أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة نقدية للأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي-سهر الليالي -














المزيد.....

قراءة نقدية للأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي-سهر الليالي -


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8042 - 2024 / 7 / 18 - 15:54
المحور: الادب والفن
    


قراءة الأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي :
بعضٌ من إيحاء نص" سهر الليالي "

حياة النصوص كحياة البشر تماما ، منها ما يمرّ منصهرا في الزّحام ، ومنها ما بالكاد تلحظه ، ومنها ما يشدّك ويفعل فيك ولا يموت . وأزعم أن نص "سهر الليالي " لـ فاطمة شاوتي من هذه النصوص الحية الفاعلة ، نصٌّ فريدٌ ، نسيجٌ وحده ، يسمو عن نصوص المدوّنة الشعريّة بقدر ما يتجذّر فيها . يسمو عنها بكُلِّهِ : صلة العنوان بالنص ، الغرض ، البنية ، الصور .... ـ صلة عتبته ( عنوانه ) بمتنه قريبة عصيّة في آن ، ولودٌ : أهي صلة الفعل بالأثر ؟ أم بإطاره ؟ أهي طيُّ النّص أم نشره ؟ أم هي كل ذلك : هواجس وتوق وحنين " أرق على أرق " ؟
انفتاح صلة العنوان بالنص شعري مثمر . ـ ردّ النص إلى غرض شعري ليس هيّنا . تُحِيل أطراف الخطاب فيه والمعاجم والمعاني على غرض الغزل غير أن القراءة المتأنية تلمح عوالم أرحب من الغزل فهو إلى البوح والمناجاة أقرب . ـ بنيته وإن بدت قديمة في توزيعها البصري لا تخلو من فرادة : بنية متينة متموّجة ، تتوالد هيآتها وهَجًا ولَمَعاناً : قُسِّم النص إلى ستة مقاطع تتماثل الأربعة افي بنيتها وأسلوبها
( أحترق فيك لا ...)
وينزاح المقطع الخامس عن التعاود ( أحترق دونك ...) ثم ينغلق النص بالطلب الصّريح في المقطع السّادس ( علّمني ...) ويُحدّد ماهية الطلب / الحلول مختزلا المقاطع السابقة . ـ الصور فريدة تُخالف العلاقةُ بين أطرافها المألوفَ ولا تخلو من ابتكار أنيق . ـ الإيقاع ثريّ يُساوق شدّة الرغبة ـ اللهفة ، هو ذَوْبُ النّفس في خطاب روح تنشُدُ الذّوبان /الاحتراق بل تجربة الفناء في الآخر . ـ صيغ المضارع توفّر معنى الاستمراريّة في الزّمان : ديمومة الاحتراق مع ما فيها من معاناة وتحوّل من حال إلى حال من حال العزلة والوحشة إلى حال الحلول . معاناة مردّها التقابل القاتل بين الرغبة الجامحة وبين عوالم قاتمة جيّشت لها الشّاعرة معاجم الضياع والموت : دهاليز ـ جفاف ـ العبث ـ غربة ـ متعبة ـ أترمّد ... لا عين لي ....هي العوالم القابعة خارج الـ "أنت " وبذلك يكون العيش خارجه وحتى الوقوف على عتباته موت زؤام ، ولا حياة بغير الحلول فيه . ولعل ذلك ما يُفسّر حضور المقطع السّردي الأخير وأراه تعليلا لكل ماسبق وعُصارتُهُ إذْ تُعْلنُ الشاعرة مبدأها :
( في الاحتراق يمد الحب أغصانه لنحترق معا) .
خلاصة القول : " سهر الليالي " نص آسر لم أقرأ له مثيلا منذ سنين ، عدت إليه وفي كل مرة يتكشّف لي عن عوالم عميقة موحية جميلة ، تتعامد فيه النصوص الغزلية ولا تتكرّر هو منها ويستقل عنها بل ينشرها فننا رطيبا يُعلن تواصل الرحلة رغم عناء السّفر ، معاجم متواشجة متباعدة متجانسة تجانسا يؤلف المختلف ويهزها فتترادف لحنا شجيّا ينوس بين الرغبة والإباء يرتقي في عوالم اللغة حدّ الإيحاء بلغته الخاصة ولحنه الخاص . يشفّ ويصدق ويصدق ويشفّ حتى يتخلّص من ذاتيّته ويستوي تجربة إنسانيّة يرى فيها كل قارئ ذاته ، وهل الشعر غير نسج جميل وشعور صادق يرحل في الزمان وفي المكان ؟؟
ـــ ملاحظات سريعة لا تفي النص حقه ـــ شاعرة أنت ،حية صادقة أصيلة ــ الشكر لك كل الشكر..
النّـــص :
سهر الليالي....

