أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعدي يوسف - حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف - وليد الزريبي















المزيد.....

حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف - وليد الزريبي


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 12:16
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف
وليد الزريبي- " تانيت " مكتب تونس
العراق مستعمرةٌ تلوبُ فيها الذئاب
ـ
1- هل يستطيع الشاعر العراقي النّجاة من السؤال السياسي؟


لا يمكن للشاعر العراقي ، أو أي شاعرٍ ، النجاة من السؤال السياسي ، إلاّ إذا اختار هو ذلك بالعمْدِ المتعسف ، لأسباب ذاتية ، وأحياناً موضوعية ، تتّصل بالحالة السياسية في بلدٍ ما ، ومستوى حرية التعبير . نحن لم نصل إلى الفردوس كي نتحاشى السؤال ...

2- ما علاقة الشيوعية بالشعر؟ وما سرّ تشبّثك بالشيوعي الأخير في كتاباتك؟


علاقة الشيوعية بالشعر ، متأتية من علاقة الفلسفة بالشعر ، أي علاقة الماركسية بالشعر ، إذ أن نظرة الماركسية إلى العالم لا تقتصر على الجانب الاجتماعي/ الاقتصادي ، هناك قضايا متصلة بالنظرية الإبداعية ، واللغة ، وعلم النفس ، وكلّها ذات علاقة بالشعر .
كتبتُ " سلسلة " قصائد عن الشيوعي الأخير ...
انه شخصية جديدة ، مثل شخصية الأخضر بن يوسف .
لقد تخلّى كثيرون عن الشيوعية ، لكنّ الشيوعيّ الأخير يحبّ الشيوعية ، ولا يزال يناضل من أجلها .



3 - هل يمكن لمن خرج من الوطن قسْرًا، أن يدخل إلى ما يشبه الوطن قصْدًا ؟


إنْ كنتَ تعني العراق ، فإنه لم يعُدْ وطناً . إنه مستعمرةٌ تلوب فيها الذئاب .

كيف تريدني أن أرمي بنفسي في تلك الـمَذأبة ؟


4 - كيف تنجو القصيدة الواحدة من الحروب القبلية؟

الفن عاصمٌ عظيمٌ ، ومنجاةٌ ، ودرعٌ ...


5 - هل أنت الآن بمنأى عن يوميات أسير القلعة وعن حياتك، حياتهم ، الصّريحة ؟ وهل نجح سعدي يوسف في التخلص من جحيم الماضي، أم أن جحيم اليوم أشد قسوة من الأمس؟

أعتقد أنني الآن حرٌّ مائة بالمائة .
الحرية هي فردوسي الشخصيّ ، وهي فردوس الشعر وملعبُه . قد يأتيني جحيم الماضي في هيأة كوابيس ...
لكني أتخلّص من ذلك بسبب معرفتي أنه كابوس .

6 - لم يشأ الكثير من الشعراء العراقيين أن يختاروا منفاهم بل التجأوا إليه باعتباره منفذاً أو مهرباً من القمع والكوابيس والضغوطات السياسية والاجتماعية التي تحاصرهم في وطنهم، ألا تعتقد أن المسألة تجاوزت احتمالات الهرب إلى ما يشبه التيمة القدرية للمثقف العراقي، أو لعلها لعنة كُرّست اعتباطا أو تواطؤ لا فرق؟ كأن قدر الشعراء العراقيين أن يموتوا في منافيهم: السياب، الجواهري، البياتي، بلند الحيدري، مصطفى جمال الدين والقائمة تطول وتفجع؟


الأمرُ هو خيار الحرية .
إنْ كنتَ تراهن على الفن فعليك الاستمرار في الرهان حتى النهاية ، حتى استيفاء متطلّبات الرهان ، ولو كان في ذلك فناؤك ...



7 - هل تعتبر أن جيل الثمانينات الشعري أقل حظا من جيل ما بعد – الحرب – ؟


أعتقد أن جيل ما بعد الحرب سيكون معرّضاً للسحق أكثر ، باعتباره واقعاً بين سلطة الظلاميين وحراب المستعمِرين .


8 - هل يمكن أن يكون ذاك الطفل، الذي صرخ في موكب حفل السلطان: " انظروا.. إنه عارٍ.." كما تقول تلك الحكاية العراقية المفجعة، هو الشاعر ذاته؟


الشاعر بشيرُ حريةٍ وصراحة .
الشعرُ ، هو ، بذاته ، نقدٌ ...

9 - هل تعتقد أن الكتابة في المنفى لقراء مجهولين وعناوين غامضة، محاولة يائسة لتعزية ذواتنا، أم هي محاولة جادة لتأميم النص الشعري وتدريبه على الطيران في سماء مفترضة، لوطن مفترض؟

ليس لديّ منفى ، أنا أكتب في مكاني الطبيعي الذي أعرفه منذ حوالي أربعين عاماً . قرائي ليسوا مجهولين ... إنني أعرفهم على امتداد الأرض العربية .
أحاولُ أن أمنح القاريء نفحةً من حريةٍ أمارسُها .

10 - هل يحتاج الشاعر أحيانا إلى تبادل الأدوار مع الوحيدة المزدراة، الحرية، ولو افتراضياً لتأثيث الكون الشعري ، غير الافتراضي؟

الحرية هي هواء الشعر ومَـلعبُـه ... المتنفَّسُ والمعنى .


