أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إستغلال الكارثة لأهداف إجرامية















المزيد.....

إستغلال الكارثة لأهداف إجرامية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7741 - 2023 / 9 / 21 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كارثة الزلزال عرت سياسة التمييز العنصري الممنهج للنظام الكولونيالي ضد المجال الأمازيغوفوني, المهمش و المقصي من كل البرامج التنموية منذ إستلاء الكولونيالية العروبية على بلاد الأمازيغ, و الإقصاء و التهميش ليس لسبب طبقي, لإعتبار الأمازيغ فلاحين فقراء كما يروج مؤدجي العروبة القهرية لتبرير سياسة التمييز العنصري و الإستبداد السياسي, و إنما لأسباب قومية قبل أن تكون إجتماعية, لكون الشعب الأصلي الأمازيغي, لا ينتمي للهوية القومية للإحتلال. إنعدام البنية التحتية و الإستغلال اللاإنساني و الإستبداد الوحشي و جريمة التعريب القسري, هي إستراتيجية الإستعمار الإستطاني الهادف الى إفقار الشعب الأمازيغي و تجويعه و إستعباده و إماتة هويته القومية.
لم يفوت النظام الكولونيالي هذه الكارثة المدمرة لإستغلالها و بالشكل اللاأخلاقي و اللاإنساني للإستفادة منها في تنفيذ سياسته العنصرية و الإجرامية, سواء بالتماطل في تقديم المساعدات و تأخير بالسماح لفرق الإنقاذ لمباشرة عملها في بعض المدن و محيطها, مع التخلي عن مئات القرى المنكوبة التي تحمل أبناءها مسؤولية المساعدات للناجين و إنقاذ المعلقين تحت الأنقاض و البحث عن الموتى, أو برفض النظام الكولونيالي قبول مساعدة فرق الإنقاذ الأجنبية المتخصصة في عملها. و الأنذل من كل هذا و في ظروف المأساة و الحزن و النظام اللقيط يعمل على تنفيذ جريمته اللاإنسانية بإختطاف سريا أو علانيا أطفال الأمازيغ لغسل دماغهم و تحويل هويتهم القومية الى هوية أجنبية عروبية إستعمارية. الفعل اللاأخلاقي الذي فضحه نشطاء أريف, أثناء زلزال إقليم لحسيما سنة 2004, ها هو يتكرر و بشكل علاني مع أيتام منكوبي زلزال الأطلس.
أشارت منظمة اليونيسيف الى أن الأطفال الذين تضرروا من الزلزال لا يقل عن 100 ألف طفل. و الأيتام قد يكونون بالآلاف و هم العنصر المستهدف من طرف النظام الكولونيالي لتهريبه الى المدن المعربة بهدف التحول الهوياتي. و إشارة المقيم العام العروبي في كلمته حول التكفل بالأطفال اليتامى, بمنحهم صفة مكفولي الأمة, قد سبق أن رددها المقيم العام العروبي أثناء زلزال أريف, و هي رسالة الى التسريع بإختطاف الأطفال, و أن كانت العملية في لحسيما طبقت بشكل سري, نظرا لمعرفة النظام برفض أريفيين للسماح بترحيل أطفالهم/هن الى المدن المعربة, و لهذا نهج النظام حاليا تكتيك العلانية لكسب رضى الآهالي. التكتيك الجديد إعتمد على العنصر السيكولوجي لكسب ثقة الأمازيغ و ذلك بتخويفهم لما قد يحدث للأطفال و الطفلات من جرائم الإعتداءات الجنسية و المتاجرة بهم/هن. و بهذا وضف المخزن كلابه المسعورة لمهمة التحريض من خلال مواقع التواصل الإجتماعي على إغتصاب القاصرات أو التوجه مباشرة الى المناطق المنكوبة للتحرش بالقاصرات أو القيام بالإعتداءات الجنسية عليهن. هذا ما حدث بالضبط من جهة قيام مرتزقة العروبة بالتحريض على الإغتصاب و من جهة آخرى حضور مجموعة من العنصريين الى مناطق الزلزال تحت غطاء تقديم المساعدات, لكن الواقع فضح حقيقة إرادتهم السيئة الهادفة الى التحرش بالفتيات القصر قصد الإعتداءات الجنسية.
نذالة و عنصرية مرتزقة العروبة الإستعمارية ليس لها حدود, فلم يفوت الأنذال فرصة إلا وإستغلوها لأهدافهم الإجرامية, ففي الوقت الذي نقل الإعلام الأجنبي هول كارثة الزلزال و نقل نداءات المنكوبين لإغاثتهم و مساعدتهم ( نداء الإغاثة دليل عن عدم إهتمام النظام العنصري بمنكوبي الزلزال), تعالت الأصوات في العالم المتعدد القوميات و الديانات, بالتضامن مع مأساة منكوبي الزلزال المدمر, و الإعلان عن تقديم مساعدات من باب الصلاة على القيم الإنسانية, و الوقوف الى جانب ضحايا التمييز العنصري من متضرري زلزال إغيل, كما كان للمجتمع المدني دور هام و خاصة الجمعيات الأمازيغية في التوجه الى المناطق المنكوبة بقوافل المساعدات العينية و المشاركة في عملية الإغاثة و الإنقاذ. النظام الكولونيالي العنصري لم يبالي بالكارثة التي ضربت مئات القرى و المداشر الأمازيغية, و بعضها دمر بشكل شبه كامل, و رغم ذلك لم يتحرك إلا بعد أكثر من يوم, تاركا الأمازيغ الفقراء و المهمشين بالتكفل بوسائلهم البسطية و بأيديهم في إنقاذ آهاليهم من تحت الأنقاض. و حتى الصحافة الدولية بدورها عبرت عن غياب الدعم المخزني عن الكثير من المناطق المنكوبة, بالمقابل أشادت بالمجهودات الجبارة للعمل الذاتي لأبناء هذه المناطق, مع كثافة التضامن الشعبي.
