أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - درس للجهلاء في القضية أريفية















المزيد.....

درس للجهلاء في القضية أريفية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7917 - 2024 / 3 / 15 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القضية أريفية تختلف جذريا عن الأطروحة الإستعمارية العرقية لما يسمى ب"الجمهورية العربية الصحراوية" المزعومة, المبنية على العرق المتخيل "العربي" في أرض أمازيغية. أطروحة "الجمهورية", أنتجها العقل الأستعماري, وهي مزعزمة و وهمية, بمنطق التاريخ و الجغرافية و الانتروبولوجية و الإثنولوجية, لم يكن لها ماضي و لا حاضر و لا مستقبل. لم يعرف التاريخ دولة صحراوية مستقلة, فالصحراء عبر كل التاريخ كانت جزء من التراب الأمازيغي, جزء من الدولة المورية حتى إستعمارها من طرف الإسبان, وهي حاليا خاضعة للسلطة العروبية, هوية الشوفنيين المرتزقة.
فكرة "الجمهورية العربية الصحراوية " المزعومية, لم يكن لها وجود واقعي في التاريخ, خلافا لجمهورية أريف التي كان لها وجود واقعي و ليس وهمي, أسست في المجال الترابي أريفي, دولة مستقلة حرة حداثية, لها دستور وقوانين ومعايير و قواعد تعتمد في تسيير شؤون الدولة الدمقراطية. دولة قائمة بمؤسساتها السيادية, لها جيشها و مؤسساتها الإدارية و علمها الأحمر بمربع أبيض في وسطه النجمة السداسية و الهلال (رمز التعدد الإثني و الديني), دولة طبعت عملتها (المستقبلية), و هي كانت تتوفر على كل مقومات الدولة الحديثة. في بلاغ تأسيسها جاء فيه:" نحن حكومة جمهورية أريف, التي تم تشكيلها في يوليو 1921, نود إبلاغ الدول الموقعة على معاهدة الجزيرة الخضراء عام 1906 أن طموحاتها لن تنجح. لقد أثبت التاريخ ذلك لهم في الأيام الأخيرة. إنهم مخطئون إذا اعتبروا أن أريف جزء من المغرب. جغرافيا, جمهوريتنا جزء من أفريقيا. تختلف لغتنا بشكل فريد عن كل اللغات الأخرى, المغربية أو الافريقية أو سواها. نحن ريفيون ولسنا مغاربة البتة". و هذا تكذيبا لدعاة التضليل المروج لخرافة, أن الرئيس الخطابي كان وحدوي مع السلطنة العلوية. الرئيس خطف في مصر, و لم يكن حر في إدلاء بأفكاره, و عاش في الأسر حتى إستشهاده.
جمهورية أريف لم تأسس من فراغ أو كانت فكرة أجنبية, كما هي الفكرة العرقية " الجمهورية الصحراوية العربية", جمهورية للجنس العربي و ليس لغيرهم, الفكرة التي طبخت في قصر المرادية و ولدت من رحم ميت, و رغم ما وفره لها النظام العسكري الكولونيالي من ضخ الدماء في جسدها الشبه الميت, بالدعم مالي و الدبلوماسي و البشري, إلا أنها تفتقد الى المقومات الطبيعية و الشرعية للوجود.
جمهورية أريف لم تكن صناعة إستعمارية, تأسيسها أتى بفضل الإمتداد تاريخي عبر الإستقلالية الذاتية في العصور القديمة الى تأسيس إمارة نكور المستقلة سنة 710 م, مرورا على تأسيس إمارة إعراصن سنة 1636, وصولا الى تأسيس جمهورية أريف سنة 1921.
صرح الرئيس محمد عبد الكريم لمجلة المنار سنة 1926:" خلال يوليو 1921 أبلغنا سفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا, في أنه أعلنا جمهورية أريف ونحن نخوض حربا رابحة ضد اسبانيا للدفاع عن استقلالنا, وسنستمر في ذلك حتى تحقيق السلام والحرية والإعتراف بإستقلالنا بما في ذلك جميع مناطق الجمهورية الممتدة من الحدود مع المغرب حتى البحر الأبيض المتوسط ومن ملوية إلى المحيط الأطلسي". تصريح الرئيس أنذاك كان واقعي, لكن الظروف المستجدة لم تكن في الحسبان. سقوط الجمهورية و فشل إستقلال دولة أريف نتيجة لأسباب موضوعية أكثر مما هي ذاتية, لم تكن الإمبريالية العالمية تسمح بقيام جمهورية تحررية مستقلة في منطقة ما يسمى بالعالم الثالث. فشل الوجود الفعلي, لكن مشروع الإستقلالية مازال حي في ذاكرة أهلي أريف. و هو المشروع الذي قدم أهل أريف دماءهم الزكية من أجل إنجاحه, عبر المحطات النضالية المجيدة, أبرزها إنتفاضة 1958-1959 و إنتفاضة 1984.
الجهلاء لا يفرقون بين المفاهيم, يصفون جمهورية أريف بالعنصرية و الشوفينية و الجمهورية العرقية العروبية الزعم بأنها تحررية, وهذا يدل على جهل معرفة المفاهيم. العنصرية هي إيديولوجية و سياسة القهر القومي القائمة على إستعباد الشعوب و إذلالها و الحث على العداء ضدها, فهي نظرية رجعية متطرفة. تتجسد العنصرية و الشوفينية في نظرية العروبة ( خير أمة) و النازية ( العرق الصافي و الأرقى) و الصهيونية ( الشعب المختار). من العنصرية و الشوفينية يستمد صناع "الجمهورية العربية الصحراوية" الوهمية, إيديولوجيتهم و سياستهم.
أريف هو مجال ترابي و ليس مفهوم إثني ضيق كما يظن الجهلاء, كما هو ليس مفهوم إيديولوجي عنصري يميز بين الأعراق. هو مفهوم جغرافي, أسس على أرضه جمهورية ليست عنصرية, تؤمن قيادتها بالتعدد و الإختلاف و التعايش السلمي بين الأجناس و بين الدول. جمهورية أريف دولة مستقلة معروفة الحدود, بمرجعية تقدمية و دمقراطية, تحترم الأقليات, لا تميز بين مواطني أريف حسب العرق أو الدين أو الموطن الأصلي, و خير دليل على ذلك, التشكلة الحكومية لدولة أريف التي كانت تضم على سبيل المثال, اليهودي أريفي, مسعود بناعين(الأمين العام للخزينة) و حسن عبد العزيز, دزايري الأصلي (نائب السكرتير الأول لجمهورية أريف). لم يعرف عن أهل أريف العنصرية و الشوفينية و العداء للأجنبي, بل عرف عنهم الكرم و التسامح و التعايش مع الآخر. عكس من يستمد مرجعيته من دعاة العنصرية و الشوفينية ( لا أترك في جزيرة العرب لا يهودي و نصراني), من يستمد وجوده من شرعية الغنيمة " السماوية", المحللة لإحتلال البلدان و تعريبها, و تحريم مقاومة الإحتلال المنتمي الى (خير أمة). التيار المتعصب للعروبة الإستعمارية يرى مقاومة أهل ريف للإحتلال العروبي و إستنكار إنتهاكات حقوق الإنسان في ريف, يعد فعل عنصري و شوفيني. لكن من يسعى الى تأسيس كيان إستعماري خاص لعرق معين (خير أمة) فهو تحرري و دمقراطي بفتوى الشزوفرينيا و هلوسة الشرعية الآلهية. الجهلاء يقيفون على رؤوسهم, و بهذا يرون الأمور معكوسة.
التراكم التاريخي لشرعية الإستقلال و الصراع الدائم بين القاهر الإستعماري و المقهور المستعمر (فتح الميم), من شرعن لإحياء مشروع إستقلالية أريف. لحركة التحرر إستراتيجية تناضل من أجل تحقيقها تقوم على العمل التكتيكي. التكتيك هو الأسلوب المنتهج لتحقيق الإستراتيجية, و خاصة في مسألة التحالفات. تكتيك "الحزب الوطني أريفي" (الذي أسس ببروكسيل و ليس دزاير), من مسألة التحالف مع النظام العسكري بدزاير, هو موقف خاص بالحزب, خطأه من صوابه سيبينه التاريخ. ما هو ضروري في ظل الصراع (الأنظمة الكولونيالية), الإستفادة من هذا التناقض قدر الممكن لصالح قضية التحرير. مسألة "الجمهورية العروبية" الوهمية القائمة على أساس عنصري, دخلت أروقة الأمم المتحدة, بفضل الدعم العسكري و المالي و الدبلوماسي لنظام الجنرالات. القضية أريفية حضيت بمساندة الرأي العام الدولي. تحركات الحزب الوطني أريفي, تظهر إرادة الحزب من خلال فتح التمثيلية الى تدويل القضية أريفية و إدخالها الى أروقة الأمم المتحدة بالدعم العسكري والدبلوماسي لحكام قصر المرادية (ضرب كلبين بحجر واحد).