الأحد /2016 / 06 / 12

- 1 - أحْترقُ فيكَ لَا تقْذفْنِي فِي دهاليزِ الْإسْتفْهاماتِ
بيْنَ جفافِ الْكؤوسِ الْمُبْتلّةِ بِالشّوْقِ ...!
أسوحُ فِي أخْيلةِ الْعبثِ
أمْتهنُ غرْبةَ اللّيالِي
وهيَ تُفْرغُ شهْوتَهَا فِي قنانٍ متْعبةٍ
منْ نبيذِ الْأرقِ الْأزْرقِ ...

- 2 - أحْترقُ فيكَ لَا تنْسَنِي أترمّدْ فيكَ...!
خطْوِي تُقلِّمُهُ سلاسلُ الْبعْدِ
الْإنْتظارُ يطنُّ فِي أذنِ اللّيْلِ
وأنَا لَاعيْنَ لِي
لِأُمْسكَ الْمللَ هارباً منْ ثقْبِ الْيأْسِ...
كلُّ الْأشْياءِ تعْبثُ بِي
السّريرُ
الْوسادةُ
الصّورُ
الْجدْرانُ
مرايَا الْحنين تُفتِّتُ أسْرارَ قبيلةٍ
كيْ تذوبَ علَى سُرّةِ الْغدِ...

- 3 - أحْترقُ فيكَ لَاتخْتفِ وراءَ جدارِكَ وتنْفِنِي منْكَ...!
أتسلّقُ أصابعَكَ أتلاشَى
فِي سيجارتِكَ
خذْنِي علَى مهلٍ كَلوْحةِ رسّامٍ
كادَ الْقطُّ أنْ يكونَ أميرَ ليْلتِنَا الْمشْتهاةِ....!
دعْنِي أسْكنْ نظّاراتِكَ أرَ الضّوْءَ بكَ
وأمُتْ علَى ضفافِ بحيْرةٍ
لَازالتْ تحْملُ آهاتِنَا...!

- 4 - أحْترقُ في صوْتِكَ لَاتدْفنْ
فِي حروفِكَ
الْماءَ والْمجازاتِ..!
اللّغةُ ترْمِي نبْضَهَا فِي صمْتِكَ
وأنَا الْمُتطرّفةُ فِي حبِّكَ
أكْتبُنِي علَى جلْدِ الظّباءِ
قصيدةً خرْساءَ
كلُّ الْأحْصنةِ حلْمٌ يأْخذُنِي إليْكَ
مُهْرةً تُجنْدلُ الْمسافاتِ...

- 5 - أحْترقُ دونَكَ علّمْنِي ألَّا أحْترقَ إلَّا فيكَ...
بعيداً عنْ غيْمةٍ تُعاكسُ جمْرَنا
كيْ تُطْفئَنَا قبْلَ الْمصبِّ...!
فنْجانٌ أنَا علَى كفِّ الْماءِ
يشْربُنِي الْمدَى
يرْشفُنِي الصّدَى
حدَّ ثوْرةِ الْكلماتِ...

- 6 - علّمْنِي ألَّا أحْترقَ خارجَكَ...!
خارجَ شفاهِكَ
خارجَ كأْسِكَ
خارجَ مطرِكَ
خارجَ خارجِنَا...!
فِي الْاحْتراقِ يمدُّ الْحبُّ أغْصانَهُ لِنحْترقَ معاً...



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -ضجيجُ الطّباشيرِ ...
- قراءة نقدية..
- قَلَقُ الْوَقْتِ...
- رَقْصَةُ السَّلَمُونِ...
- نُكْتَةُ الْقَرْنِ...
- سَاعَةُ الْقَلْبِ...
- أَسْرَارُ السَّمَاءِ...
- لَحَظَاتُ الْعَبَثِ...
- الْمَوْتُ مَسَاحَةٌ شِعْرِيَّةٌ...
- لَيْسَ عَوْرَةً صَوْتُكِ...
- الْمَكَانُ وَالشِّعْرُ...
- مَمْنُوعٌ السُّؤَالُ...
- تَرْتِيلَةٌ مُجَنَّحَةٌ...
- لَيْلٌ بِأَلْوَانِ الطَّيْفِ...
- سُلُوكٌ غَرِيبٌ...
- سَفَرٌ غَرِيبٌ...
- فِنْجَانُ عِشْقٍ...
- وَتَمُوتُ الْعَصَافِيرُ تِبَاعاً...
- تَحَدِّيَاتُ امْرَأَةٍ...
- خَارِجَ الْقَفَصِ...


المزيد.....




- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية
- رحلتي الخريفية إصدار جديد لوصال زبيدات
- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة نقدية للأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي-سهر الليالي -