أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - لماذا يدعم الغرب إسرائيل؟














المزيد.....

لماذا يدعم الغرب إسرائيل؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سأل حارث سليمان في النشرة الإلكترونية"جنوبية"، لماذا يتسابق سياسيو العالم على التزامهم بأمن إسرائيل؟ ، ولماذا تتردد معزوفة حماية الكيان الإسرائيلي على لسان الأوساط الحاكمة في الغرب. مع أن قادة العالم يستنكرون المجازر التي ترتكبها إسرائيل، وترتفع، على الصعيد الدولي، وتيرة المطالبة بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة؟ فهل لأن "الأولوية المطلقة عندهم هي لأمن إسرائيل كياناً، ولسلامة اليهود افراداً"؟
مع أن هذه الظاهرة تثير العجب والغضب، فهي تحتاج، بحسب سليمان، إلى تحليل ودراسة وتفكيك تمهيداً لمواجهتها، وإن مفتاح الجواب، من وجهة نظره، من شقين، الأول هو تقديم إسرائيل نفسها في صورة الضحية، والثاني أن "صورة أنصار الممانعة وتابعيها، على الضفة الاخرى، تتبدى كمأساة ومسخرة، مليئة بالعنتريات الجوفاء والحماقات الكارثية و"التفشيط"، بحسب ما ورد في عنوان المقالة.
يبدو مفتاح الجواب، في شقه الأول صحيحاً جزئياً. إسرائيل لم تتوقف عن ابتزاز المجتمعات الغربية وحكوماتها في موضوع المحرقة اليهودية وما زالت تمارس ابتزازها متهمة أي موقف غير مؤيد لها بالعداء للسامية. أما الشق الثاني فهو صحيح في ما يخص الممانعة ومشتقاتها، مع أن العنتريات قديمة قدم النكبة، وشعار رمي إسرائيل في البحر ليس حديث العهد، فالعنتريات الجوفاء متحدرة من أحمد سعيد في صوت العرب ومن الصحاف في العراق، مع امتداداتها وصولاً إلى طوفان الأقصى.
هذا يعني أن المنهج المعتمد في مواجهة المشروع الصهيوني يستند إلى تشخيص خاطئ في بعض جوانبه. صحيح أن الصهيونية عنصرية، وعنصريتها متحدرة من تعاليم دينية، وأن مشروعها توسعي، على قاعدة الشعار المعروف"أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل". لكن إسرائيل هي آخر ما تبقى من الاستعمار الرأسمالي في العالم، ولم يؤخذ بالاعتبار في مواجهتها لا كونها استعماراً ولا كونها جزءاً من النظام الرأسمالي العالمي.
لقد تناوبت على التصدي للمشروع الصهيوني قوى حركة التحرر الوطني القومية واليسارية والإسلامية من الموقع ذاته العنصري والديني، بدءاً من عدم الموافقة العربية بالإجماع على حل الدولتين بعد النكبة وصولاً إلى استحضار معارك المسلمين مع اليهود أيام الفتح الإسلامي. وما الإسم الذي أطلقته حماس على غارتها في السابع من تشرين- أكتوبر، طوفان الأقصى، سوى تعبير عن أن الهدف من النضال لم يكن تحريريها من استعمار رأسمالي بل من استعمار ديني، فيما كان قد مضى على معارك التبشير الديني قرون طويلة.
لا شك في أن للبعد الديني قيمة رمزية في الصراع على القضية الفلسطينية، إذ بإمكانه أن يشكل عامل دفع ورافعة معنوية ومحفزاً على النضال في سبيلها، على غرار ما حصل في نضال الجزائر التحرري، غير أن تيارات الإسلام السياسي ترى أن الدين بالذات هو القضية وتستصغر الجانب الأهم منها أي السياسة، فيما تبدو إسرائيل أقدر على استخدامه لأنها توظفه في صالح السياسة.
تشخيص أزمة المواجهة مع الصهيونية بصورة مغلوطة لا يتجلى فحسب في تغليب الدين على السياسة، بل في تغييب الأبعاد السياسية عن تاريخ القضية الفلسطينية، وعلى رأس تلك الأبعاد أن الاستعمار الصهيوني في فلسطين هو النسخة الأخيرة من الاستعمار بعد البريطاني في جنوب إفريقيا، وسيكون مصيره هنا كمصيره هناك، لكن لاعتبارات تحددها قوانين التاريخ لا الانفعالات والعواطف و"العنتريات الجوفاء والتفشيط".
إن المصائر التاريخية في عصرنا الراهن ترسمها موازين القوى الداخلية وظروف الصراع الدولية. برنامج مانديللا للتحرر الوطني كان ذا أفق ديمقراطي، في حين تعاقبت على قيادة التحرر الوطني العربية قوى ممعنة في الاستبداد، أي معادية للرأسمالية لا كاستعمار بل كحضارة. هذا هو السبب الأساسي الذي جعل الغرب ينحاز إنسانياً لصالح القضية الفلسطينية وسياسياً لصالح إسرائيل، وهو ذاته الذي جعل الغرب يستسلم لمنطق التاريخ فيتحرر مانديللا من سجنه وجنوب إفريقيا من الحكم العنصري.
هل آن الأوان لأن نقرأ قراءة صحيحة تاريخ بلادنا وتاريخ الحضارات وتاريخ الأديان؟



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعيد حزب الله حساباته؟
- من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن
- -وادي هنوم- رواية في نقد الدين
- حين يرتقي الشهيد على طريق القدس
- مقالة الوداع
- تهافت خطاب -الشيعية السياسية-
- قمة التطبيع
- فضيلة التطبيع
- حروب الثأر وحروب العدّادات
- حذار من اتفاق دوحة جديد
- سليمان فرنجية وعماد الحوت
- المفتي الجعفري وتصريحاته
- الشكل علماني واللغة طائفية
- الشيعية السياسية الخاسر الأكبر
- جمهورية فؤاد شهاب السياسة(2)
- جمهورية فؤاد شهاب (1)الأخلاق
- يحي جابر وأنجو ريحان
- عربون وفاء
- توحيد قوى الاعتراض
- لماذا لم تتوحد قوى الاعتراض؟


المزيد.....




- ما هي أبرز المواقع العسكرية التي قصفتها إسرائيل في سوريا بعد ...
- المعارضة السورية تعين محمد البشير رئيسًا مؤقتًا للحكومة للإش ...
- موجة تعليق طلبات اللجوء للسوريين تتسع.. دول أوروبية جديدة تن ...
- خضع لعملية جراحية في الدماغ وحالته مستقرة.. الرئيس البرازيلي ...
- أرقام وحقائق عن السوريين في ألمانيا.. بين الاندماج والعودة ل ...
- إيران ترفض اتهام الترويكا لها بعدم الالتزام بالاتفاق النووي ...
- ضد من تتسلح مصر؟-.. خبيرة إسرائيلية تحذر من تهديد قادم من ال ...
- شهدت أكبر انتحار جماعي في التاريخ.. هل تتحول جونز تاون إلى م ...
- الأطعمة الأكثر فعالية في درء خطر مرض الكبد الدهني غير الكحول ...
- الجزائر ترفض منح تأشيرة دخول لمحامي الكاتب بوعلام صنصال


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - لماذا يدعم الغرب إسرائيل؟