|
قراءة الأستاذ محمد لبيب في نص فاطمة شاوتي -عُبُورٌ فِي الدَّرَجَةِ الصِّفْرِ...
فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 14:00
المحور:
الادب والفن
كلمة ولكنها لم تقل كل شيء، مجرد كلمة :
مفاجأة من العيار الثقيل، انت وحدك لاغيرك يهدي مفاجأة صادمة، بالمعنى الإيجابي طبعا، أجدني أتأمل بصوتي مخطوطك النبوي ولاعلم أوإشارة منك تؤكد أنك ستفعلها، كطفلة صغيرة تسلقت نخلتك وهزهزت سخاءك اللغوي ،ثم رقصت بعفوية صادقة، هاهو صوتي يتسلل إلي إليهم إليه، وهاهي الموعودة بالجحيم في كتاباتها، يدخلها مثقف مميز من طينة مختلفة... حدست أصابعي فرف الحبر وسكن منبرا نفسيا، صاغ كلماته مقاما منفردا بوتر رنان، عزف خصوصية كتاباتي، وعلمني أن المنتوج الجيد، يحتضنه من يستحقون. وأن الولادة كلما اختمرت كان الطلق جميلا، والمولود يرقص وهويمزق رحم الوالدة ليعلن أنه أنا... تلك مجازفة الرائع محمد لبيب، مجازفة شكلت دوائر ضوء تشع على جنبات العشب الذي ينبت بذراعين تسندانه ،وتمسكانه بحب عميق... كتابة اختار منها صديقي وأستاذي لحظة معاناة خاصة ،في زمن تناسلت خيباته ،وركدت عيونه، وجف فيضه، وتتالت فتوحات العولمة والانتكاسات، كسرت عنقي ليخط عنق القصيدة.. وأناأولد من رحم المعاناة تولدت شعلة من عيني الناقد العزيز، وسيبقى شعلة تضيء نبضي، هذا النص هذا الوليد شهد ظرفا كان الإنسان يحاول أن يكون مرة أخرى إنسانا، كتبته، فكتبني النص ورفعنا درجة التأهب لأقصى درجة، إما أن نكسب الرهان، أونعيد النظر في كل رهاناتنا... أنت أيها الصوت المتميز في التقاط ذبذباتي ! مهما نحتت من كلمات لايمكن أن تشبه الكلمات الكلمات... يكفيني أنك شاهد على النص، شاهد على لحظة ولادته، شاهد على زمن بح صوتي فيه، وسيبقى النص بتوقيع الأستاذ محمد لبيب، نصا يستحق مني رعاية خاصة، هومؤشر على أنني كتبت وأنك ياصوتي الآخر نشرت، ووثقنا معا لحظة قد انفلتت من ذاكرة التاريخ لتسكن ذاكرة الشعر ،وتكون الفاطمة صوتا ينضاف لمن يرفض التطبيع مع الواقع المترهل، صوتا ضد تكليس الوعي ،صوتا يصرخ : هاأنا أنا لست ابنة أحد، أنا ابنة القصيدة، ولاأمتطي الصهوة دون صهيل... هاأناأنا لن أقبض وحدي على الجمر، بل قبضناه معا... يشهد النص بتوقيعك وأشهد توقيعي، أنني كتبت لأرفع الصفر ضد الصفر... أنا وقصيدتي تنحنيان اعترافا لمثقف ماخان موقفه ولاانتظر مني خبرا، تلك بادرة تسجل أنه كان في مستوى تحديات الشعر، وكنت أنا تلك اللحظة الهاربة من حنجرة وجع، صار نغما وصرت راقصة كونتري بألق... فسبحان من سوغ لأصابعي غزل الصمت بصوته! وسبحان من حول النص إلى موّال مغربي يصفق كدرويشة في ساحة الحزن فرحا! كم أنت جميل أيها البحر! أغوص تغوص ولانهايات لمدك ولاجزر... هو حب وحب وحب ذاك الذي يسبح ضد التيار.. هنيئا لي بك وبقرائك وهنيئا بشعر أهداني أروع صوت..
