أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل فِي نص فاطمة شاوتي -آيَةُ الْكُرْسِيِّ...














المزيد.....

قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل فِي نص فاطمة شاوتي -آيَةُ الْكُرْسِيِّ...


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


قراءة إنطباعية لأحمد إسماعيل/سوريا في نص "آيَةُ الكرسيِّ" للشاعرة المغربية المبدعة Fatima Chaouti




هَذِهِعَدَنُ/هَذِهِدِمَشْقُ/هَذِهِبَغْدَادُ
وهذهِ آيةُ الْكرْسيِّ!
فمَنْ يُعَلِّقِِ الآيةَ
ويحْرِقِ الْكرْسيَ...؟

أَأَأَأَأَ هذَا الْعَرَبِيُّ الْمَرْمِيُّ!
بيْنَ عَلَكِ الْوَدَعِ و قِرَاءَةِ الطَّالِعِ.... ؟

يضْرِبُ بِالْفِنْجَانِ الْأَرْقَامَ
ويَكْسِرُ الْبَيْضَ بِالْحَجَرِ
فَيُعَمِّدُ النَّجْمَ بِالْفَلَكِ
ثمَّ ينامُ فِي تَعْوِيذَةِ
الْحَظِّ...

أَيُّهَا الْكُرْسيُّ الْخَالِيُّ منَ الْخشبِ !
التّوَابِيتُ مَرْصُوصَةٌ
والْغِرْبَانُ تبْكي...
نَنْعِي الْحرْبَ فٍي جَمْرةٍ
ثمَّ نُوقِدُ الْحَطبَ فِي الْفُرْنِ...

كلّمَا نقرَتِ الْحرْبُ
الْهواءَ
تَجَرْثَمَ التّرابُ
تَكَوْرَنَ الْحَجَرُ
ونامَ علَى الْحِجْرِ الْحَجْرُ...

اِسْتَذْأَبَ الْبئْرُ
فِي قواربِ الزّجاجِ
فمضغَ الْمُهَاجِرُ النّارَ
بِالْماءِ
دونَ آيةٍ ولَا كرْسيٍّ...

القراءة الانطباعية للنص بقلم
أحمد إسماعيل / سورية

نثرية باذخة عميقة جدا،
فالعتبة العنوانية مرسومة بآية قرآنية، وهي آية الكرسي...
وهي من الآيات التي حثتنا عليها الأحاديث الشريفة، للإكثار من تلاوتها بحكم فضائلها في الحفظ من الكوارث، بعد الاستعانة بالله طبعا...
فهو القادر على كل شيء...
لكن مبدعتنا لم تضع إسم الآية لهذه الأسباب، أو للشروع في قصيدة صوفية...
هي أرادت أن ترسم أبعادها على واقع شعوبنا العربية..
لذلك بدأت مطلع النص بطريقة مغايرة للكتابة النحوية، و هي إلصاق إسم الإشارة بمدن عريقة في تاريخها، وفصلتها بعدها مع إسم الآية..
الإلصاق في مطلع النص كان لغاية مهمة، وهي الإشارة إلى تلك المدن، وعظم ما يحدث فيها في عصرنا،
و كيف يجب أن نلتصق بهموم تلك الشعوب، لأننا من أمة واحدة...
وفصل إسم الإشارة مع إسم الآية، على أننا ندعي التوحد في الديانات
و الشرائع، و تفصلنا معتقدات جاهليتنا وعصبيتنا القبلية، التي تطغى حتى على مفاهيم الدين الصحيحة، والذي بدوره نجده بريئا من تصرفاتنا، التي لا علاقة لها بالدين.
لذلك رسمت مفارقة مدهشة في نهاية المقطع الأول لتشير:
أن كل هذا الخلاف يصب في مصلحة الحاكم العربي، و بمعنى أدق المستبد،
فلا أحد يعود بأمتنا كما كانت و لا أحد يحرق الكرسي، الذي يضطهد الشعوب...

في المقطع الثاني
ترسم مبدعتنا حالة من الإستهجان والسخرية بطريقة السؤال المغلف بالتعجب،
لترسم مفارقة ومقارنة بين ماضي هذا العربي و حاضره، وكأنها تقول: مستحيل أن يكون هذا عربيا...
فلا صفات فيه تشبه ما قرأت عنه،
من شجاعة و نخوة و إنتماء...
بل مايزيد الطين بلة، أنه غارق في تحقيق بطولات ومجد، و بين المنجمين و قراء الطالع...
فهنا سخرية واضحةمن اضمحلال
العقل، والانغماس في الجهل...

