أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - زهرة الحب . وسط عيون أطفالي وزوجتي














المزيد.....

زهرة الحب . وسط عيون أطفالي وزوجتي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


تراهُ المهجرُ الملون بلونِ الخبز من يدرك فيه المبتلى بسعال السفرْ ، تراهُ قلبها الطيبُ مثل علبة الحليب والدمعة التي تشبهُ خَتم المطارات ْ.
تقولُ حبيبي : تعالَ فأنتَ دولتي .
أيتها السومرية ُ ، الخاطرة الحلوة كتعويذةِ الكاهناتِ وكمشطِ شبعاد وأوتار قيثارتها .
بكِ يحتفلُ ضوء المدينة ، والوردُ يشتعلُ جمالاً في خاصرةِ النهرِ .
وبكِ الطبخُ يصبحُ مذاقاً لالهةٍ تبحثُ عن بريق ِ الجوع ِ في دموع ِ الفقراءْ..
وبكِ كل ألواح الشريعة تصير سمفونيات اللحظة التي تشرق بها روح الوطن المعافى .
وغير ذلك ..ستهبط دموع بناتي مثل مظلات مطرُ الغربة .
كل قطرة تحمل صورة بيتنا الذي تركناهُ هناك .
يلبسُ لحنَ شارع من الغبار ، ومصابيح باهتة مثل عوز المنافي .
أتراه هذا المهجر الذي يشبهكِ ..وقلبكِ الذي على شكل تفاحة .
يقضمها ، فمي بلهفةِ الود .
فلتوذ بنا شتاءات البعد ، وبها نصنع أملاً بالعودة .
أيتها الطين .
الختم الأسطواني .
وقارب جلجامش .
أيتها المرأة النورسة البيضاء كحنين خاتم الخطوبة ولحظات الأشراق بأول طفل في جنين المساء.
أيتها اللوح ..المكتوب بلغاتٍ سحريةٍ ، وبأصابع الزقورات . أيتها القارب الذي يصل بنا الى الصين وبيت الحنين ، أنت واحدة من احلى شهقات القصيدة . وأبناؤك زهور حديقتي .
فيما تصير أور ... شوقنا الذي يُعلمنا كيف الحروف تصير مركبات فضاء
وأنا وأنتم بعيداً الى القمر ...
هكذا هو التصور ..مشتعلٌ بأفتراضِ رغبتي لأنْ تكوني أنتِ سيدة المنزل الشرقي وحارسة بوابة النور في إلهام حياتي .
الزوجة القديسة . المُعبرة عن لوعةِ الحنين الى لغة الحُب ، وإدراك معنى أن يكونَ لنا وطناً غير هذا الذي يبتلعهُ أهلَ طلبان ومفخخات الموت وعزارئيل بثيابٍ سوداء .
الزوجة ..اللهفة ..التأريخ الأسطوريَّ للحظة الشقاء ولحظة التفكير ، وقطرة حليب النهد ، وطعم الباذنجان ، وأغنيات آخر الليل ، هناك يدركنا وجه النور ، ويشربنا أمل بأحلام وردية .
وستكونين أنت كاهنة المعبد ، وبالقدم ِ الحافية سأهبط على محرابكِ .
خدُكِ مرمرة ، أجفانكِ خيوط الذهب . وصدركِ سرير عاطفتي الملونة .
ومتى تتيه دنياي ..
أبداً روحك هي الوطن الثاني .
فيما أور العراقية هي الأولى دوماً ...

2

تراهُ المهجرُ المعطرُ بعوزِ البطالةِ ، بإناس ٍ يبحثون عن ملاذٍ آمن لمستقبل أحفادهم وصغار لايفقهون مما يحدث شيئاً ويبحثون عن مدن الالعاب ، عن ميكي ماوس ، عن دمية ، فيجئ صوت عراقي يبيع الحمص في أزقة المطر : تعالوا وأشتروا رغبتي بأن لاأموت جوعاً وحزناً ومنفى .
هوذا ..زمن الهجرة ..يابلاد المهجرين القُُدامى والجُدد .
هوذا قدركَ المصنوع من نياشين الجنرالات ، وفوهات الدبابات ونُعاس الديك .
هو ذا فألك منذ أن فقد جلجامش عشبتهُ وضاعَ في متاهة الطريق ..
والى متى ..؟
سيحسبها الله ..كحساب دموع أم اولادي على حديقة خدها ,
وسيقول : أحلها بسلام ٍ ذات لحظة !


3

الآن ..وقد ظل موت البلاد يهبط في أراجيح حلم سومر ..
يكتبُ الهاجس ..بريح ِ طنجة رؤيا مايُرى ..
زوجتي ترتدي شال صلاتها ، وتهمسُ لأفق ٍ أخضرَ مثل ليل دمشق
الهي : إعط لسومر رقتكَ وعذوبة َ النَخل ِ ودعها تفرش سجادة سعادتها على نهرينِ من قبلات .
الآن ..
وقد سافر النورس بورق الرسائل ِ الى الأصدقاء والجيران وأمراء سُلالات الأهوار
يحمل تحيات صغار الوطن المفتون برز ِ بطاقة التموين .
أحمله رجفة الجفن وسؤال الى ملك الدولةِ الجديدة .
أن يعطفَ بحلم ِ الصباح هناك وأن يجمع الشمل ، ويدعوا فتات المَهاجرَ أن تدخلَ المعطف من دون شظايا .
زوجتي ترتدي الحب وشال صلاتها ..
وبروحها التي هي أرق من دمعة ناي .
ترفع رعشة الأصابع .
وترسم كل سومر وماحولها .
في إفق أزرقْ ............



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنجوين ...وشمال الله
- العراق .. مسيح ٌ ، أجفانه ُ دمعة مؤذن . وضحكته ُ مريم العراق ...
- خواطر من لقاء لباولو كويلهو..صاحب رواية الخيميائي
- كيف تكتب خاطرة . بمزاج ستيني
- السيد غابريل ماركيز يطرق الباب
- العراق الذي نصفه رغيف . والنصف الآخر دمعة
- الحوار المتمدن / ذاكرة إبداعية متحضرة
- العراق بين تقرير بيكر وسيف عنتر
- شهوة اللسان . كلام أجفانك
- العراق ..بين الشهداء ، ودموع الأئمة ..والأنبياء
- العراق بين الطيف والسيف والسفارة الأمريكية
- مجلات أدبية . تطلق الرصاص على القاعدة وفرق الموت
- ( إسم الوردة ..وإسم الطين (
- العراق.. (من الذي يموت ...من الذي يزرع الوردة) ؟
- إيروتيكا ...الشفاهُ المبللةُ
- أنثى ..متصوفة في جسدها ..وبس
- العراق بين صوت الله ..وصوت الآه
- لاهوى إلا هوى العراق
- عطر مكة والتوهج الذي فيكِ
- رندة المغربي . موسيقى المكان . وحس الشعر . ودمعة باشالار الب ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - زهرة الحب . وسط عيون أطفالي وزوجتي