سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 10:05
المحور:
الادب والفن
عينايَ متعبَتانِ ؛
أسبوعـَينِ أحفرُ دونَ منقطَعٍ ، وأحفرُ ... لستُ أدري
ما الـنهارُ وليلُـهُ . قد كنتُ أحفرُ . كنتُ أحفرُ . كان
في جسـدي ندىً ، وعلى مدى شفتيَّ غمغمةٌ تتمتِمُ.
أيَّـما لغةٍ سأُنطِقُها ؟ ستُنطِقُني ؟ الجبينُ مُفَصَّـدٌ عرَقاً
وبردٌ في المفاصِــلِ . منذ أســــبوعَينِ أحفرُ ...
لن يكونَ اليومُ أمسِ ، ولن يكونَ غداً . أُقيْـمُ عــلى
ذُؤابةِ لحظةٍ . وأظلُّ أسبوعينِ أحفرُ . لستُ أدري أيَّ
قيعانٍ تَقاذَفُـني ، وأيَّ الطيرِ أُطْـلِقُ ؟ غارت العينان
من نَصَبٍ وسُهدٍ . يا سماءً من دُمىً قطنيّـةٍ وهفيفِ
سعْفٍ ! كنتُ ألتمسُ الرطوبةَ في الـمهفّـةِ ، والمنازلَ
في السَّـويقِ . وكنتُ أستافُ اللَّقاحَ
بِـغَـرْشَــةِ اللَّـقّاحِ .
مائي السلسبيلُ نقيعُ طلْعٍ .
سوف أُغمِضُ هكذا
عينينِ متعبَتينِ ؛
سوف أشمُّ دِرْعاً من يمانيةٍ تثَنّتْ عند مبخرةٍ
وأرحلُ هكذا
في بعضِ تمتمةٍ ،
وأُسْـبِلُ ، للمغنِّيةِ ، اليدينْ ...
لندن 12.06.06
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