قراءة الأستاذ محمد لبيب:
فاطمة شاوتي..امرأة يدلها العشق على طريق الشعر
وأنا أتسكع بين دروب الفيسبوك، كعادتي في ممارسة صعلكتي الأدبية. باحثا عن نغمة تهز وتر الروح قبل الأذن.. وعن نبرة شعرية ترج جدوع الشعر .. وتكلم صمات القصائد.. عثرت على الشاعرة المغربية فاطمة شاوتي..وعندما كنت أسرح بنظري في نصوصها المبثوثة في صفحتها.. كنت أحس كأنني أتحرك فوق رمال متحركةsables mouvants.. بقدرما أتحرك تسوخ قدماي في أرضية شعرية، تمتصني نحو باطن فني موسوم بالقدرة على الإدهاش.. في أول لقاء لي بهذه التجربة الشعرية، انتشلتني من تلك الرمال المتحركة بصعوبة.. ومع ذلك لم أستطع أن أخلص نفسي من فكرة العودة بعد حين إليها.. وحين عدت في المرة الثانية .. نشأ لدي اليقين أن فاطمة شاوتي صوت شعري فريد..ذلك أنها تشق طريقها الخاص في الأكمة الشعرية.. وتضبط إيقاعها الشعري المتفرد.. لا تتصادى مع شاعر..ولا تستلهم تجربة..بل تحفر بأظافرها في صخرة الشعر، لترسم بصمتها الذاتية.. إنها تعيش الشعر حالة من الانجذاب الصوفي...تتماهى مع اللغة..تذيب العاطفة في الفكرة..وتذيبهما معا في الرؤية الفنية..وتصهر كل ذلك وتصوغه في سبيكة شعرية على غير مثال.. يقرؤها المتتبع فلا يشك في أنها من إبداع فاطمة شاوتي.. وانا بحكم قصر المدة التي تعرفت فيها على هذه الشاعرة، لا أستطيع أن أجزم برأي فيما يخص تجربتها القرائية، في الشعر العربي والإنساني.. لكنني أستطيع أن أخمن شراهتها القرائية، من خلال تتبعها المستمر والمحايث لأغلب ما ينشر على الجدار الأزرق من إبداعات الشعراءوالشاعرات، الذين تتفاعل معهم علاوة على أن نضج القناة الفنية لفاطمة شاوتي، لا يمكن أن يصدر من فراغ..بل لا بد أن يكون محصلة خبرة قرائية طويلة. هي التي تسعف الشاعرة في صوغ جملتها الشعرية بيسر وسلاسة وعمق.. وسأحاول في الشطر الثاني من هذه المقالة، أن أدلل على ماذهبت إليه من خلال تقديم بعض الشواهد، على فرادة تجربة فاطمة شاوتي الشعرية..،عبر قراءة متعجلة في نصها الذي نشرته أخيرا.. وهو النص الموسوم ( على ظهره لا يتمدد الضوء ).. تكتب فاطمة شاوتي شعرها ضمن الاختيار الفني الذي تتيحه قصيدة النثر العربية المعاصرة، ..مستحضرة بوعي رصين، ما يميز هذه القصيدة من إلحاح على نفوذ الصورة الشعرية. الدهشة، والخارقة لأفق انتظار القارئ..مع ضمان شرط الكثافة الأ سلوبية والتلوين الإيقاعي الداخلي.. واستقصاء الموقف النفسي باستبطان أدق جزئياته وتفاصيله.. ينتظم هذا النص شرط فني وجودي مطبوع بالشك والحيرة والضياع، تدشنه الشاعرة بفكرة الانتظار والموت : ( في رأسي نهار..يموت في أعقاب السجائر ).. ثم تتوالى معاني التوجس والارتياب من واقع تنكره نفس الشاعرة القلقة الحيرى :.( كوابيس..أشباح..الشيطان..الجحيم) ثم تتوسل الشاعرة في تأثيث هذا الفضاء المشحون بالهواجس، توظيف الرموز التي تضفي تلك الهالة السوداء على المشهد، فتستدعي الشاعرة كافكا بظلاله الفاجعة والغرائبية. ويحضر المسيح في بعده التدليلي، المرتبط بالتضحية والفداء وطلب الخلاص.. تقول الشاعرة: ( وأنا ألبس الصليب..ولا أحكي...) وإتماما للبرنامج الترميزي الذي يصبغ القصيدة، بصبغة الرفض والتوجس، والقلق والارتباك في العلاقة بالواقع.. تتميما لذلك تستحضر إسم "شارل بوكوفسكي"..الشاعر والروائي الأمريكي من أصل ألماني.. الذي يمكن اعتباره أبرز رموز الصعلكة الأدبية المتأخرة.. تحرص الشاعرة على أن تغلف نصوصها بغلاف غرائبي..من خلال خلق علاقات تجاور، مدهشة ومربكة بين مفردات لغتها الشعرية..مع جرأة فذة على النبش في طبقات الموروث الثقافي.. وختاما أقول إن الشاعرة فاطمة شاوتي تتقمص عباءة المستكشفة للمناطق غير المأهولة في شعريتنا العربية المعاصرة.÷
عُبُورٌ فِي الدّرَجَةِ الصّفْرِ....
السبت 05 / 05 / 2018
1//
وأنْتِ تصْعدينَ منصّةَ الْألمِ وحْدكِ... ترْشفينَ نجْمةً ساقطةً أفْرغَتِ النّهارَ منْ حموضةِ الضّوْءِ... وأطْفأَتِ السّماءَ بِقنْبلةٍ يدويّةٍ...
