أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوسلا ابشن - أئمة الجهل و الإستحمار














المزيد.....

أئمة الجهل و الإستحمار


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7645 - 2023 / 6 / 17 - 22:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ولد الدين من تصورات الإنسان المحدودة. إنجلس
عرف أريف في الأسابع الماضية هزات أرضية,و أخرها يوم أمس الجمعة, حسب بيانات المعهد الجيوفزيائي الاسباني فقد بلغت قوة الهزة 3.0 درجة على سلم ريشتر. أعادت معها سيناريوهات تفاهة فقهاء الإسلام, بحيث إنبرى لها خطباء المساجد بتحليلاتهم الميتافيزيقية الهادفة الى نشر الجهل و تنويم الشعب و إبعاده عن التفاسير العلمية القادرة على إعطاء إجابات صحيحة للظواهر الطبيعية. العلم يفسر حوادث الزلازل, بكونها ظاهرة طبيعية تحدث في مواقع معلومة من العالم, و لا تفرق هذه الظاهرة بين الشعوب أو بين الأعراق أو بين المعتقدات التدينية. أما الفكر المثالي, فله رأي مخالف لأطروحة العلم, يستمد شرعيته من التفكير ما وراء الطبيعية, لتكون الكوارث الطبيعية عقاب من "الله" أو تخويفا منه و تحذيرا للبشر من أعمالهم و سلوكهم. الفكر الغيبي عدو العلم, فهما خطان لا يلتقيان, فالكم الضخم من الأساطير المحمدية متناقضة مع العلم و التفكير العقلاني. الإسلام كان و مازال معيق لتقدم و تطور المجتمعات البشرية, بإقحامه محور الحياة المجتمعية.
إستغل الخطباء الدجالون هذه الهزات الأرضية, التي حدثت في اقليم لحسيما لنشر إيديولوجية التخلف و الإستحمار, بربط الهزة بغضب رب العزة و تخويف الأهالي من هذا الغضب, و هو نفس تفسير المواقع الإسلامية للكوارث الطبيعية: "إن لله في وقوعها حكم بالغة, من بيان لقدرة الله وعظمته, وضعف العباد وعجزهم, وإهلاك الظالمين بذنوبهم وعصيانهم, وتخويف المؤمنين وتذكيرهم ليتوبوا وينيبوا إلى ربهم". و هكذا تكون الذات الإنسانية ضحية قدر "الله" و قدرته و عظمته و حكمته. أماكن الزلازل ليست بالضرورة مساكن الظالمين و الفاسدين, فأريف أرض المظلومين و المضطهدين و المقهورين و المؤمنين, و رغم ذالك فهي مكان الزلازل, ما يدل على أن الظاهرة طبيعية, لا علاقة لها بالأفكار الميتافيزيقية, فلو كان صحيح أن الزلزال و الهزات الأرضية عقاب من "الله", لضربت تجمعات الظالمين, الفاسدين في الرباط مثلا, أو بلاد أكثر فساد أخلاقي حسب المفهوم الإسلامي, و ليس ضرب اقليم لحسيما المقهور و المظلوم و المحكوم من طرف الطغاة "أمير المءمنين".
خطباء المساجد في أريف المقهور, وظيفتهم توظيف النصوص العقائدية الأسطورية لتكريس ثقافة الجهل, و من خلال الإيمان بالمقدر و القضاء الغيبي, يصنع الوعي المغلوط بربط الشعب بالخلاص الآلهي, يجعل من الوجود الإنساني بلا معنى في هذه الحياة. إما الإيمان بالقدر و التخالي عن الإستمتاع بالحياة الدنيوية, و التخلي عن الكفاح من أجل المطالبة بحقوق الإنسان, و إما الإختيار الإتجاه المعاكس و إنتظار العقوبة الرب المجهول. سيكولوجية الخوف التي ينشرها أئمة المساجد المستمدة من النصوص الإسلامية تنتج الإنسان السلبي الغير النافع لمجتمعه, فإما هو مستحمر يتخلى عن حقوقه, أو إنه غير منتج, و إما متطرف إرهابي يدمر مجتمعه, و هذا نتاج ثقافة الجهل و الرضوخ للمصير الغيبي و الإيمان بالمكتوب. جوهر توظيف النصوص الإسلامية في دعاية أئمة الشؤم هو محاولة منع و عرقلة النضال التحرري, الإجتماعي و الإقتصادي و السياسي و الثقافي, في خدمة مصالح النظام الإستغلالي و الإستبدادي.