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون ضد حقوق المرأة
- الكوارث الطبيعية و التمييز العنصري
- النظام الكولونيالي و الحماية الإمبريالية
- كيل إموهاغ (الطوارق) شعب الصحراء الكبرى
- النظام الإستبدادي الكولونيالي يحصل على رئاسة مجلس حقوق الإنس ...
- 19 يناير, ذكرى المقابر الجماعية
- الخميس الأسود
- أسكاس أمينو أمازيغ 2974
- المياه الإقليمية من منظور القانون الدولي
- تهنئة أمازيغية للإخوة المسيحيين بالميلاد المجيد
- تاريخ غرب تامازغا بين الحقيقة و التزييف
- مخطط آبادة الأطفال الأزواديون
- شرعنة الشعوذة (الرقية الشرعية و أخواتها)
- نشر المعلومات الكاذبة و الأخبار المضللة, أسلوب كولونيالي بإم ...
- إمازيغن أبلتهم الطبيعة بعدوى البربر
- لا حل نهائي لمشكلة الصحراء إلا مجلس الأمن
- مرتزقة فاغنر تحت مجهر المنظمات الحقوقية
- الإرهاب الإسلامي يضرب أوروبا من جديد
- الآبادة الجماعية لأمازيغ الصحراء الكبرى مستمرة
- هلوسة إختزال هوية الأرض المحتلة في اللغة الإستعمارية


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر ...
- الموساد الإسرائيلي.. كشف خفايا الحرب على غزة
- تونس.. هل تؤثر العقوبات المفروضة على مباراة الأهلي والترجي؟ ...
- غنائم روسيا من أسلحة الناتو
- فتاة المقطم.. مصرية تعترف بتهمة قتل-المتحرش- بضربة مشرط وتثي ...
- أربع مذيعات في بي بي سي يرفعن قضية أجور ضدها
- مناهل العتيبي: ما تفاصيل الحكم على الناشطة الحقوقية السعودية ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- سانشو .. من الاستبعاد في مانشستر إلى التوهج مع دورتموند
- استخباراتي أمريكي سابق: الوحدات الأوكرانية تلقي أسلحتها وتهر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - درس للجهلاء في القضية أريفية