في تصريح لمتضررة في إحدى القرى المنكوبة, التي وصلتها مروحية تابعة للجيش, جالبت معها مساعدات ما قل ودل, و هي عبارة عن خيمتين صغيرتين, الأولى لإيواء الأطفال و الثانية لإيواء النساء (عن لقناة الجزيرة من إقليم شيشاوا), ( الملاحظ ما بثته الجزيرة من صور, فإن الخيمتان لا تصلحان إلا للتخييم على شاطئ البحر, و لا تأويان على أكبر تقدير إلا ثلاثة أشخاص للخيمة الواحدة).
بادرت الدول الأوروبية لتقديم تبرعات بملايين من الدولارات, و مساعدات عينية بالأطنان, كما ناشد الصليب الأحمر دول العالم بجمع أكثر من 100 مليون دولار, و حتى الأندية الكروية الأوروبية تضامنت مع المتضررين و قدمت مساعدات مالية, و لم يبخل المهجرون من تقديم المساعدات لإخوانهم المتضررين من زلزال إغيل. غياب الشفافية تطرح شكوك حول الحساب بنكي المستفيد هذه الأموال. دروس زلزال أريف مازال شاهد على قوافل المساعدات التي كان يحول مسارها الى الرباط, وكذا نهب أموال إعادة الإعمار, البرنامج الورقي, الذي لم يستفيد منه متضرري زلزال أريف الى اليوم. ما حدث بأريف 2004, يتكرر اليوم, فالمساعدات العينية المخصصة لمنكوبي زلزال الأطلس, تتجه نحو المدن المعربة لبيعها بالجملة, و أكيد أن أموال برنامج إعادة الإعمار الإفتراضي سيلقي نفس المصير. أنذال القومجية العروبية القهرية لا تتأثر بمأسي المقهورين إيمازيغن, فالإحتلال له خبرة في إستغلال الكوارث الطبيعية لتنفيذ أهدافه الإجرامية و السياسية و الإستراتيجية, كما أعلن عنه المقيم العام في الإجتماع الأخير مع موظيفيه, بما سماه تكفل الأمة بأيتام الكارثة, و هي إشارة الى تهريب الأطفال و الطفلات الى المدن المعربة لهدف التعريب القسري. بدأ تنفيذ المخطط اللاإنساني تحت ذريعة إستئناف الدراسة, بإرسال قوافل الى المدن المعربة لكن هذه المرة لا تحمل القوافل المساعدات العينية لبيعها, و إنما مهمتها تهريب العقول الأمازيغية الصغيرة لتتكفل بها الجمعيات الخيرية أو العيش في الداخليات السيئتين السمعة, أكثرها متخصصة في المتاجرة بالفتيات و لا يكون مصير القاصرات الأمازيغية أحسن من هذا, قبل تعريضهن لغسل الدماغ لصانعة عدو الذات.
المجتمع المدني الأمازيغي عليه الإنتباه لهذه الجريمة اللاإنسانية و التنديد بها و المطالبة بإعادة المرحلات الى قراها, و منع الجريمة من الإستمرار وعدم السماح لإفراغ المنطقة من أطفالها و طفلاتها, الفئة الأسهل للتأثير عليها في عملية غسل الدماغ و إعادة تكوينها و تدليجها لتصبح في المستقبل الفثة الأكثر عداوة لهويتها الأصلية, و الأكثر عصبية لقومية النظام الكولونيالي.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواساتنا لضحايا كارثة الزلزال
- جواسيس النظام آل علوي
- ثورة الهقار تدخل الرعب في قصر المرادية
- مملكة بورغواطا المنسية
- المعتقلين السياسيين إمازيغن و العفو الإستعماري
- رئيس الحكومة المؤقتة لدولة لقبايل في المنفى يدعو الأمم المتح ...
- ستوكهولم سيندروم لدى الزمرة الإرتزاقية
- ذكرى أنوال الخالدة
- المحكمة العرقية و قانون العبودية
- إرفعوا أيديكم عن القبطيات
- حوار الأديان بين الواقع الإفتراضي و الواقع المعاش
- أئمة الجهل و الإستحمار
- الهوية المحلية و هويات الشتات أو الفرعية (اللغوية و الطائفية ...
- الإسلام لن يرهيبنا و التعريب لن يفنينا
- الإستقلال الذاتي هو الخيار الوحيد لمشكل الصحراء المصطنع
- إقرار القصر العلوي برسمية رأس السنة الأمازيغية
- ثقافة التسامح و ثقافة الكراهية
- الربيع الأمازيغي يؤجج النضال التحرري
- الحرب الروسية-الغربية الدائرة في أوكراينا
- التضامن الشعبي و التضامن العرقي و التضامن الأممي


المزيد.....




- بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو ...
- مسؤول أمريكي يكشف مكونات اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل ...
- شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل ...
- غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟
- تونس.. تواصل غلق معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا واكتظاظ كبير ...
- هل تفجر انتفاضة الجامعات حربا أهلية في أمريكا؟
- - أشعر أنني منبوذة لأنني لا أريد إنجاب أطفال-
- بايدن: احتجاجات طلبة الجامعات لم تجبرني على إعادة النظر في س ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- أردوغان غاضب من -نفاق الغرب-.. وأنقرة تعلن تعليق التعاملات ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إستغلال الكارثة لأهداف إجرامية