11 - قصيدة النثر صارت لها سلطة ولها حراس مؤسسة بامتياز، ألا تخاف أن تتحول نصوصك أنت نفسها إلى مؤسسة؟


قصيدة النثر ، فتحتْ من جديدٍ بابَ الاجتهاد في الشعر ، مع أن النتائج كانت أقلّ من المأمول ...
حرّاسٌ ؟ لا أظنّ ذلك ... هنالك متحمسون .
كيف تتحول نصوصي إلى مؤسسة ؟
أنا دائم التغيير والتجريب ...
أنصح الشعراء الشباب بالابتعاد عني .


12 - خلال السنوات الخمس الأخيرة، يتابع النقّاد بحيرة تثير الشفقة، كيف أنّك قمت بتحديث مذهل لقاموسك الشعّري، ولوّحت تطلّعاتهم وتكهّناتهم جميعا، حين كشفت أنّ تغليب الاعتناء بتسريب التوجّس الحميمي مماّ يدور ويحدث من تفاصيل خاصّة - أقلّها خطرا مشاركة الجسد وحدته والدّردشة معه عن هموم ذاتيّة - على حساب المحمول الرسالي العام للقصيدة، لم يزد جمرتك إلا توهّجا. فهل لتراكم مرارة الغربة الفضل في ذلك؟ بما أنّ عدوّك وصديقك ( المنفى الاختياري) تجمّع الآن في كائن لا يرى لكنّه في كلّ مكان؟


كأنني أتابع الفقرة السابقة !
الحقّ أن لتراكم فضاء الحرية أثراً في عملية التجدد المستمرة .
ليس في رأسي رقيب . وأنا لا أنشر مقابل المال ، لأطوِّع نفسي ونصّي لمقتضيات منبر المشتري .
هكذا استكملت شروط الحرية ، حرية الإبداع ...


13 - "أحيانا يتلبّس القارئ شعور بما يشبه الفضيحة لأن الشاعر يخرجه من مخبأه ليذكره بأنه من عالم يسمى نامياً لا ينمو في كثير من بلدانه إلا على ما يسحق الإنسان ويجعله أقل من جرذ أو خنفساء". فهل يقتصر دور الشاعر عند هذا الحدّ، أم أن الأمر لا يتعدّى العلاقة المشبوهة بين الكاتب والمؤسسة الرسمية؟


قلت في ما سبق إن الشاعر ناقدٌ ضمنــاً .

14 - هل يمكن للقصيدة أن تنقذ العالم: عن جدوى القصيدة حيال كل هذا الدمار الروحي والخراب الذي أصاب القيم والخواء الذي يلف الإنسان الآن؟


حين أخذوا فيدريكو غارسيا لوركا إلى موضع الإعدام رمياً بالرصاص ، قال له الجلاّد : حتى الله لن ينقذك ...
مضى الجلاد ، لكن لوركا لا يزال بيننا !


15 – كتب جورج جحا " وإذا كان امرؤ القيس مغامرا و"دون جوانا" كما يعكس بعض شعره.. وإذا كان أيضا قد أُعطي لقب "الملك الضال" ففي حفيده أو أحفاده من المشابه ما يجعل خط النسب الذي أشار إليه سعدي يوسف أكثر من مجرد عملية خيال شعري ". فهل مازلت ترهف السّمع للرّعد بأرض أخرى؟


أنا أمينٌ إلى الحواسّ . وحين يصلُني الرعدُ أنصتُ إليه ، من أي أرضٍ أتى ...

16 - هل لاذ سعدي يوسف إلى " الأوديسا " روايته الشعرية الضخمة، هرباً من أسطورة " جنّة المنسيّات "؟ أم فقط
"لتفكّر بصوت هادئ "، " بعيدا عن السّماء الأولى "؟

لم أشرعْ ، بعدُ ، بتنفيذ ما خطّطتُ له !

لندن 16.8.2006



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيّ الأخير يدخلُ في النفَق
- قرنٌ أم نصفُ قَرنٍ ؟
- العودة إلى عصور الظلام
- الشيوعيّ الأخير يتعلّم الهبوطَ بالمظلّة
- الشيوعيُّ الأخيرُ يَخرج متظاهراً
- طيور عَمّان وأشكالُها
- الشيوعيّ الأخير يرفضُ عملاً
- الشيوعيّ الأخير لا يعملُ مترجِماً
- الشيوعيّ الأخير يتطوّعُ ...
- الشيوعيّ الأخير يسبح في خليج عدن
- الشيوعيّ الأخير ينتظرُ الحافلةَ
- الشيوعيّ الأخير يشتري قميصاً
- قتْلُ الفلسطينيين
- الشيوعيّ الأخير يريد أن يكتبَ شِعراً
- الشيوعيّ الأخير يدخل الجنّة
- الشيوعيّ الأخير يشهدُ أوّل أيّار في برشلونة
- الشيوعيّ الأخير يذهبُ إلى البصرة
- الشيوعيّ الأخير يذهب إلى السينما
- السادس والثلاثون
- البصرةُ ليستْ لأهلِها !


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعدي يوسف - حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف - وليد الزريبي