سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 11:00
المحور:
الادب والفن
مرحباً !
كيف جئتَ إليّ ؟
وكيف اهتديتَ إلى مَكْــمَني ( منزلي ) في الضواحي القـصيّـــةِ
حيثُ التلالُ التي تشبه الغيمَ ، تُخفي الـــمنازلَ والناسَ ؟ حيــثُ
البحيراتُ تُنْبِتُ أشجارَها وهي مقلوبةٌ في المـــساءِ المبَـكِّـــرِ،
حيثُ الطــيورُ تُحَدِّثُــني ( مثل ما في الأساطيرِ ) . حيثُ الأغاني
كلامْ ...
مرحباً !
بَـعُدَ العهدُ والــودُّ . حتى الـمِـهـَفّــةُ من سعفةِ البيتِ
( تلك التي قد أتيتَ بها لـتُصالِـحـني ) فقدتْ في الطـريقِ
الطويلِ الروائحَ والنقشَ. أرجوكَ ألاّ تحاولَ ... لكنك الآنَ تَطرقُ
بابي . المســاءُ هــنا موحشٌ . والرياحُ من الأطـــلسيّ .
وما عادَ يملأُ هذي السماءَ الثقيلةَ
إلاّ الغمام ْ ...
مرحباً !
لا رياحينَ عنديَ أفرشُها في طريقـِكَ . لا ناقةٌ لي ولا جَــمَـلٌ .
فادخُلِ الآنَ . أبوابُ بيتيَ مفتوحةٌ دائماً . ثمّتَ الخـــــبزُ والماءُ
والدفءُ . لكنني أتوسَّـــــلُ : إنْ أنا أغمضتُ عينيَّ دَعْـني ...
ونَـمْ أنتَ !
أرجوكَ ، دعني وشأني ، ولا تَـدخل الـحُـلْـمَ .
أرجوكَ
دعْني أنام ...
لندن 06.10.2006
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