حول فيلم ماريو و المهدي بن بركة.

المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قبل خمسة أيام تطرق الفيلم الوثائقي الإفريقي الذي تم عرضه في هذا المهرجان الدورة 21 من هذه السنة هنا في مدينة كلونيا الألمانية قلت تطرق إلى الشخصية المناضلة السياسية الاممية المهدي بن بركة.
و كان عنوان الفيلم الوثائقي "ماريو..." و ماريو هو كذلك مناضل من أنغولا عاش حياة المنفى في أوروبا و دافع عن نضال شعوب المستعمرات البرتغالية

لا يمكن الحديث عن حركة التحرر الأفريقية من دون ذكر اسم المناضل المغاربي المهدي بن بركة رئيس اتحاد المنظمات الافرواسيوية ضد الاستعمار.
ان النضال الوطني الذي خاضه المهدي بن بركة منذ زمان الاحتلال الفرنسي و الإسباني لبلده
شكل لبنة أساسية في تطور صرح النضال الأممي في دعم مقاومة الشعوب للامبريالية و للصهيونية العالمية و كانت المحاضرة التي ألقاها في جامعة القاهرة سنة 1964 قد ركزت بالملموس على الغزو الصهيوني لأفريقيا و كفية التصدي له.
و فتح بتصوراته التحررية آفاقا واسعة كي لا تظل القضية الفلسطينية تدور في الحيز القطري القومي العربي بل فتحت لها أبواب التضامن الأممي في تواصل مع قادة الشعوب المستوعبين لخطر الصهيونية و الفلسطينيين المدافعين عن حقهم في أرضهم المستعمرة.

سنة من بعد هذه المحاضرة و سفرات ماراطونية ما بين القارات الثلاث آسيا أفريقيا و أمريكا الجنوبية في غمرة تحضيره لمؤتمر دول القارات الثلاثة الذي تم ترشيحه كرئيس اللجنة التحضيرية له من قبل هذه الدول المناهضة للامبريالية و الذي تقرر اقامته في عاصمة كوبا هافانا سنة 1966.
قلت سنة من بعد هذا التحضير العظيم الجهد تم التخطيط من طرف أربعة أجهزة مخابراتية عالمية على نصب فخ كمين للمهدي بن بركة و اختطافه و قتله في جريمة سياسية تقشعر لها الأبدان و التي استنكرتها كل الشعوب المناضلة في العالم.
و المجرمون المتورطون بالحجة و الدليل هم المخابرات الأمريكية CIA و المخابرات الفرنسية DGSE و المخابرات الإسرائيلية الموصاد و المخابرات المغربية. Cap 1.

و قد تعددت الروايات التي تحكي مسار هذه قضية الجريمة السياسية الدولية في شخص هذا القائد الاممي.

سنة 1960 نظرا لمضايقة النظام الملكي لنشاطه السياسي و محاولة قتله من طرف أجهزة المخابرات الملكية اضطر ان يغادر مكره أخاك لا بطل اولا راح إلى ألمانيا عند أخيه عبد القادر بن بركة للعلاج مما تعرض له من كسور في محاولة اغتياله الفاشلة. بعد ذلك صار يتنقل ما بين مصر و الجزائر و فرنسا و الصين و الاتحاد السوفياتي و التشيكوسلوفاكيا و كوبا و الفيتنام و سويسرا و دول إفريقية كثيرة
لذلك لم يعد أبدا إلى وطنه الأصلي لا حيا و لا ميتا
و لما استقلت الجزائر سلم له الرئيس بن بلة جواز سفر ديبلوماسي كي يصبح كذلك سفير الجزائر في العالم.
سلم له بيتا في العاصمة و 250000 فرنك شهريا تماما نفس المبلغ الذي كان يتقاضاه انذاك رئيس الدولة و حسب نشاطاته الديبلوماسية العالمية الواسعة و تنقلاته في كل الاتجاهات كانت لا تكفي.

و لأن الشهيد المهدي بن بركة كان و مازال رمزا للتحرر و الانعتاق من براثين الإستعمار و الصهيونية و لانه دينامو في التنظير و التنظيم و التنسيق ليس على نطاق جيوبوليتيكي محدود و إنما أوسع بكثير لذلك تكاثرت أعدائه و تكالبت عليه هذه القوى المجرمة المعادية للانسانية و لحقوق الشعوب.
الخزي و العار للعملاء قتلة الشهيدات و الشهداء
و المجد و الخلود لكل الفدائيين الذين ضحوا بأرواحهم لتستعيد شعوب الأرض كرامتها.

السنة القادمة 29 أكتوبر 2025 ستكتمل ستون سنة على عملية اختطاف المناضل الأممي المهدي بن بركة و جل الوثائق حول هذه الجريمة السياسية مازالت طي الكتمان.

أين دفنت سرا جثة المهدي بن بركة؟؟؟
و أين هم القتلة المتورطين في الجريمة و الذين مازالوا على قيد الحياة ؟؟؟

عائلة الشهيد و هيئة المحامين و الشعب المغربي و شعوب افريقا المحبة للحرية و الانعتاق و حركات التحرر العالمية
تطالب بالكشف عن الحقيقة كاملة في قضية اختطاف المهدي بن بركة يوم الجمعة 29 أكتوبر 1965 في باريز العاصمة الفرنسية وسط النهار أمام مقهى ليب في شارع الشونسيليزي
كان المهدي رفقة الطالب التهامي الزموري الشاهد الأول على الاختطاف هذا الطالب البريء الذي تم قتله فيما بعد على خلفية القضية و هو الذي كان قد فضح العملية.

كان المهدي بن بركة يوم ذاك على موعد مع مخرج سينمائي في موضوع شريط وثائقي اسمه "باسطا" حول تاريخ و نضال الشعوب كانت فكرة و لكنها كانت فخا محبوكا لاسقاط المهدي في شباك المصيدة التي خططت لها المخابرات العالمية الأربعة.

#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات