أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كوسلا ابشن - الإرهاب الإسلامي يضرب أوروبا من جديد















المزيد.....

الإرهاب الإسلامي يضرب أوروبا من جديد


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 20:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عرفت أوروبا في السنوات القليلة الماضية موجة من الإحتقانات الإجتماعية و المظاهرات التنديدية لمظاهر العنف العنصري, و رغم ما يرافق هذه الإحتجاجات من تخريب و عنف, إلا أنها لا توازي الإرهاب الإسلامي, الذي يضرب أوروبا و ينشر الرعب و الهلع, كما حصل في بروكسل يوم 16 اكتوبر, وما قبله.
على ما يبدو أن الإرهابي الإسلامي إنتظر حضور الجمهور السويدي الى بروكسل لمتابعة مقابلة منتخبها الوطني ضد منتخب بلجيكا, لإرتكاب جريمة قتل راح ضحيتها شابين سويديين, للإنتقام من دولة السويد التي حرق على ترابها القرآن, و في نفس الوقت أتت الجريمة بمثابة التضامن مع الغزاويين و على رأسهم حماس.
مقتل مواطنين سويديين في بروكسل, رفع من حالة التأهب في أوروبا لإحتمال حدوث هجمات إرهابية للخلايا الإرهابية الإسلامية, المهددة للآمن القومي الأوروبي و خاصة مع تصاعد القتال بين إسرائيل و حكومة حماس.
و حسب ما أعلنه إريك فان دويز, المتحدث بإسم مكتب المدعي العام الاتحادي البلجيكي المسؤول عن قضايا الإرهاب, إن الإرهابي نشر فيديو على شبكات التواصل الإجتماعي و قدم نفسه بأنه تابع لتنظيم الدولة الإسلامية.
تعتبر بلجيكا ثاني دولة في أوروبا في تفريخ العصابات الإرهابية في أوروبا, بما تتمتع به الجماعات الإسلامية من إمتيازات و تسهيلات و مساعدات, و يضاف الى هذا ضعف الجهاز الآمني و ضعف جهاز المخابرات, و بسبب التسامح و الضعف أصبحت بلجيكا عش تفريخ الإرهابيين و مركز لتجنيدهم و تصديرهم الى الخارج فقد غادره في شهر يناير 2015, أكثر عدد (440) من مواطينه للإنضمام الى داعش في سوريا. سياسة الدولة الغير العقلاني في تسيير ملف الإسلام فشل في تدبيره, و أخفق في السيطرة على المؤسسات الإسلامية, التي نشطت بجدية لعدة سنوات في تفريخ تلامذة المذهب الوهابي الإرهابي. فمن هذا البلد إنطلق الإرهاب الإسلامي لترهيب عواصم أوروبا, و أهم عمليات الإرهابيين, تنفيذ تفجيرات مدريد, مارس 2004, التي قتل فيها 191 شهيد و 1460 جريح. تلتها الحرب الإرهابية على باريس, نوفمبر سنة 2015, التي إستهدفت أكثر من موقع حساس بعاصمة النور باريس, و سقط على إثرها 130 شهيد و 368 جريح.
لم يستثني الإرهاب الإسلامي بلجيكا دولة الإقامة و التجنيس, فقد إستهدفها الإرهاب لأكثر من مرة بعمليات صغيرة الحجم و الخسائر في إنتظار ( غزوة بروكسل) في 2016, التي أرعبت أنذاك العاصمة بإنفجارات في كل من المطار الوطني و محطة مترو مالبيك بالقرب من المفوضية الأوروبية, راح ضحيتهما 28 شهيد و 136 جريح. الإرهاب الإسلامي قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة من دون إنذار, و ها هي بروكسل تضرب من جديد بعملية إرهابية تحمل الماركة المسجلة ( الإرهاب الإسلامي), قتل فيها شابين سويديين برصاص إرهابي مسلم تونسي, تزامنا مع مقتل مدرس فرنسي على يد إرهابي مسلم شيشاني. أوروبا قد تعرف موجات إرهابية مروعية في الأيام القادمة بسبب الحرب الإسرائلية-الغزاوية, و قد تكون بلجيكا, بإعتبارها مركز التجنيد و التفريخ الإسلامي, مسرحا للإرهاب الإسلامي من جديد أو قد تكون البلدان المجاورة مسرحا لها.
