أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - رمضان بين غسل الدماغ و المحرمات














المزيد.....

رمضان بين غسل الدماغ و المحرمات


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلن النظام التيوقراطي الكولونيالي عن إرسال بعثة تتكون من جامعيين و خطباء و واعظين و قارئين للقرآن, الى دول إقامة المهجرين لموركيين لتوجيههم الديني و الوطني في شهر رمضان. الإدعاء أن البعثة الدينية ستربط المهجرين بدينهم و وطنهم, و كأن هؤلاء المهجرون أطفال, لا يميزون بين الصحيح و الخطأ, لتأتي البعثة و تأخذ بأيديهم الى طريق الصواب ( المسألة الدينية تخص العابد و المعبود و الوطنية لا تقاس بالخرافات). ما تريده البعثة هو إستغلال الجانب الإيماني عند المهجرين للتضليل الإيديولوجي. سفريات البعثات الدينية لها دور بارز في تصعيد العنف و الإرهاب في أوروبا, كما لها وظيفة إعاقة تجذر الفكر التنويري و التحرري في أوساط المهجرين, و خاصة الأمازيغ.
أغلبية المهجرين مستهدفون في حرمانهم من تعليم لغة السلام و التعايش مع الآخرين, و إجبارهم على تعلم اللغة العربية بنصوصها الإرهابية, تماشيا مع سياسة الترهيب و التمييز العنصري للنظام الكولونيالي, لتهيئة هؤلاء المهجرين للتكيف مع الأفكار الجديدة حول الإيديولوجية الظلامية الرجعية العروإسلام. تعليم لغة العرب يسهل على جيش الواعظين و الخطباء التواصل مع المهجرين غير العرب و تلقينهم من جهة دروس معادات أفكار الحرية و التنوير و التحرر من الكولونيالية و من جهة آخرى تعليمهم دروس الترهيب للآخر و الطاعة و الركوع للنظام الكولونيالي العلوي الرجعي.
في شهر رمضان يتوافد الكثير من المهجرين على المساجد للصلاة ( الكثير منهم لا يصلي إلا في رمضان ) و السماع للخطب الرنانة و المواعظ و الفتاوى, و لهذا السبب يرسل النظام أعوانه من الفقهاء و الوعظين و الخطباء المتمرسين في التحايل على السامعين ( و الكثير من هؤلاء الأعوان يذرفون دموع التماسيح, للجلب العاطفي), بأسلوبهم العاطفي في إلقاء الخطب الدينية, للتأثير على العامة و كسب طاعتهم و الإستسلام للتخدير و غسل الدماغ. يقول لينين في هذا التضليل الإيديولوجي:" لقد كان الناس دائما وسيبقون دائما في السياسة ضحايا الخداع من قبل الاخرين وانفسهم,مادموا لم يتعلموا وراء العبارات,والتصريحات و الوعود الاخلاقية و الدينية و السياسية والاجتماعية ان يميزوا مصالح هذه الطبقات وتلك" (المؤلفات الكاملة,المجلد23, ص47 ).
قبل سنوات قليلة, أقر المجلس الدستوري الفرنسي, قانون "مبادئ تعزيز احترام قيم الجمهورية". بالإمتثال لمبادئ علمانية الدولة الفرنسية, منها تكوين الأئمة الفرنسيين داخل فرنسا, و مراقبة تمويل الجمعيات الإسلامية و إدارة أموالها, و مراقبة المساجد و نشاطها. في السنة الماضية منعت فرنسا دخول الفقهاء و الواعظين لموركيين الى أراضيها لحماية مواطنيها من الأفكار الهدامة.
القانون الفرنسي الجديد كان السبب الغير المباشر لتدهور العلاقات بين فرنسا و القصر العلوي. حاليا فيما يبدو بعد المساومات بين الطرفين, رفع الحظر على بعثة الجهل و التجهيل و التضليل, لممارسة وظيفتها في نشر ثقافة الجهل و التخلف, و كسب التابعين للنظام الرجعي الإستبدادي العنصري بين صفوف المهجرين.
ككل رمضان يتجند الظلاميون للدعاية لثقافة المحرمات المانعة و المتدخلة في الحياة الخاصة للإنسان. رمضان رمز لإنتهاك حرية الإنسان بالزج بالمفطرين وراء القضبان بدعوى الردة عن الإسلام, ما يكشف أكذوبة حرية الإعتقاد الديني, الحرية الوهمية التي يروجها النظام على المستوى العالمي. إتهم البهلواني بن كيران المفطرين في رمضان بالترويج لأجندة أجنبية معادية للأسلام. هلوسة المؤامرة ضد الإسلام يقودها الفلاح الفقير في سهول الشاوية بإفطاره في رمضان, و يروج راعي المعز في جبال تبقال لأجندة معادية للعروبة و الإسلام. إذا كان المفطرون في رمضان يعادون الإسلام, فأكيد أنهم يعادون الأديان الآخرين التي أخذ الإسلام عنهم الصيام مثل اليهودية و المسيحية و الزردشتية و الأيزيدية و البهائية و الصائبة المندائية. حرمان الجائع من الإفطار جريمة أخلاقية. الإسلام نفسه مؤامرة بدوية حجازية لإستعمار أوطان الشعوب الغير أرابيم.
الأصوليون الظلاميون يحاولون عبثا وقف سير التاريخ في مساره الصحيح. الثقافة الماضوية الظلامية, رغم الملايير الكثيرة من الأموال الوسخة المدفوعة لتمويل حملات التضليل الإيديولوجي و دفع أجرة الدعاة الرجعيين الظلاميين, إلا أن بنية الأسلام الإجتماعية التقليدية بدأت تتهاوى ولو بخطوات سلحفائية. ثقافة التكنولوجية المتطورة قد أدخلت العالم في مرحلة تاريخية جديدة, ستنفض الثقافة الرجعية المعطلة لحركة التطور التاريخي, ما يبشر الى تحطيم الإيديولوجية الإسلامية عالميا, و رجوعها الى منبعها الشرقي, تمهيدا لخروجها من مسرح التاريخ.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس للجهلاء في القضية أريفية
- الإسلاميون ضد حقوق المرأة
- الكوارث الطبيعية و التمييز العنصري
- النظام الكولونيالي و الحماية الإمبريالية
- كيل إموهاغ (الطوارق) شعب الصحراء الكبرى
- النظام الإستبدادي الكولونيالي يحصل على رئاسة مجلس حقوق الإنس ...
- 19 يناير, ذكرى المقابر الجماعية
- الخميس الأسود
- أسكاس أمينو أمازيغ 2974
- المياه الإقليمية من منظور القانون الدولي
- تهنئة أمازيغية للإخوة المسيحيين بالميلاد المجيد
- تاريخ غرب تامازغا بين الحقيقة و التزييف
- مخطط آبادة الأطفال الأزواديون
- شرعنة الشعوذة (الرقية الشرعية و أخواتها)
- نشر المعلومات الكاذبة و الأخبار المضللة, أسلوب كولونيالي بإم ...
- إمازيغن أبلتهم الطبيعة بعدوى البربر
- لا حل نهائي لمشكلة الصحراء إلا مجلس الأمن
- مرتزقة فاغنر تحت مجهر المنظمات الحقوقية
- الإرهاب الإسلامي يضرب أوروبا من جديد
- الآبادة الجماعية لأمازيغ الصحراء الكبرى مستمرة


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - رمضان بين غسل الدماغ و المحرمات