2//
فِي غرْفةِ الطّعامِ الشُّوَكُ الْملاعقُ الصّحونُ تصْرخُ : الرّغيفُ نشفَ ريقُهُ علَى حَدِّ السِّكِّينِ في يدِ مزارعٍ موْسميٍّ يخيطُ كلَّ صباحٍ جَوْرَبًا لِلطّحينِ... يرْتديهِ الْجرادُ مساءً... فَيَقْتَعِدُ قدميْهِ الْحافيتينِ علَى حدِّ السّكّينِ...
3//
ألْبسُ الْماءَ طازجاً لِأحْميَ الْبرْدَ منْ أعْصابِي... وأُدَاوِمَ الْحِرَاكَ علَى حدِّ السّكّينِ...
4//
علَى الْمائدةِ لَوْحٌ منْ دماغِي... وصفْقةُ مساميرَ نسيهَا جُحَا والْحمارُ وابْنهُ فِي شبْهِ الْمنْحرفِ... غَرَسَتِ الْإنْتظارَ حُلُمًا مُجَازًا منْ عاداتِهِ السّيِّئةِ الْإِدْمَانُ....
5//
الْحُلُمُ/ حظٌّ دونَ رموشٍ... الْأرقُ / قمرٌ سقطَ سَهْوًا... الْحبُّ / مطرٌ مُقَالٌ منْ نشْرتِنَا الْجوّيةِ... الْقَهْوةُ/ مِلْحٌ دونَ طعامٍ.. والْإنْتظارُ / جرسٌ معطّلٌ فِي صُنْبُورٍ...
6//
أدْخلُ بياتاً دونَ موْسمٍ.... يوقظُنِي منْ نفْخِ الطَّبَّالِ تلْكَ زَلْزَلَةٌ علَى سُلَّمِ الْوهْمِ.... فَالنّمْلُ نبتَ لهُ أنْيابٌ فِي خريطةِ السّكّرِ... حملَ الْمَدَاوِيخَ خارجَ الْمدنِ فِي الدّرجةِ تحْتَ الصّفْرِ طارتِ الدّوْخةُ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة أحمد إسماعيل لنص فاطمة شاوتي -كَاسْتِينْغْ الْمَدِينَة
...
-
قراءة سِجالية لغادة سعيد في نص فاطمة شاوتي -لِلْمَرْأَةِ رَأ
...
-
قرآءة رجب الشيخ في نص -عرسُ الرّمادِ- لفاطمة شاوتي
-
قرآءة الأستاذ حسن بوسلام في نص - حكمةُ لِي وَيْنْ لِيَانْغْ-
...
-
قراءة أحمد إسماعيل لنص -ذَاكِرَةٌ لِلْبَيْعِ- ل فاطمة شاوتي
-
قراءة انطباعية في نص فاطمة شاوتي -سَقَطَ سَهْواً قَلْبِي-ل k
...
-
قراءة نقدية للأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي-سهر الليالي
...
-
قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -ضجيجُ الطّباشيرِ
...
-
قراءة نقدية..
-
قَلَقُ الْوَقْتِ...
-
رَقْصَةُ السَّلَمُونِ...
-
نُكْتَةُ الْقَرْنِ...
-
سَاعَةُ الْقَلْبِ...
-
أَسْرَارُ السَّمَاءِ...
-
لَحَظَاتُ الْعَبَثِ...
-
الْمَوْتُ مَسَاحَةٌ شِعْرِيَّةٌ...
-
لَيْسَ عَوْرَةً صَوْتُكِ...
-
الْمَكَانُ وَالشِّعْرُ...
-
مَمْنُوعٌ السُّؤَالُ...
-
تَرْتِيلَةٌ مُجَنَّحَةٌ...
المزيد.....
-
اليونسكو تختار الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026
-
ميزات جديدة في تطبيق -VK- للموسيقى.. تعرف عليها
-
اليونسكو تختار الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026
-
أحلى أفلام الكرتون وأجمل الألعاب.. تردد قناة كراميش 2024 وكي
...
-
زاخاروفا تعلق لـ RT على فضيحة كبرى هزت أمريكا والعالم بطلها
...
-
عاصي الحلاني ووائل جسار يعتذران لمهرجان الموسيقى العربية بسب
...
-
بسبب الأوضاع في لبنان.. عاصي الحلاني ووائل جسار يعتذران عن ا
...
-
رحيل فخري قعوار.. الأديب الأردني العروبي المفتون بقضية التقد
...
-
إنييستا.. اعتزال فنان لا ماسيا الخجول وقاتل دفاعات الخصوم
-
-تحت الركام-.. فيلم يحكي مأساة مستشفى كمال عدوان وصمود طاقمه
...
المزيد.....
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
المزيد.....
|