سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:22
المحور:
الادب والفن
ظلَّ الشيوعيُّ الأخيرُ ، هو ، الفقيرَ ...
فإنْ تَدَبَّــرَ أمرَهُ يوماً ، وصارَ الـمالُ يملأُ جيبَهُ
( تأتي مصادَفةً )
تأبّطَ مالَــهُ
ومضى يبدِّدُهُ : المقاهي والمطاعمُ ،
والصديقاتُ اللواتي صِرْنَ قد أحبَـبْـنَهُ تَوّاً …
ورُبَّـتَـما تَـذَكَّــرَ أمْـرَهُ
– أن يشتري ، مثلاً ، قميصاً !
………..........
….………….
……………..
كمْ أحَبَّ السوقَ !
تلكَ الواجهاتِ ، وباعةَ السِّـلَعِ المزوَّرةِ
الصبايا العاملاتِ
وذلكَ الصعلوكَ عند المدخلِ الخلفيّ للبارِ العتيقِ …
وكم أحَبَّ مصاطبَ السوقِ !
العجائزُ ، والسكارى الصبحَ ، والأطفال …
والشجرُ الذي ما زال يعبَقُ بالندى الليليّ …
ينتبهُ الشيوعيُّ الأخيرُ :
ألم أجيءْ كي أشتري شيئاً ؟
قميصاً رُبَّما ؟
……………..
……………..
……………..
يدنو من البارِ العتيقِ
يمازحُ الصعلوكَ …
يدعوه إلى كأسٍ ، وصحنِ فطائرٍ بالـجُـبْنِ
ينتبذانِ زاويةً .
ومثلَ البرقِ يقتنعُ الشيوعيُّ الأخيرُ بأن لونَ قميصِـه أبهى
وأن تجارةَ القمصانِ ليستْ شأنَـهُ ؛
أن الحياةَ تريدهُ حُرّاً ، وأحمرَ
أن لون قميصهِ سيظلُّ أحمرَ
قانياً ،
ولْـتَسقط القمصانُ
إنْ كانت ستَعْرِضُ بَـيعَـه ، هوَ ، في مَزادِ السوقْ …
لندن 5/6/2006
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