الحرب الإرهابية على أوروبا هي نتيجة منطقية للسياسة الإسلامية الأوروبية, دعه يعمل دعه يسير, فالإسلام كما هو معروف إيديولوجية أصولية و منبع الإرهاب العالمي, و هو في تناقض مع قيم الحداثة و الحرية و الدمقراطية السائدة في البلدان الغربية, ما يجعل الطرفين في تضاد و صراع دائمين. عجز الإسلام في مسايرة العصر, و ما أنتجته العلوم الحديثة كشفت مصادر أساطير الإسلام البدوي و الأسباب الموضوعية و الذاتية التي سمحت له التمدد الى خارج البادية الحجازية و ظروف إنتكاساته التاريخية.
منذ الثمانينات من القرن الماضي أطلق مؤدلجي الإسلام, نظرية الصحوة الإسلامية القائمة على "الجهاد" ضد الطغاة و الكفار, و إنضم الكثير من الفقراء المخدوعين الى المدارس الأصولية الجهادية, لتعلم التعاليم الظلامية و الكراهية و الترهيب و التعصب لفكرة "الدين عند الله هو الإسلام" الى حد الإنتحار في سبيل الأساطير المحمدية. سياسة الإعتراف بالآخر السائدة في اوروبا لم تمنع مؤدلج الأصولية الإسلامية و خاصة الخليجيون من حملاتهم الدعوية الفاسدة و لم تعارض بناء المساجد و الجمعيات الدينية أوكارا لتعليم الإصولية الجهادية و ثقافة التعصب و الكراهية. هذه المساجد و الجمعيات الدينية من أفرخت أفوجا من الإرهابيين, من الإنتحاريين و قاطع الرؤوس و قتلة الأطفال و النساء بتفجير وسائل النقل أو الأسواق العامة المزدحمة بالناس. لقد ساعدتهم في عصرنا, التكنولوجية الغربية في إمتلاك آلاف المواقع الإلكترونية المتعلقة بنشر خطاباتهم الدعوية و تعليم السذج أبجديات الإرهاب الإسلامي, كما ساعدتهم التكنولوجية الغربية على التواصل فيما بينهم و تحديد مواقع غزواتهم و التخطيط لها لتنفذها بأيدي جنود الله. الإسلام بطبيعته البدوية لا يستطيع التعايش مع الحضارة, فهما متضادان. إستراتيجية الإسلام, هي تدمير الحضارة البشرية, فعبر التاريخ المظلم للإسلام كان "الجهاد" الوسيلة الوحيدة للقضاء على المكونات الحضارية للشعوب. شوفينية و فاشستية الإسلام أغلقته في بنية العنف و الكراهية و العداء للآخر و عزلته عن الأفكار المنادية بالتحرر و المحبة و الإعتراف بالآخر و التعايش السلمي بين الشعوب. فالسياسة الفاشية لموسوليني توافقت في مفاهيمها مع الأطروحة المثالية لمنظري الإسلام الإرهابي و لذا تعاطف الأصوليون الجهاديون مع إيطاليا الفاشية. كان لهتلر شعبية واسعة بين العرب المسلمين, فقد رددوا في شوارعهم شعار "الله في السماء و هتلر فوق الأرض" و إنخرط العرب المسلمون في صفوف الجهاز السئ السمعة إس إس, كما أن أول البلدان ترجم فيه كتاب هتلر " كفاحي" الى العربية هي سوريا و مصر. البنية الفكرية و النظام الإجتماعي الإسلامي لا علاقة له بالقيم الإنسانية و ثقافة حقوق الإنسان في الغرب المعاصر. التقدم الثقافي و التقدم الصناعي و التكنولوجي الغربي يقابله التخلف الإسلامي في جميع المجالات, الغرب يتقدم نحو الأمام و الشرق الإسلامي يرجع قرون الى الوراء. هذا الإختلاف و الخلل راجع الى فكرة أن الإسلام صالح لكل زمان و مكان و وعاء كل العلوم و مالك أجوبة لكل الأسئلة, لكن الواقع أظهر أن الإسلام مجموعة من الأفكار الأسطورية و الإكاذيب و جاهل لكل العلوم, و أنه لا يصلح لأي شيْ عدا الإرهاب و التدمير الحضاري, و ما زاد الطين بلة, إنجذاب جماعات داخل المجتمعات الإسلامية الى الإعجاب بالحداثة و أفكار الحرية الغربية, ما زاد من شدة الكراهية و العداء لدى الأصولية الإسلامية, و الإختباء وراء وهمية أن الغرب يحاك