أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - جحيم عبد العزيز الحكيم














المزيد.....

جحيم عبد العزيز الحكيم


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 11:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الصورة يبدو عبد العزيز الحكيم ، إلى جانب جورج دبليو بوش ( ولِـيّ المسلمين الذِّمِّـيّ ) ، في البيت الأبيض . بوش يواصل التلويحَ بيديه ، والكلامَ التافه غير المتّصل ، بينما يحاول الحكيمُ الابتسامَ ، فلا يخرج إلاّ بتكشيرة صفراءَ مليئةٍ قيحاً .صحيحٌ أنه كان أقلّ ارتباكاً من نوري المملوكي حين استُدعِيَ للقاءِ سيّده الذمّيّ في عَمّان ، إلاّ أن التعيسَينِ متساويان في منزلة العبدِ التي نزلاها مختارَينِ .أليس الوقتُ ، أعني وقت الزيارة ، مَدعاةً لتساؤلٍ ؟ تساؤلٍ عن الجدوى ؟ بوش راحلٌ فعلاً ، وأركان بيته الأبيض تنهار ، ركناً بعد آخر . وتفاصيل انسحاب القوات الأميركية من العراق وضِعتْ فعلاً موضع التطبيق . لمَ ، إذاً ، يتوسّل الحكيمُ لبقاءِ جـيوشِ الاحتلال ؟ غباءٌ للعبدِ يقلِّـدُ غباءَ السيّــد ؟ ربما ...
رجلٌ يلبس جبّة الدين ، يطلب من بوش الإبقاءَ على عسكره ! بوش الذي يمثل ، وينفِّذ ، أسوأ ما خطّط له المحافظون الجددُ وحـلموا به ،وبالذات ما يتّصل بالاسلام .المحافظون الجددُ يدعون إلى تغيير جذريّ ، بالقوّة ، للمجتمع المسلم . وبالضد من قادةٍ أميركيين محافظين مثل إدموند بَرْك المتحفظ على إعادة خلْقِ العالم أميركياً ، يرى جوشوا مورافـتشيك ، أحدُ قادة المحافـظين الجدد الكبار ، أن " مهمّة أميركا هي إعادة صُـنْعِ المجتمع الإسلامي " .
America’s job is to remake Islamic society.
وليست بعيدةً ، تلك الأصداءُ ، آنَ صرّحَ جورج دبليو بوش بأنه يخوض حرباً صليبيةً !
هل صار الحكيمُ ، فجأةً ، صليبياً في كنيسة وَلِــيِّــهِ ؟
أمْ أن ضرباً من جنونٍ مَسَّــه ، شأنَ سيِّـدِه ؟
في هذا الوقت بالذات ، تتصاعد في الولايات المتحدة ، ذاتِها ، الأصواتُ المطالِبة بمحاكمة الرئيس بوش أمام محكمـة جرائم الحرب في لاهاي ، وبإدخاله مستشفىً للأمراض العقلية . يتساءل الكاتب الأميركي بول كريج روبر تس في عنوان مقاله أمس : هل الرئيس بوش سليمٌ عقلياً ؟
عشرات الملايين من الأميركيين يدعون إلى تقديم بوش للمحاكمة على الكذب والتضليل اللذينِ اتّبعهما لشنّ حربٍ غير مشروعة ، وللحنث بقَســمِه التمسّكَ بالدستور الأميركي . الرئيس الأميركي متورط في إنكار الحقائق إلى حدٍّ فقدَ فيه العلاقةَ بالواقع . ولم يعُدْ بالإمكان وضعُه بين الأصحّاء عقلياً . من هنا جاءت الدعوة إلى وضعه في مصحٍّ للأمراض العقلية . في الثامن والعشرين من تشرين ثان ( نوفمبر ) أعلن بوش أن القوات الأميركية لن تنسحب من العراق حتى تكمل مهمتَها في بناء عراق مستقر ديمقراطي ، قادرٍ على نشر التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط . قال هذا ، حين أعلن كولن باول أن العراق في حرب أهلية ، وحين ذكر تقريرٌ سريّ من المارينز أن القاعدة هي التي تحكم الأنبار ، لا السلطات المحلية ولا القوات العراقية أو الأميركية . وفي عمّان جَدّد الحديثَ عن " بناء ديمقراطية مستقرة " بينما تسرّبت من تقرير" مجموعة دراسة العراق " الدعوةُ إلى سحب كل القوات الأميركية من العراق .
هذه المجموعة هي برئاسة جيمس بيكر ، منقذ آل بوش ، المرسَل من الأب لإنقاذ الإبن ، لكن يبدو أن الإبن نفسه ، ليس لديه من سلامة العقل ما يجعله يقبل بأن يُنقَذَ .
هل يسعى عبد العزيز الحكيم إلى طرد المالكي ، باعتباره كبشَ فِداءٍ ؟ عنزةَ فِداءٍ بالتعبير الأميركي؟
Scapegoat?
الأمر سهلٌ جداً !
إذ كيف يتوقّعُ امرؤٌ أن ينقذ المالكيّ العراقَ ، بينما لا تستطيع القواتُ الأميركية تأمين الحماية الكافية لأعضاء الحكومة العراقية في مغادرة المنطقة الضيقة الحصينة في بغداد " المنطقة الخضراء " ؟ أيّ فرصةٍ للمالكيّ الذي فشل في تحقيق الأمن إلى حدٍّ لم يستطع فيه الرئيسُ بوش زيارة بغداد ؟
وأيّ فرصةٍ لعبد العزيز الحكيم ، حتى لو نجح في إطاحةِ نوري المملوكي ؟
الطبخة احترقت بما فيها ، ومَن فيها ...
*
مجموعةٌ أميركية ، هي " مركز دراسات الحقوق الدستورية " أعدّت ملفّ دعوى جرائم حرب ، في ألمانيا ، ضد وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد .
ويرى عددٌ من الـمُـدّعين العامّين الأميركيين السابقين أن الرئيس بوش ، ونائبه دِك شَيني ، يستحقّان الأمر نفسَـه .
*
أمّا عبد العزيز الحكيم ، وأضرابه ، فإلى الجحيم ، كالعادة ، وكما جرى في سايغون ، يوماً ما .



لندن 05.12.2006
ــــــــــــــــــ
بعض الأسماء الواردة في المادّة ، باللغة الإنجليزية :
Paul Craig Roberts. Edmund Burke. Joshua Muravchik .James Baker . Colin Powell



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المماليك وأيامُهم الزائلة ...
- الجانب الآخر من الحدود
- مرحباً !
- الحمارُ الحَرونُ الذي بُلِيْنا به
- شكراً للشعب الأميركيّ !
- صدام حسين عميل منذ نعومه مخالبه
- هديّةٌ صباحيّة
- الشيوعي الأخير يقرأ أشعاراً في كندا
- الشيوعيّ الأخيرُ يعدِّلُ في النشيدِ الأممي ّ
- في البحر الكاريبيّ ، في يوم ٍما ...
- الشيوعيّ الأخير يعود من الشاطيء
- تأطيرُ المثقفين العراقيين في الخارج استعماريّاً
- شهادةُ جنسيّةٍ
- سيمفونيات ناقصة حقاً ....
- مَن وراء الهجوم على السفارة الأميركية في سوريا ؟
- ارتِباكٌ
- ابنُ عُمان وأميرُها
- الجيش الأميركي يصعِّد المواجهة مع الميليشيا الشيعية
- الشيوعيّ الأخير يشعل عودَ ثقّابٍ
- هل تخطط الولايات المتحدة لانقلابٍ في العراق ؟


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - جحيم عبد العزيز الحكيم