في المقطع الثالث
توجه مبدعتنا الحوار للسلطة الحاكمة المستبدة، التي تشيطن الحروب...
فالكرسي الخالي من الخشب دلالة على أنه يعيش في نعيم، ولا يهمه ما يحدث في الخارج، من مجاعات و ألم نتيجة شيطنة الحروب...
لذلك أقحمت مبدعتنا عبارة التوابيت مرصوصة، و كأن القبور ضاقت بها
و أعداء الخارج و الداخل يشمتون... فهم غربان لا ينعقون إلا فوق الخراب،
ينعون الحروب في إعلامهم، ويوقدونها من تحت طاولات مجونهم.

في المقطع الرابع
ترسم مبدعتنا بعدا أعمق للحروب! حين تربطها بفيروس العصر كورونا،
الذي نتج عنه خوف و هلع فظيع في الإعلام، رغم أن ما يقتل في تلك الحروب أكبر بكثير من قتلى كورونا.
لماذا حين انتشر هذا الوباء لزمنا البيوت، وكورونا الحروب لم يلتزم بها أحد، فلو عاتت خرابا في البيوت،
و حتى تهدمت البيوت فوق أصحابها.
أين دعاة الإنسانية... ؟
في هذا المقطع رسالة بليغة لنا كشعوب عربية، لا تتعلم من التجارب...

في المقطع الخامس تعمق مبدعتنا سخريتها من الواقع
فتشير بعبارة استذأب البئر إلى شراهة الموت، وهو يبتلع كل شيء حتى القيم...
لذلك استقطبت قوارب الزجاج لتشير إلى الذين يتعاملون بوجهين،
فالزجاج شفاف وينعكس منه الضوء من الوجهين...
فهؤلاء أصحاب المصالح المتميزون بالجشع الفظيع، همهم الأول زيادة الثروة
ولا يهمهم تهجير الشعوب من أوطانها. وكيف أن هؤلاء المهجرين يبتلعون جمر دموعهم على أوطانهم...
و يخرجون في مصير مجهول دون آية تحصنهم ،من برد أو جوع او من الكورونا...
ولا كرسي أو طموح يملؤهم بدفء...
حقيقة نحن أمام نثرية تضع النقاط على حروف واقع، لتعرية الواقع بهذه الشدة ،كان على الشاعرة أن ترسم إيقاع الواقع بأدب ساخر...
و لذلك استخدمت معجما دلاليا خاصا، لترسم تضاريس النص
إلصاق زسم الاشارة بالمدن...
المفارقة بين الكرسي و آية الكرسي
السؤال بصيغة الإستهجان
أ هذا العربي...
المفارقة من خلال الكرسي الخالي من الخشب..
التوابيت المرصوفة
المفارقة بين ننعي الحرب
و نشعل الحطب.في الفرن... إلخ
هذه المفارقات و مزيج التضاد الذي تحتويه، هو ماكان يرفع إيقاع النص و يحلق تصويره...
وفي نهاية المطاف نرفع القبعة لمبدعتنا، وعلى كل هذا العطر الذي يستشف تكوْرن عربيتنا...



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الأستاذ زياد قنطار في مقطع من نص-نُوسْتَالْجْيَا الْعَ ...
- قراءة الأستاذ محمد لبيب في نص فاطمة شاوتي -عُبُورٌ فِي الدَّ ...
- قراءة أحمد إسماعيل لنص فاطمة شاوتي -كَاسْتِينْغْ الْمَدِينَة ...
- قراءة سِجالية لغادة سعيد في نص فاطمة شاوتي -لِلْمَرْأَةِ رَأ ...
- قرآءة رجب الشيخ في نص -عرسُ الرّمادِ- لفاطمة شاوتي
- قرآءة الأستاذ حسن بوسلام في نص - حكمةُ لِي وَيْنْ لِيَانْغْ- ...
- قراءة أحمد إسماعيل لنص -ذَاكِرَةٌ لِلْبَيْعِ- ل فاطمة شاوتي
- قراءة انطباعية في نص فاطمة شاوتي -سَقَطَ سَهْواً قَلْبِي-ل k ...
- قراءة نقدية للأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي-سهر الليالي ...
- قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -ضجيجُ الطّباشيرِ ...
- قراءة نقدية..
- قَلَقُ الْوَقْتِ...
- رَقْصَةُ السَّلَمُونِ...
- نُكْتَةُ الْقَرْنِ...
- سَاعَةُ الْقَلْبِ...
- أَسْرَارُ السَّمَاءِ...
- لَحَظَاتُ الْعَبَثِ...
- الْمَوْتُ مَسَاحَةٌ شِعْرِيَّةٌ...
- لَيْسَ عَوْرَةً صَوْتُكِ...
- الْمَكَانُ وَالشِّعْرُ...


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل فِي نص فاطمة شاوتي -آيَةُ الْكُرْسِيِّ...