سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:50
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الخبر الذي نُشِرَ في أكثر من وكالةٍ وموقعٍ ، جاء فيه الآتي :
اغتالَ مسلّحون مجهولون ، الشيخ محسن عبد الله التميمي ، أحد الشيوخ البارزين بعشيرة بني تميم في البصرة ، جنوبيّ العراق . حدثت العملية في منطقة العشّار ، حينما كان الشيخ يريد عبور شطّ العرب إلى الضفّة الأخرى خلال جسرٍ . فقد باغتته سيارة شرطة ، وأطلقَ ركّابُها عليه النار . من جانبٍ آخر ، أُعلِنَ عن حظر التجوال ليلاً في البصرة ، بسبب تهديداتٍ وردتْ إلى المحافَظة ، من قِبَلِ بعض العشائر ، على خلفيّة اغتيال الشيخ .
انتهى الخبر .
آلُ كنعان ، الذين ينتسب إليهم الشيخ القتيل ، هم قومٌ كرامٌ ، من تميم ، سكنوا منذ أجيالٍ وأجيالٍ ، الجانبَ العراقي العربيّ من شطّ العرب ، وكانوا قبل ذلك ، في أيام شيخ المحمّرة ، الشيخِ خزعل ،يسكنون الجانبَ الآخر أيضاً من شط العرب الذي صار إيرانياً بعد الحدود الجديدة .
في الجانب العراقيّ العربي من شطّ العرب ، اختاروا مساكنَهم وبساتين نخلِهم ، في " كوت الزّين " ، مقابل المحمّرة " ، خـرّمشهر حالياً ،
كأنهم لم يريدوا أن يفارقوا مرأى الشاطيء الآخر !
وعلى امتداد عهود الحكم في العراق ، ملكيةً كانت أم جمهوريةً ، ظلّ آلُ كنعان قوّةً شعبيةً مؤثرةً في الحفاظ على عراقية هذا الجانب الداني من شط العرب ، وعلى عروبته .
منازلُهم المفتوحة للضيف ، كانت مَخافرَ تلقائيةً ، وحصوناً من طين العراق .
منطقة أبي الخصيب ، كلِّــها ، تَدين لآل كنعان الذين حفظوا أمنَها وأمانَها عبرَ تاريخنا الحديث .
والبصرةُ أيضاً .
مقتل الشيخ محسن عبد الله آل كنعان ، لم يكن مقتلَ فردٍ .
إنه عمليةٌ حقيقيةٌ ضمن الخطة الجهنمية لتفكيك العراق العربي .
لندن 17.12.2006
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