دائما مؤامرات ضد العرب و الإسلام لهدم العروبة و الدين الإسلامي. لهذه المعطيات الوهمية يرى الأصوليون إستحالة التعايش و التحاور مع الغرب, و الطريق الصحيح لمحاربة أفكارهم و عقائدهم هو قتالهم. لقد حظيت الدعاية الأصولية بإهتمام عامة المسلمين و تعاطفا مع العمليات الإرهابية الإسلامية, ويتم الإحتفاء بها على المواقع التواصل الإجتماعي و في المظاهرات الشعبية في البلدان الإسلامية و كذا داخل أوروبا, و خاصة من طرف الشباب, الفئة المستهدفة من الدعاية الأصولية الإسلامية, لمواصلة الحرب الإرهابية على الآمن العالمي و إعاقة أفكار الحرية و الدمقراطية و التعايش و السلام العالمي من تأدية رسالتها الإنسانية و الحضارية. أوروبا مهددة من هذه الفئة الضالة المعشعشة في ظل هامش المدن الأوروبية و في مخابئ الغيتوهات الإنعزالية, خلايا من المتعصبين مرتبطين فكريا و عقائديا بالتنظيمات الإرهابية, لكنها حرة في التخطيط و تنفيذ عمليات قتل المدنيين, حرة في أسلوب نشرها الظلامية و نشر الرعب في أوساط الأبرياء.
أوروبا أمام التهديد الإرهابي الإسلامي, فإستمرار تطورها الطبيعي و تقدمها العلمي و التكنولوجي, عليها بنهج سياسة جادة تبيد الإرهاب و تأمن حياة طبيعية لشعوبها و مجتمعاتها, و ذلك ليس بسياسة الإندماج الفاشلة فقط, و إنما بسياسة أمنية جديدة قادرة القضاء على الإرهاب الإسلامي, لكن من دون إستغلال الظرفية لتتحول هذه السياسة الى أفعال عنصرية ضد الأجانب, كما هو معتاد في ممارسات الكثير من العناصر العنصرية داخل أجهزة البوليس و داخل المؤسسات الآخرى في جميع البلدان الأوروبية. أوروبا عامة و بلجيكا خاصة عليها إعادة النظر في سياستها الإسلامية, فالدولة العلمانية المؤمنة بفصل الدين عن الدولة, عليها من دون حرج المراقبة و التدخل في شأن الديني عند الضرورة, و لماذا لا تجديده لما يناسب الحياة الأوروبية و تحريره من أفكار الجهل و الإنغلاق و المحرمات و الغزو و القتل. لقد آن الأوان لمنع الإسلام الإرهابي البدوي الحجازي, و خلق إسلام أوروبي يعترف أولا بالثقافة الأوروبية يعترف بالتعدد و التعايش مع الآخر, إسلام سلمي بدون آيات القتل و من دون آيات الكراهية لليهود و للمسيحيين و لكل الأديان الأخرى, إسلام اوروبي معاصر مع قطيعة إبستيمولوجية مع الإسلام البدوي الحجازي.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآبادة الجماعية لأمازيغ الصحراء الكبرى مستمرة
- هلوسة إختزال هوية الأرض المحتلة في اللغة الإستعمارية
- زلزال الأطلس و التضليل الإسلامي
- إستغلال الكارثة لأهداف إجرامية
- مواساتنا لضحايا كارثة الزلزال
- جواسيس النظام آل علوي
- ثورة الهقار تدخل الرعب في قصر المرادية
- مملكة بورغواطا المنسية
- المعتقلين السياسيين إمازيغن و العفو الإستعماري
- رئيس الحكومة المؤقتة لدولة لقبايل في المنفى يدعو الأمم المتح ...
- ستوكهولم سيندروم لدى الزمرة الإرتزاقية
- ذكرى أنوال الخالدة
- المحكمة العرقية و قانون العبودية
- إرفعوا أيديكم عن القبطيات
- حوار الأديان بين الواقع الإفتراضي و الواقع المعاش
- أئمة الجهل و الإستحمار
- الهوية المحلية و هويات الشتات أو الفرعية (اللغوية و الطائفية ...
- الإسلام لن يرهيبنا و التعريب لن يفنينا
- الإستقلال الذاتي هو الخيار الوحيد لمشكل الصحراء المصطنع
- إقرار القصر العلوي برسمية رأس السنة الأمازيغية


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كوسلا ابشن - الإرهاب الإسلامي يضرب أوروبا من جديد