فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 13:02
المحور:
الادب والفن
قراءة فاطمة شاوتي في نص غادة سعيد :
نص عميق عمق المعاناة العامة لمن يقبض على أنفاسه، لأنها ترحل لتجد لحظة استراحة من متعبة بحمولة تفيض عن حاجة الأحزان، وتتسرب من جيوب العابرين الفقر بثقوب في الأمعاء...
اللغة تلعن من سكَّن أواخر ها ولم يجعلها منصوبة على قفا الموالي، أما الجواري فقد نفض الإعراب طاقيته من غبار الإستفهام:
عمن سبق الشكلَ... ؟
الإعراب أم الحركات؟
تلك قضية تحتاج فنجان قهوة محمصة بتراب البلد، ليطرد المستعمر روائحنا من ضفاف الحلم المهدور، أيتها الغادة التي تبحث وسط الضجيج، عن ضجة إعلامية من قبيل لا تتكلم ولا تكلم أحدا...
كي لا تنشب أظافر الحرب في أعناق المتشبهين بالسلاح وماهم بقتلة ولامقتولين..
على أكف الغاز حملوا قنينات فارغة من الأشعار، معبأة بالأسعار ليزداد الفقر غنى، وطمعا في كسر كتاب غينيس، في الخيال العلمي حول فوائد حرب الدروب الوعرة والأسنان المدببة، تأخذ حمامها الشمسي في تجاعيد سيبيريا أيتها النشاز!
في قارورة السلام دون كلام تنشره مافيا الزكام على جدار، هدمته أنياب فيلة أبْرهة الأُوكراني أو الكُوروني... المهم ألا يكون القُروضِي عفوا( سهو) لأن قرود البنك الدولي أرهقت ذائقة الغاز، فنسيت أنها مصابة بجذري القروض، لا القرود أو العروض
نص عميق
نص غادة سعيد :
أنا الآن،
لا أفكر في العودة من المقهى
أشرب فناجين قهوة بعدد قتلى "أوكرانيا"
وأجلس في ركن عصي،
مثل ذبابة أليفة..
لقد صرتُ مسالمةً أكثر ممّا ينبغي
وملكةً مُهابة عندما أعطس،
أغيظ أيام الحَجْرِ القديمة وأطل برأسي المبلّل
قميصي بساط أبيض لسيّاح محليين وغجر مظلومين
وسود خائفين
أسُدُّ أزراره لسدّ الفتحات عن عيون نشيطة
وأبقي نهدي بعيداً عن الشأن العام
فيما أنفاسي تصعد وتهبط في هذه الزاوية
كأسعار البورصة
أتفوه بمنكبي قرب النافذة
بلا شِلّة ولا خصوم أقضم تفاحة البرودة،
أفكر في غزو "روسيا" لأفقأ عيون عبيدٍ ببشرة بيضاء
وأمسح دموع قامتهم على حافة التلفاز،
دون أن تظهر جنازة في شوارع الشاشة أو يطلع بلاغ نعي في جريدة...
كي لا يتخاصموا على ميراث الفقر..
فمثلاً أنا...
لست معنيّة بالنهايات، ولا حريصة على حرائق الدولار..
أسكن سطيحة خيالي
وأتحرك بمزاج اللغوي..
ملكة نفسي في جمهورية الإعراب
ومن قارة النحو..
أكتب القصائد بصدق المفلسين...
وقرينة المجاز..
أصرف مرتّبات الندم إلى المهاجرين والموتى..
والقابضين على الجمر.الشاعرة السورية
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