حسن اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 14:07
المحور:
الادب والفن
كان شاعراً في الحياة
قليلون بل شحيحون إولئك الذين عجنوا من طينة آدم الكوسموبوليتية مباشرة، دون أن يمروا بغابة داروين المتشابكة ويضطروا لمجاملة شياطينها القردة. لكن الآلهة تلهو أغلب الأحيان، وحتى تلعب القمار حين توزع الخير والشر على رعاياها.فهي تخطأ كثيراً في أهدافها دون أن تكترث. مثلما صنعت من صدام حسين أميراً لبلاد مابين النهرين وهي خير من يعلم أن المعيدي يمكن أن يصير رائد فضاء ولكن لايمكنه أن يغدو إنساناً.
الآن، ناجح ناجي يشرّع أبوابه للموت.وكعادته، طيباً، معطاءً، إنساناً يدعو الملائكة للولوج وقبض روحه كيما يختتم رحلة العذاب ويستريح من هذه الدنيا العدوة، لكن الآلهة السادية اللئيمة تريد أن تستمتع بتعذيبه انتقاماً من كونه لم يكن مجاملاً كما هي الحشود التي قطعت طريق الغابة قبل وصولها الخارطة المفترضة لآدم وحواء.
لعل وادي السلام تنتظر الآن الشاعر المغمور الذي لايجيد فذلكة اللغة لأن قصيدته بل معلقته الوحيدة هي الحياة- رغم انها لم تحفل به- بلى كان شاعراً في الحياة قبل القصيدة. لهذا تقتص منه الآلهة التي أرادته رقماً في القطيع دون ان تظفر بذلك.
ترى هل سيمر ناجح ناجي برحلة البرزخ وهو في طريقه الى الجنة؟ ان كان ثمة عدل في الشرائع الميتافيزيقية فأنه لايحتاج الى ذلك قطعاً، لأن المكتوب يقرأ من عنوانه. وناجح ناجي لا يخبأ أسراراً.
#حسن_اسماعيل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