أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - في البحر الكاريبيّ ، في يوم ٍما ...














المزيد.....

في البحر الكاريبيّ ، في يوم ٍما ...


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


في البحر الكاريبيّ ...
بين جامايكا ، وهاييتي ، وبَربادوسَ ،
وفي قَــمْرةِ قُرصانِ الملِكِ
الْـتَــمَّ ثلاثةُ أوباشٍ :
أوّلُهم - قرصانُ الملِكِ الإسباني فيليب الثاني ( أميرالٌ في الأسطول الملكـيّ )
ثانيهم - قرصانُ إليزابَث الأولى ، فرانسِسْ دْرَيك
ثالثُهم - قرصانٌ أبحرَ من مرسيليــا ... ذئبَ بِحارٍ حرّاً ؛
.............................
.............................
.............................
بَسَــطَ الأميرالُ خرائطَهُ
( عبدٌ أسودُ في بدْلةِ ليلٍ بيضاءَ موشّاةٍ ذهباً أبعَدَ أقداحَ الخمرِ )
قالَ الأميرالُ : البحرُ الكاريبيّ بُحَيرتُنا ،
ذهباً
وعبيداً
وثماراً ...
لكنّ سفائننا ، أحياناً تتصادمُ . ليست كلُ رياحِ الكاريبيّ مواتيةً ، ولا كلُّ قباطنةِ
الســفُنِ اللائي تُـبحـرُ عبرَ موانيءِ هذا البحرِ مسيحييــنَ تُقــاةً . أنتم ملاّحـونَ
كما أنا ملاّحٌ . فلْـنتفاهَمْ ! أوَ ليس الخيرُ لنا أن نتقاسمَ ؟ أعني : هل يمـــكنُ أن
نقتسمَ البحرَ ؟ لفيليبَ الثُّلثُ . لإليزابَثَ ثـُلْثٌ . والثلثُ الباقي لحُثالةِ أوروبا ...
*
قال له فْـرانسِسْ دْرَيك :
حسناً !
لكنْ كيف نسمِّـي البحرَ ثلاثةَ أسماءٍ ؟ كيفَ يَبِـيْنُ مــُكلأُّ هذا ، ومـُكَلأُّ ذاكَ ؟
ومَن سوف يُهيِّيءُ للبحّارةِ خمراً ونساءً ؟ مَن سيُمَسِّــدُنا ، ويُقَبِّلُ أرجُلَنا قَـبْلَ
الأيدي ؟ مَن سوف يُجَـنِّـدُ حمّالينَ ونخّــاسينَ لنا ؟ هل سنُسمِّي الأقســـام ؟
*
كان الأميرالُ أعَدَّ لكل سؤالٍ عِدّتََــه .
قالَ : القسمُ الأولُ سوف يسمّى كُورديولان ، أي مِن كُوردِيالـِتي Cordiality
والقسمُ الثاني سيُسَمّى سنِـيستان ، أي مِن Sun & Stance . وقفة الشمس .
أمّا القسمُ الثالثُ فالأفضلُ أن يدْعى شـِيــئــِسـتان ، أي مِن Shy & Stance
والمعنى : وقفةُ الخجل .
( التأويلُ باللغة العربية من المخطوطِ الأصلِِ قام به ، مشكوراً ، الشاعـرُ
العراقيّ المقيمُ في لندن ، سعدي يوسف ).

*
أخرجَ أوّلُهم خاتمَهُ .
أخرجَ ثانيهم خاتمَه .
أخرجَ ثالثُهم خاتمَهُ .
خُتِمَ الأمرُ :
لقد قســموا البحرَ ثلاثةَ أقســامٍ .
والعبدُ الأسودُ في بدلتِه البيضاءِ الذهبيةِ عاد ليملأ أقداحاً ذهباً ...
*
كان الليلُ الكاريبيُّ مليئاً بالأقمارِ
وبالأسماكِ الفضّةِ
والقيثاراتِ
وكانت قَمْرةُ قرصانِ فيليب الثاني الخضراءُ متعتَـعـةً .
*
نامَ ثلاثـتُهم في الفجرِ ...
*
لم يعرفْ حتى البحّارةُ كيف جرى الأمرُ ...
البحرُ الكاريبيُّ تلاشــى مثل ســرابٍ ،
وســفينتُهمُ تتقلّبُ ، سادرةً ، هائجةً ، نحو مثلّث برمودا ...


لندن 09.10.2006



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيّ الأخير يعود من الشاطيء
- تأطيرُ المثقفين العراقيين في الخارج استعماريّاً
- شهادةُ جنسيّةٍ
- سيمفونيات ناقصة حقاً ....
- مَن وراء الهجوم على السفارة الأميركية في سوريا ؟
- ارتِباكٌ
- ابنُ عُمان وأميرُها
- الجيش الأميركي يصعِّد المواجهة مع الميليشيا الشيعية
- الشيوعيّ الأخير يشعل عودَ ثقّابٍ
- هل تخطط الولايات المتحدة لانقلابٍ في العراق ؟
- حفْرُ البئرِ المطويّة
- حوار مع الشاعر العراقي: سعدي يوسف - وليد الزريبي
- الشيوعيّ الأخير يدخلُ في النفَق
- قرنٌ أم نصفُ قَرنٍ ؟
- العودة إلى عصور الظلام
- الشيوعيّ الأخير يتعلّم الهبوطَ بالمظلّة
- الشيوعيُّ الأخيرُ يَخرج متظاهراً
- طيور عَمّان وأشكالُها
- الشيوعيّ الأخير يرفضُ عملاً
- الشيوعيّ الأخير لا يعملُ مترجِماً


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - في البحر الكاريبيّ ، في يوم ٍما ...