الإسلام إيديولوجية رجعية متخلفة يسعى ناشرها بالترهيب السيكولوجي الى تكريس الثقافة الرجعية السائدة, الحامية لسلطة الطغاة القاهرين و المستبدين, و إبقاء الشعب رهين الخرافات و الإغتراب الذاتي, و رهين واقع إفتراضي يختزل فيه الواقع الإنساني المجسد في الصراع الأبدي بين الكفر و الإيمان. الإسلام إيديولوجية تضليلية تفصل الشعب عن واقعه الملموس, واقع الإنتهاكات الحقوقية و الإستبداد السياسي. إن الواقع المعاش الذي يضطهد فيه الشعب, لا يعرف صراع بين الكفر و الإيمان, بل يعيش صراع بين من يملك ثروات البلد و بين المحرومين المعدومين, الذين يكافحون من أجل قوت يومهم. دعوة أبواق النظام الرجعي, لأهل أريف الى التوبة في سياقها الإسلامي, يتجاهلون عن قصد أن المنطقة إسلامية و أهلها مؤمنين, يصرفون سنويا آلاف من الدولارات لزيارة الأماكن المدنسة في السعودية, و كذا في أريف من المساجد ما يفوق الكثير من المناطق داخل مورك, و أن الفساد الإداري و المالي و الأخلاقي و الإضطهاد القومي و الإجتماعي و الإستبداد السياسي, هي مظاهر مرتبطة بإيديولوجية و سياسة " أمير المؤمنين", و ليس لأهل أريف فيها لا ناقة و لا جمل.
ما يثير التساؤل حول ضرورة إعادة سيناريوهات النزاع بين الإيمان و الكفر أو التوبة و العقاب و إظهارهما كقوة حاسمة في إبقاء "الله" على حياة الشعب أو محوه بواسطة الزلازل, و كأن هذه الظاهرة لا تحدث إلا في أريف, و موجهة من طرف "الله" خاصة ضد شعب غير مؤمن بالعقيدة المحمدية. حقيقة السيناريوهات الترهيب و التخويف لا علاقة لها بالزلازل و لا بالقدر الآلهي المزعوم, و الحقيقة الواضحة لها إرتباط بالصراع الدائر بين المخزن "أمير المؤمنين" الظالم و القاهر و الناهب لخيرات البلد و بين الشعب المضطهد و المظلوم. الفقهاء الدجالون, يستغلون منابر المساجد و سذاجة القطيع, لجعل ما هو باطل حقا, و ما هو حق باطلا, وظيفتهم الإيديولوجية تكمن في صناعة الجهل و الإستحمار لهدف الدفاع على النظام المخزني الإستغلالي و الإستبدادي, وظيفتهم التحريض ضد المناضلين الشرفاء بكل الأشكال القسرية المادية و الخرافية, المستمدة من بقايا التراث الشرق أوسطي المتخلف.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية المحلية و هويات الشتات أو الفرعية (اللغوية و الطائفية ...
- الإسلام لن يرهيبنا و التعريب لن يفنينا
- الإستقلال الذاتي هو الخيار الوحيد لمشكل الصحراء المصطنع
- إقرار القصر العلوي برسمية رأس السنة الأمازيغية
- ثقافة التسامح و ثقافة الكراهية
- الربيع الأمازيغي يؤجج النضال التحرري
- الحرب الروسية-الغربية الدائرة في أوكراينا
- التضامن الشعبي و التضامن العرقي و التضامن الأممي
- حرية الدين و المعتقد في الإسلام
- الثورة الجنسية في الشريعة الإسلامية
- إستفحال الإجرام الجنسي في مستوطنة - أمير المؤمنين-
- زاوية اللاعدالة و اللاتنمية تحارب حقوق المرأة
- إعتقالات في صفوف مناضلي ريف
- المساعدات الكولونيالية تضليل سياسي و إيديولوجي
- و أخيرا البرلمان الأوروبي يدين النظام العلوي الكولونيالي
- ذكرى الخميس الأسود
- رأس السنة الأمازيغية حدث تاريخي و موروث شعبي
- 11 يناير خربشة على الجدار المتهالك
- من أسطورة عروبة إمازيغن الى أسطورة الأصل الأمازوني
- إستغلال أسود الأطلس للدعاية العرقية


المزيد.....




- مالي تعلن مقتل قيادي بارز في تنظيم الدولة الإسلامية
- لأول مرة.. -المقاومة الإسلامية في البحرين- تعلن ضرب هدف داخل ...
- إسرائيل تمدد المهلة الحكومية لخطة تجنيد اليهود المتزمتين
- عدد يهود العالم أقل مما كان عليه عشية الحرب العالمية الثانية ...
- كاتب يهودي يسخر من تصوير ترامب ولايته الرئاسية المقبلة بأنها ...
- المقاومة الإسلامية: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات وهدفا حيويا ...
- “ثبتها فورًا للعيال” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد لمتابعة ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوسلا ابشن - أئمة الجهل و الإستحمار