أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن اسماعيل - من كان خالد الامين ؟














المزيد.....

من كان خالد الامين ؟


حسن اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


الكتابة عن خالد الامين , الشاعر والمثقف والثوري , حلم الستينات القتيل تفرض خيارها العاطفي والوجداني رغم ان الكلمات مهما كانت مذهبة , والجمل مهما كانت موشاة بأريحية الوفاء تبقى ضئيلة أزاء حلم بهذا الهول من العذوبة والدم .
كان خالد الامين مربياً محترفاً للأحلام المشاكسة , ومن أجل ادراك هذه الظاهرة لابدمن تجريدها ذهنياً وروحياً والقاء نارها في العراء فلعل ذلك اللهب المقدس يشي لنا أمراً عن الروح المهمومة والواعدة بالوجود القادم !
الفيض وقناعة الدرويش يلتحمان في جدل الشاعر .. روح تتأوج في التخوم النائية, ماأمضاه يؤبد سراً بحتفه المهيب حيث تسارعت الروح شهابا نحيلا في الهواء الكثيف , برقاً شرخ الوجود الاغبر .
خالد الامين . الطفل الكردي الذي وجد نفسه في ناصرية الجنوب قريبا من شميم الاهوار , لن يقدر على منع ناره المقدسة من الرقص .. والانتحار. هذا المغامر الهادئ .. الشاعر الساخر من سلاسل اللغة .. الثائر الذي انطفئ تحت التعذيب كما هي نهاية القديسين في كل زمان ومكان , كيف يقيض لأمرئ أن يقترب من رسم ملامح القلب الكبير .. القتيل .
ان ظاهرة خالد الامين هي الخصوبة والعناد وأستدعاؤها في هذا الزمن المر ليس الا محاولة للتحصن فيها والتطهر من أدران الهواء .
خالد الامين صاحب الدور الطليعي في حركة الحداثة الستينية لايمكن بأي حال من الاحوال تجاوز هذا النبض الشعري و الثقافي المقاوم وهو يتحرك على قدم وساق من أجل أطلاق ( الروح الحية ) التي حملتها الستينات وترسيخها عميقاً في الوجدان الاجتماعي .. كان يتحرك بين الناصرية وبغداد , يتنقل في حركة دائبة بين المقاهي الادبية , يناقش الاصدقاء هنا وهناك عن ثورة الشعر .. وثورة الانسان , حلمه العظيم . يصدر في الناصرية مجلة طافحة بروح الحداثة الستينية تحمل اسم المدينة . يقدم لشعراء فرنسيين ترجمه لهم احمد الباقري أضمامة من اشعارهم ( رصيف سوق الأزهار ) .
وكون خالد الامين يمثل الروح الحية والباسلة في الظاهرة الستينية فتلك حقيقة يدركها الستينيون قبل غيرهم .. انها علاقة الرمز بالظاهرة .
في اقصى حالات النبض والفيض .. غادر الفتى النبيل أصدقاءه , انطفأ على ضفاف الهور حيث ثمة وشائج سرية تربط قلب الشاعر الى أحزان القصب الثائر .
في يوم من اوائل 1972 أقشعر الهواء من مدينة القاتل , الاَم في الطين وفي الانسان , ثمة وجوم يقفل الابواب والوجوه , اختلج قلب الجيل .. اغتالوا الحلم الستيني .
أصدقاء أوفياء حاولوا أن يقرأوا حيواته الحميمة السرية . بكاه الشاعر فالح حسن عبد الرحمن بكاء خشناً في خمس قصائد محمومة . أما صديقه الحميم فاضل عباس هادي فقد صور المشهد الحزين قائلاً : بعد رحيل خالد .. هانحن نشعر باليتم , كان خالد الشرارة الألهية التي تجول في شوارع الناصرية .
حسن اسماعيل



#حسن_اسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصاب إلكتروني عراقي ,,سياسي ,,!
- العراق .. . ومشروع الدولة
- تعالوا نقرأ .. السينما النازية
- العراق ... وانعدام الأمن المائي
- كلام في المسكوت عليه محنة العراقيين ب (يسار الوسط )
- علي الوردي والتفكير الشعري
- في العراق - طبقة وسطى- تجهل مهماتها التاريخية !
- كاظم الحصيني ... وداعاً ايها المعلم !
- فاطمة المحسن : درس مظفر النواب
- قراءة في افكار نيولبرالي عراقي - الأستاذ حسن اسماعيل - العرا ...
- في مفهوم العلم الخلدوني


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن اسماعيل - من كان خالد الامين ؟