أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - تأطيرُ المثقفين العراقيين في الخارج استعماريّاً














المزيد.....

تأطيرُ المثقفين العراقيين في الخارج استعماريّاً


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا بدّ للمرء من الشعور بالأســى ، والرثاء ، وهو يشهد ، أو يتابع ، الانهيارَ الدائبَ ، لوجه البلد ، ووجهته ، وواجهته .
من ناحيةٍ أساسٍ ، نرى عمليةَ إبادةٍ ، وتمزيقِ أشلاء ، تتصاعدُ في غلوائها ، وشــراستها ، وفنون تعذيبها ،
حتى لتفوق عصور البرابرة على مدى التاريخ . كأن العراقَ أرضُ مقتلةٍ لأبنائه ، وكأن هؤلاء الأبـــــــناءَ
منذورون للقتل أصلاً .
ومن ناحيةٍ أساسٍ أخرى ، نرى العملية السياسية متوقفةً إلاّ في ما يتّصلُ بتلقي الأوامر من الإدارة الأميركية وتــنفيذها ، تنفيذاً يترجّحُ بين الفشل والفشــل الذريع ، بسببٍ من رفض الجسمِ العراقيّ أطروحــــة الاحتلال ، وأهلهـــــا ، من " سياسيين " مرتزقة ، مذعورين من يوم الحساب القريب .
ويتلفّت المرءُ ، عساه يجدُ من يقول قولةَ حقٍّ في ما يجري .
فلا يجد إلاّ أفواهاً للمثقفين العراقيين ، كُـمِّمَتْ اختياراً ، وإلاّ عيوناً عَمِيَتْ بإرادتها ، وآذاناً حلّ بها صممٌ ليس
مثله من صممٍ .
واقعُ الأمر أن الأميركيين وعملاءهم بدأوا يشترون المثقفين العراقيين منذ زمنٍ طويلٍ سبقَ احتلال البلد . لكن ما أن استتبّ الأمر للمحتلّين ، مؤقتاً ، حتى ركلوا من اشتروهم ، بعد أن ألحقوا بهم ، وبأبنائهم ، عارَ العمالة والخيانة .
إثرَ ذلك ، أخذ التضليل الإعلامي والثقافي يضعف ، وشرع مثقفون معينون يراجعون موقفهم ، ويرفعون أصواتاً
ولو خفيضةً ، ضد الوضع ، ولم تستطع " المنظمات غير الحكومية " الأسوأ من الحكومــــــة في موالاة الإدارة
الإدارة الاستعمارية ، أن تفعل شيئاً يخفف من حالة الضعف تلك .
إذاً ، لا بدّ من عملٍ !
هكذا أوعزَ مجرمُ بشت آشان ، جلال الطالباني ، إلى مستشاريه ، ومستشاراته أيضاً ، للبدء بحملةٍ مكثفةٍ لشراء المثقفين العراقيين المقيمين في الخارج مجدداً .
وهكذا وجدنا اتحادات وجمعيات " ثقافية " تتشكّل في بلدان عدةٍ كالسويد وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة مثلاً من أوربا ، إلى القارة الأسترالية البعيدة . بدعمٍ وإشرافٍ وتمويل من الممثليات الدبلوماسية للإدارة العميلـة .
ثمّت سؤالٌ يقدِّم نفسه بإلحاحٍ :
إن كانت الحاجة إلى انخراط المثقف في كيانٍ ما ( جمعية أو اتحاد ) قائمةً وضرورية ، وإن كان هذا المثقف موالياً الإدارةَ الاستعمارية في العراق ، فلماذا لا ينضمُّ إلى الجمعيات الثقافية القائمة فعلاً ، في بغداد وأربيل ؟
وإنْ لم يكن موالياً ، فلماذا ينضمّ إلى جمعيةٍ من اختلاق عملاء النظام ؟
لِمَ يخسر حريتَه طوعاً ، وهو الملتجيء طلباً للحرية ؟
*
لكنّ المسألة أهونُ تماماً من هذا السؤال .
إنها ، ببساطةٍ وأسفٍ ، عمليةُ شــراءٍ .
أمّا النتائج التي نشهد بوادرَها منذ زمنٍ ، فهي ، وبكل البساطة والأسف :
تغييب الثقافة الوطنية ، خدمةً للاستعمار !
المثقفون العراقيون لم يعودوا يكتبون ...
*
وهاهم أولاء مستشارو مجرم بشت آشان ، يوعزون إلى من اشتروهم بإقامة تشكيل جديدٍ يجمع الجمعيات المزوّرة التي شكّلتْها ممثلياتُ السلطة العميلة ، في اتحادٍ واحدٍ ، على الطريقة الفاشيّة !
هذا الاتحاد المقترح ، والذي يجري النشاطُ بشأنه ، هذه الأيام ، يرادُ له أن يكون السيف المعلّق ، بكل تهديده ، على الرقاب ، رقابِ المثقفين العراقيين المقيمين في الخارج ، أوّلاً ، حتى لو كان هؤلاء باعوا أنفسهم بالرخيص الرخيص.



لندن 02.10.2006



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادةُ جنسيّةٍ
- سيمفونيات ناقصة حقاً ....
- مَن وراء الهجوم على السفارة الأميركية في سوريا ؟
- ارتِباكٌ
- ابنُ عُمان وأميرُها
- الجيش الأميركي يصعِّد المواجهة مع الميليشيا الشيعية
- الشيوعيّ الأخير يشعل عودَ ثقّابٍ
- هل تخطط الولايات المتحدة لانقلابٍ في العراق ؟
- حفْرُ البئرِ المطويّة
- حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف - وليد الزريبي
- الشيوعيّ الأخير يدخلُ في النفَق
- قرنٌ أم نصفُ قَرنٍ ؟
- العودة إلى عصور الظلام
- الشيوعيّ الأخير يتعلّم الهبوطَ بالمظلّة
- الشيوعيُّ الأخيرُ يَخرج متظاهراً
- طيور عَمّان وأشكالُها
- الشيوعيّ الأخير يرفضُ عملاً
- الشيوعيّ الأخير لا يعملُ مترجِماً
- الشيوعيّ الأخير يتطوّعُ ...
- الشيوعيّ الأخير يسبح في خليج عدن


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - تأطيرُ المثقفين العراقيين في الخارج استعماريّاً