سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 10:34
المحور:
الادب والفن
عربيٌّ من العراقِ ...
أنا : البصرةُ ، بــــيتي ونخلتي . وأنا النهـــرُ الذي سُــمِّـيَ باسمي
ورمــلةُ اللهِ دربي وخيمتي . الأثَــلُ الشاحبُ ســـــــقفي وملعبـي ،
وخليجُ اللآليءِ - الوعد ِ لي . والبحرُ لي . والسماءُ دوماً سمائي .
*
عربيٌّ من العراقِ ...
أنا : الكوفةُ ، ما خُطَّ في العـــــــروبةِ خَطٌّ قبلَها . والعواصمُ الألفُ
ما كانت سوى من كِنانـتِـها . بيتُ عليٍّ ، والمســــــــجدُ الجــــــامعُ ،
والنهرُ . هل تخَطَّـينا الكتابةَ ؟ الحرفُ كوفيٌّ ، وقرآنُنا وصيٌّ عليها .
*
عربيٌّ من العراقِ ...
أنا : المَوصلُ ، خيلٌ وخُضرةٌ . كان سيفُ الدولةِ الأميرَ ، وكانت حلبٌ
أُختَهــا . السفائنُ في النهرِ . الـمُـغَـنّونَ في الضفافِ . هنا صاحبُ البريد
ِ
أبو تمّامٍ . المرمرُ الصقيلُ هي الموصلُ ، والأهلُ ، والنضــالُ الطويلُ .
*
عربيٌّ من العراقِ ...
أنا : هذا الفراتُ ، الذي يوحِّــدُ أهلاً ، وبلاداً ، وأُمّــةً . كلُّ كفٍّ من مائهِ
موعدٌ في جنّـةِ الخُلْـدِ . يا صبايا الفراتِ ، صبراً ! لكُنَّ النهرُ والفخـــرُ ...
سوف يأتي زمانٌ للتهاليلِ . نحن نُقْسِـمُ بالنهرِ ، وباللهِ ، والسوادِ الأصيلِ .
*
عربيٌّ من العراقِ ...
أنا : بغدادُ ، موصوفةً بما ليس في الوصفِ . الكتابُ العصيُّ . والجنّـةُ .
الدربُ الـمؤدِّي إلى الدروبِ . أتاهــا كلَّ عصرٍ برابرةٌ . لكنّها أحكمـتِ
الأنشــوطةَ .
العزيزةُ بغدادُ .
والأســيرةُ بغدادُ ،
والأميرةُ بغدادُ ...
والجدارُ الأخـــــــيـرُ .
لندن 20.9.2006
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