أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن اسماعيل - علي الوردي والتفكير الشعري














المزيد.....

علي الوردي والتفكير الشعري


حسن اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الشعر علم العرب الوحيد ولا علم لديهم سواه). هذا قولللخليفة عمر بن الخطاب وهو يصدق تماماً على حياة العرب قبل الحضارة الإسلامية وله
أسبابه وعوامله الاجتماعية. ويرجع الدكتور علي الوردي تلك العوامل والأسباب الى
بداوة العرب وحياتهم الأولى في الصحراء حيث كان للشعر أثره المجدي من الناحية
النفسية والاجتماعية في الحياة البدوية لأنه يقوّي روح العصبية، والأخيرة من شرائط
تنازع البقاء في الصحراء.ونتساءل.. لماذا استمرت ثقافة العرب شعرية حتى في طورحضارتهم؟ يعلّل د. الوردي ذلك بقوله (إن انتقال العرب من الصحراء ودخولهم في طور
الحضارة الأسلامية فان جوائز السلاطين المغرية حوّلت الشاعر من لسان لقبيلته الى
مداح على ابواب الحكام ومعظم شعراء هذا الطور انحدروا من اصل وضيع). أي تحول
الشاعر من ناطق رسمي بأسم قبيلته الى بوق للسلطان (الفحل) الذي لاتغيب الشمس عن
ممتلكاته. أي ان النسق المتشعرن استمر في طور الحضارة الإسلامية مهيمناً على
الثقافة العربية.تندرج ملاحظات د.الوردي هذه وسواها ضمن منهج النقدالثقافي. وقد كان سبّاقاً في هذا المضمار ـ كما يشير الى ذلك د. عبد الله الغذامي
ـ وذلك قبل ان يعرف هذا النقد وينال أهميته الراهنة، اليوم.ونبقى أمام المفارقة الرهيبة وهي ان الحضارة الأسلاميةالعظيمة حتى في عصرها الذهبي لم تستطع ان تنال من النسق المتشعرن او حتى تحد من
ثقافته الذوقية والعقلية. وحيث يمثل المتنبي قمة الهرم في هذا النسق فقد تمثلناه
نحن عبر حبنا له وتماهينا فيه باعتباره اكبر شاعر عربي وبالتالي اهم ممثل ثقافي
لنا، حتى غدا نسق الفحل المتشعرن هو النسق الاكبر والأخطر في تاريخنا الثقافي
البطريكي، سياسياً واجتماعياً.لقد فشلت محاولات عدة قام بها ادباء وكتاب كبار من اجلكسر النسق المتشعرن ولكن دون جدوى. فقامة ثقافية سامقة مثل الجاحظ، السارد
والحكائي والساخر، والذي اختار التعبير عن المهمش والمهمل والمسكوت عنه، فشل
وللأسف الشديد في محاولته كسر الشعرنة الثقافية عربياً.هل لأن الجغرافيا تصنع التاريخ؟ لنقرأ ما يقوله د.الوردي عن الجغرافيا العربية: مما يلفت النظر أن اعظم منطقة صحراوية على وجه الكرة
الارضية هي هذه المنطقة التي تكتنف البلاد العربية، فلو سرّحنا نظرنا في خارطة
البلاد العربية، من المحيط إلى الخليج، نجد فيها صحراء مترامية الأطراف، حيث
يخترقها بحر واحد هو البحر الأحمر، وبعض احواض الأنهار وسلاسل الجبال. وان نظام
البداوة نظام اجتماعي يلائم حياة الصحراء، وهو لايظهر الا فيها على الأكثر.. ثم
يستشهد د.الوردي بنظرية المفكر الألماني اوبنهايمر، وبقوله (لم يؤدي النزاع بين
الجماعات البشرية قبل الزراعة الى تأسيس دولة. ولكن بعد ظهور فضلة الأنتاج في
الزراعة اصبحت الجماعة الغالبة، وهي بدوية في الغالب، تحاول البقاء مسيطرة على
الجماعة المغلوبة لكي تحصل منها على فضلة انتاجها عن طريق الضرائب).ويتلقف د. الوردي من نظرية اوبنهايمر سبب ظهور الدولالكبيرة في العراق ومصر قبل غيرها فكانت مهد الحضارة في العالم، اذ كان الصراع بين
البداوة والحضارة على أشده حين كانت تنبعث الموجات "السامية" المتتابعة
من الصحراء باتجاه وادي الرافدين ووادي النيل.لم تتوقف تلك الموجات البدوية منذ ما قبل الأسلام حتىالعهود المتأخرة، وما زالت البداوة تسكننا حتى اليوم بسبب ذلك وتفرض علينا نسقها
الثقافي المتشعرن، الصلد، المتطاول. فعشية سقوط الدولة العباسية 1258م اشتد المد
البدوي نحو العراق واستغرق 6 قرون (أي حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر). وفي
العام 1969م أقرت الدولة العثمانية قانون التجنيد الاجباري واعفت منه الوية
المنتفق والدليم والعمارة باعتبار ان اكثر سكانها من العشائر الرحالة. اما بعد
تأسيس الدولة العراقية الحديثة فقد اخذت الموجات البشرية القادمة من الريف ــ
الملتزم بالاعراف البدوية ــ الى المدينة تتزايد على مر السنين حتى احتل الريف
المدينة من الباطن، في العهد البعثي، وتريفت المدن العراقية حتى النخاع بما فيها
بغداد العاصمة.ان التفكير الشعري الذي شخّصه حفار اجتماعي من عيارثقيل، ما زال قوياً ومؤثراً ونجده جلياً في الحماسة والبلاغة العالية والتصعيد
الثوري اللفظي في افتتاحيات الصحف الحكومية وفي بيانات الأحزاب السياسية المعارضة
سواء بسواء! المراجع:· د.علي الوردي/ منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته.· د.عبد الله الغذامي/ أبلغ الشعر أكذبه وأبلغ السرد أفضحه ـ مجلة العربي العدد،
ديسمبر 2006.· د.علي الوردي/ لمحات اجتماعية ج2.



#حسن_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق - طبقة وسطى- تجهل مهماتها التاريخية !
- كاظم الحصيني ... وداعاً ايها المعلم !
- فاطمة المحسن : درس مظفر النواب
- قراءة في افكار نيولبرالي عراقي - الأستاذ حسن اسماعيل - العرا ...
- في مفهوم العلم الخلدوني


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن اسماعيل - علي الوردي والتفكير الشعري