أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إستغلال أسود الأطلس للدعاية العرقية














المزيد.....

إستغلال أسود الأطلس للدعاية العرقية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7465 - 2022 / 12 / 17 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ودع أسود الأطلس المنافسة على اللقب العالمي على ستاد الخيمة العربية, لكن الأسود حققوا للكرة موركية و الإفريقية إنجاز تاريخي هو الأول في المشاركات المونديالية بوصولهم الى نصف النهاية و خروجهم مرفوعي الرأس من المنافسة على التتويج العالمي و إحتلالهم للصف الرابع المشرف للشعب موركي و القارة الإفريقية.
سماهم الإغريق بالأطلسيين لعبادتهم لآله أطلس الجبار, و كان صمود الأطلسيون كالجبال عبر التاريخ هو العنصر البارز في قوتهم و صمودهم للحافظ على خصوصيتهم و نجاحاتهم. لقد برهنت كرة القدم الأطلسية على تجسيد قوة صمود الأطلس و إنجازاته بإيصال الكرة الإفريقية الى ما تستحقها على المستوى العالمي.
منذ بداية المونديال تبينت السياسة الأحادية العرقية للبلد المنظم للمونديال في مصادرة الراية الأمازيغية لمنع الجمهور الأمازيغي من رفعها في الملاعب أثناء تشجيع فريقهم, أسود الأطلس, و تم تهميش و إقصاء إعلاميا المكون الهوياتي الأصلي لفريق أسود الأطلس.
فشل فريق البلد العربي المنظم للمونديال في حجز مقعد في الدور الثاني, بخسارة في ثلاثة مباريات, كما فشل الفريق العربي الآخر (السعودية) في تجاوز الدور الأول, أخفقا معا في رفع صوت العروبة و التغني بالإفتخار بالعرق المميز في الكرة الأرضية. و لم يبقى للإعلام العربي في الشرق الأوسط إلا العزاء في أسود الأطلس لكتابة تاريخهم الكروي الوهمي و صناعة أفراحهم التي سطرها أحفاد أطلس, فالتاريخ أعاد نفسه في شكل مهزلة بمصادرة تضحيات و إنجازات و أفراح الأمازيغ في أكثر من واقعة تاريخية.
كانت فرحة الإستمتاع بإنتصارات الأسود تمر بشكلها الطبيعي و الممتع لولا ضجة الإعلام العرقي المنبوذ الذي أفسد فرحة الأطلسيين في بلادهم و في المهجر و هم يتابعون إنتصارات الأمازيغ, زياش و أمرابط و رفاقهم الأخرين. لم يكتفي الإعلام العرقي بمصادرة و تعريب هوية الأسود بشعاراته الوهمية (إنجاز عربي غير مسبوق, و كتابة تاريخ العرب...), بل إستغل الإعلام العرقي إنجازات الأطلسيين في قضايا إيديولوجية و سياسية, بعيدا عن المتعة الكروية, فإنساق وراء أوهام الوحدة العربية من المحيط الى الخليج, و وهمية تجسيد الأسود للإنتماء القومي العربي, رغم أن جل أمازيغ الأسود لا يفهمون حتى الدارجة موركية, فما بلك ربطهم بالقومية العروبية؟. الروح الرياضية هي التي جمعت الأسود بالفرق الكروية المنافسة, و كانت الروح الرياضة متجاوزة للنعرات العرقية و التشريف العرقي, و متناقضة و مضادة للإيديولوجية العنصرية المتوهمة أن الأطلسيون يمثلون العرق العربي. فقد صرح مدرب الأسود تعقيبا على الموهوسين بالعرق العروبي:" بأن فريق أسود الأطلس يمثل مورك كما يمثل إفريقيا". جميل أن الإنجاز الكروي لأسود الأطلس يشرف بلد الأطلسيين و يشرف إفريقيا و يشرف الشرق الأوسط بكل أقوامه و يشرف الكرة العالمية بهذا الإنجاز التاريخي. فلا داعي للتضليل الإيديولوجي بنسب هذا الإنجاز الى عرق وهمي من صناعة الإستعمار.
الإعلام العرق الوهمي داخل مورك, خلق مجتمع متخيل نسجها من الأفكار العرقية للعهد السابق و المتداولة في الأوساط البرابرة نيوبعثية. فكانت القناة الرياضية سرقت الأضواء من الجماعة البعثية, و قدمت نفسها المتحدث الرسمي عن الشوفين العرقي العروبي في بلاد الأمازيغ, فقد إختزلت الهوية في عنصر العروبة (البعد الإستعماري), و جعلت من أسود البلد الأمازيغي, المحمدي و أملاح و مزراوي و غيرهم من رفاقهم في أسود الأطلس الممثلين للعرب و العروبة ساكنة الحجاز. القناة تخلت عن شعارات دستور (2011) الورقي الممنوح الذي أقر (التعدد الهوياتي)"المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة, متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية, وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية, الموحدة بانصهار كل مكوناتها, العربية-الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية, والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية". القناة العنصرية مازالت تعيش على أنغام عصر الظلامية الأحادية (المغرب مملكة عربية إسلامية), و ( اللغة العربية لغة البلاد الرسمية والقومية).
القناة الرياضية العنصرية بخطاب التمييز العنصري, المختزل لهوية بلاد الأمازيغ في العنصر المصطنع, هو إنتهاك لحقوق الشعب الأمازيغي تحت الإحتلال و إنتهاك لطبيعة الوجود الإنساني. الإيديولوجية العرو-إسلامية لم تفلح في تصفية الوجود الأمازيغي و لم تفلح في إماتة ثقافته و لغته طيلة سبعة عقود من الإحتلال, و لن يفلح صبية القناة الرياضية العنصرية في تهميش و إقصاء الأمازيغ من إنجازاتهم الرياضية.
إبحثوا عن نجاحاتكم في مكة و لا تصادروا نجاحات الأمازيغ, فقد أصبحتم أضحوكة بعرقيتكم المقيتة و أوهامكم بصناعة عالمكم الخاص, في تناقض مع العالم المتعدد, عالم الشعوب و إختلاف الثقافات و الإعتراف المتبادل و تعايشها السلمي.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتفاقية تطاوين بين النظام الكولونيالي الإسباني-العروبي
- القمة العروبية في بلاد الأمازيغ غير قادرة على إضفاء الشرعية ...
- مبروك للاعب الأمازيغي كريم بنزيما
- آيت ناظور بين النضال الهادف و سخفات الكيانات الغريبة
- اللهم في الفاشية الأوروبية و لا في الفاشية العروبية
- حراس الهيكل المشرقي
- الخوف من حرية النقد
- أريف ما تهزك ريح
- أكذوبة -ثورة- السلطان و الشعب
- النظام العسكري و الكيل بمكيالين
- التعاون العسكري البوليسي بين إسرائيل و سلطة آل علوي موجه ضد ...
- هل أصبح -ويكيبيديا العربية- موقع للتضليل المعرفي ؟
- هذا ريف وحنا ناسو و لمخزن يجمع راسو
- الثورة على -الإستثناء- النظام آل علوي
- ظاهرة الإستثناء موركي
- عباس لمسعدي و ثورة نريف
- الدعوة الإسلامية الى تجريم حرية التعبير و حرية الرأي
- البكاء على الوهم الأندلسي المفقود
- التعذيب داخل سجون النظام آل علوي
- مسؤولية فرنسا الرسمية في آبادة إمازيغن نريف


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إستغلال أسود الأطلس للدعاية العرقية