أضحوكة الدعوى القضائية ضد قيادة الماك

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 8023 - 2024 / 6 / 29 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وضع القضاء الفرنسي أكسيل بلعباس, أحد قادة حركة تقرير مصير لقبايل, تحت الحراسة النظرية يوم 20 يونيو 2024, و ليوم واحد, تنفيذا لقرار دولي, بعد الدعوى المرفوعة ضده, من طرف النظام الدكتاتوري العسكري بدزاير, بإتهام أكسيل بلعباس, بأنه كان وراء الحرائق التي عرفتها لقبايل صيف 2021 , و التي عرفت خسائر في الأرواح و تدمير مئات الهكتارات من الغابات و المزارع و إحراق بعض القرى السكنية.
سيناريو فاجعة الحرائق لها علاقة جدلية بالأوضاع الإجتماعية أنذاك بدزاير عامة و بلقبايل خاصة. بسبب الإستبداد السلطوي و جائحة كورونا, توقف الحراك الشعبي في أنحاء دزاير, لكنه صمد و إستمر بتزي وزو, المدينة المناضلة التي أصبحت أنذاك عاصمة الحراك الشعبي, الآمر الذي رأى فيه النظام الفاشي فرصة لتطبيق و تنفيذ توجهاته الإيديولوجية و السياسية العرقية, و ذلك بإرتكاب أبشع أنواع الجرائم و أكثرها وحشية في تاريخ البشرية و هي المحرقة لقبايلية. إرادة الفاشية العروبية في محو الشعب لقبايلي الأمازيغي من الوجود, هو السبب الغير المعلن في إشعال حرائق الغابات لآبادة الشعب لقبايلي تحت عذاب النيران الملتهبة. لم يكتفي النظام العنصري بجريمته الوحشية, بل تابع سياسته القمعية بشن حملة إعتقالات و إختطافات في صفوف حركة النضال لقبايلي, التي توجت بإصدار أحكام تعسفية في حق المناضلين لقبايليين وصلت الى الأحكام بالإعدام, كما صنف النظام الإستبدادي, على هواه, حركة تقرير مصير لقبايل, بإنها حركة إرهابية.
للتستر على الجريمة الوحشية, إتهم النظام الإجرامي الكولونيالي في وقته, ثلاثة جهات مختلفة, إسرائيل و لمورك و الماك, بجريمة إحراق الغابات من دون تحقيق أولي و من دون أدلة ثبوتية تورط هذه الأطراف.
لمدة ثلاث سنوات و قيادة حركة تقرير مصير لقبايل تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة الجناة الحقيقيين لمحرقة لقبايل و تقديمهم الى العدالة الدولية و إنصاف ضحايا المحرقة, لكن للأسف من دون الإستجابة لطلب الماك.
للتشويش على مطلب الماك العادل, أقدمت الشرطة الفرنسية بإستدعاء أكسيل بلعباسي بأمر قرار دولي صدر من السلطة الفاشية في قصر المرادية. لا أدري إن كان أكسيل هو الضحية الأخير لسلطة الجنرالات, أم ستبحث عن ضحايا أخرين لإتهامهم بمحرقة لقبايل. العبث العسكري باء بالفشل, فالمذكرة العسكرية لم تقدم حجة و لا دليل عقلاني لتورط المناضل أكسيل بلعباسي في حرق و تدمير بلاده و آبادة شعبه, وطبقا للقانون الجنائي الفرنسي تم الإفراج عن أكسيل بعد يوم من التحيق. لقد عبر رئيس جمهورية لقبايل في المنفى, فرحات مهني, عن مذكرة توقيف أكسيل من قبل الشرطة القضائية الفرنسية, بأنها مجرد كلام تافه. محرقة لقبايل هي تطهير عرقي للقبايليين, و مرتكبها لا يمكن أن يكون إلا عدو للشعب لقبايلي. العداوة للقبايل ليست وليدة المحرقة, فلها تاريخ مجسد في الأجندة الإستراتجية للنظام الكولونيالي العروبي. كيفما حاول النظام العسكري الكولونيالي من إتهام أصحاب الأرض بالجريمة و التهرب من مسؤوليته عن محرقة لقبايل, فإن كل الأدلة الموضوعية العقلانية تدل عن إرتكاب الجنرالات للمحرقة بهدف تطهير لقبايل من شعبها الأمازيغي, و لا يد فيها للجهات الخارجية و لا لإصحاب الأرض ( الماك).
لقد سقط القناع عن عصابة قصر المرادية, فكل محاولات التضليل لإبعاد تهمة المحرقة عن النظام العسكري ستفشل, فلا مصلحة لأي طرف في آبادة لقبايل غير النظام العنصري البربري لسلطة الجنرالات المحتل لبلاد الأمازيغ.
الجهات الأممية المسؤولة عن العدالة الدولية, على عاتقها حماية الشعوب من الآبادة الجماعية, و متابعة قانونيا الجهات المسؤولة عن التطهير العرقي. و تجاهل طلب رئيس جمهورية لقبايل المعلنة, بالتحقيق في محرقة لقبايل لإدانة المجرمين و إنصاف الضحايا, و خاصة أن المحرقة تصنف على أنها آبادة جماعية, و عدم الإستجابة للطلب يعد إنتهاكا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 9 ديسمبر 1948, و المنصوص في مادته الثانية: أن الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية, المرتكبة عن قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية, بصفتها هذه:
( أ ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
( ج) إخضاع الجماعة عمداً, لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.
( د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
(هـ) نقل أطفال من الجماعة, عنوة, إلى جماعة أخرى.
لقد آن الآوان لدوائر القوة و السلطة, الإقتصادية و السياسية في العالم, لوضع حد لجنون المرضى النفسيين داخل قصر المرادية, لتفادي في المستقبل القريب أو البعيد لكوارث انسانية لا يحمد عقباها, قد يتسبب فيها العنصريون, الموهوسون بمرض فوبيا الآخر, الى حد التطهير العرقي.

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل