائه أن الشيطان لم يكابد شيئأً أشد عليه من مؤمن عاقل ، وإنه يكابد مائة جاهل فيستجرهم حتى يركب رقابهم . فينقادون له حيث شاء ، ويكابد المؤمن العاقل فيتصعب عليه حتى لاينال منه شيئاً من حاجته .))
هذا ما أفتى به أدب الحكمة من زينة العقل وقدرتهُ على الوقوف ضد الشيطنة التي تريد أن تدمرَ فيه الوجدان والجسد . ولكي أصل في مغزى قول المؤرخ أعكس الأمر على مايحدث في بلادي الآن لأجد إن العقل يحارب الشر في مساحةٍ ضيقةٍ ويكاد أن يكون القتال غير متكافئ .
فشيطان الموت يحصد كل يوم من الأبرياء الكثير ، شيطانٌ له ألف وجه . بين ملثم ومكشوف ومعتلي صهوة الدبابة ، أو متمنطق بحزامٍ ناسف .
ولنفترض إن العقل هو الحكومة والوطنيين الشرفاء أي كان خندقهن ولنقرأ في الموازنة . لنرى إن الأمر غير متعادل في حرب كهذه وأن العقل لم يحفظ أرواح الناس ، ومايفعله سوى وعود وإحتماء خلف أسوار المنطقة الخضراء . وإذا اضفنا الى العقل قبة البرلمان ، فهذا العقل كثير ( الغيابات ) ولم يحسمَ في الأمر شيئاً ضد جبروت شيطان القتل ، وكل مافي صرامته إنه أصدر أمراً بتغريم النائب الغائب نصف مليون دينار عن كل يوم غياب ، وهذا لايهم أبداً بعض نواب الأراكيل المحتمين بمقاهيَّ دول الجوار لأن مليوني دينار غرامة في الشهر لايساوي شيئاً إزاء حفنة الدولارات الكثيرة التي هي راتب السيد النائب .
وهكذا نجد خلل في الموازنة بين الشيطان ونياته والعقل وأمنياته ، خلل يقودنا الى رؤية الجسد العراقي يمتزق بكل لحظات النهار ، فيما تمزق الهاونات ليله بذعر تهديم البيوت وفزع الأطفال والنساء . شيطان القتل يمارس شهوته كل يوم ، ومقاومة العقل له محدودة .
لاأدري لماذا لايتم تفعيلها ، تسليحها جيدا ، إعطاءها صلاحيات اوسع .
العقل ذاته أيضا يحتاج الى إعادة حسابات منهجه إزاء مايراه من إداء أجهزته على مستوى الأمن والأداء المهني والوظيفي في كل دوائر الدولة ومؤسساتها ، فليس شيطان القتل فقط من يسرح ويمرح في العراق ، فهناك شيطان السلب والنهب ، ولم يسلم منه حتى آثار بلاد الرافدين القابعة في الأرض . حيث أفتى البعض زورا ومانسبوه للمراجع الكريمة : إن كل مافي باطن الأرض هو ملك لعامة البشر . لهذا يرى حفارو التلول الأثرية وقبور ملوك السلالات ، إن الفتوى المزعمة ( وهي حتما فتوى مزيفة لم يختمها ختم مرجع ) تبيح لهم نهب أثار العراق وتسويقها الى متاحف الدنيا بملايين الدولارات .
وهكذا يلبس الشيطان في العراق ألف قناع ، فيما العقل له قناع واحد ، ولكنه قناع وصفه مرة لي السيد وزير الداخلية في لقاء قبل أسبوع لنا معه في دمشق : شرطي وفي شاجور بندقيته 30 إطلاقة فقط . فيما الشر لديه أحدث الأسلحة ويهاجم دورياتنا بالقاذفات والبي كي سي .
إذن العراق تاه بين عقل مؤمن يتمنى ، وشيطان يعبث .
أول مؤمني العراق هو المواطن البسيط ، مواطن يوم 30 بالشهر ( وأقصد يوم الراتب ) ،مواطن بطاقة التموين وقنينة الغاز وتشغيل المولد والصلاة بأوقاتها ، وهناك الشيطان الشرير وهو أيضا قد يكون مواطناً وقد يكون من رعايا ( بلاد العرب أوطاني ).
بين الأثنين يسبح العراق في بحيرة الدمع وتكثر نوائحه وتقل أغانيه وأبتساماته ولعمري هذه معضلة تأريخية وحضارية أتمنى لأهل العقل فيها أن يراجعوا صحوة النفس ويتخلوا عن بعض كبرياء الموقف والميل الى السماحة ليجعلوا شاجور الشرطي الواقف قدام نوايا الشيطان ثلاثين صاروخا وليس ثلاثين إطلاقة فقط .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... جمرة في القلب . ودعاء الى الرب
- زهرة الحب . وسط عيون أطفالي وزوجتي
- بنجوين ...وشمال الله
- العراق .. مسيح ٌ ، أجفانه ُ دمعة مؤذن . وضحكته ُ مريم العراق ...
- خواطر من لقاء لباولو كويلهو..صاحب رواية الخيميائي
- كيف تكتب خاطرة . بمزاج ستيني
- السيد غابريل ماركيز يطرق الباب
- العراق الذي نصفه رغيف . والنصف الآخر دمعة
- الحوار المتمدن / ذاكرة إبداعية متحضرة
- العراق بين تقرير بيكر وسيف عنتر
- شهوة اللسان . كلام أجفانك
- العراق ..بين الشهداء ، ودموع الأئمة ..والأنبياء
- العراق بين الطيف والسيف والسفارة الأمريكية
- مجلات أدبية . تطلق الرصاص على القاعدة وفرق الموت
- ( إسم الوردة ..وإسم الطين (
- العراق.. (من الذي يموت ...من الذي يزرع الوردة) ؟
- إيروتيكا ...الشفاهُ المبللةُ
- أنثى ..متصوفة في جسدها ..وبس
- العراق بين صوت الله ..وصوت الآه
- لاهوى إلا هوى العراق


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العراق ..بين عقل المؤمن وشيطان القتل