ظاهرة قتل أريفيون في سجون النظام الكولونيالي

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7983 - 2024 / 5 / 20 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قتل أريفيون في سجون النظام اللقيط, بدم بارد نتيجة التعذيب الوحشي أو بسبب إستثنائهم من حقهم في التطبيب أصبح ظاهرة, تستوجب التوقف عندها و إدانتها و محاربتها مع الدعوة للمنظمات الحقوقية و المدنية الدولية بالضغط على المؤسسات الأممية التابعة لجمعية الأمم المتحدة للتدخل بالضغط على النظام الكولونيالي العنصري الفاشستي لوقف هذه الظاهرة المنتهكة للقانون الدولي و للقانون الإنساني.
بعض الأمثلة عن القتل المقصود في سجون إقليم آيت ناضور بأريف. قتل أحد السجناء ( 2019), نتيجة التهميش المتعمد, بمنعه عن حقه في التطبيب, ليلقي حتفه في المستشفى الحسني. و قتل سجين ريفي آخر (2022) إثر تعذيبه على الطريقة آل علوية الممتدة للقرون الوسطى بسجن سلوان, اقليم آيت ناضور. قبل شهر (ابريل 2024) , تحت مقصلة الجلادين, قتل سجين في سجن سلوان تحت التعذيب الوحشي, أرسل الى المستشفى الحسني و هو جثة هامدة, كما أعلن عن ذلك مسؤول في المستشفى الحسني. و كالعادة تخرج إدارة السجن لتنفي عملية التعذيب و القتل, بتزييف الحقائق لتضليل الرأي العام المحلي, بإدعاء عدم وجود تعذيب و لا قتل في السجون آل علوي.
حالة القتل العمد بأريف كانت موجودة منذ إحتلال أريف, في عهد المقيم العام الكولونيالي محمد الخامس, و أصبح التعذيب و القتل سياسة ممنهجة في عهد الحسن الفاشي, رغم الكتمان التام عن هذه الظاهرة أنذاك بتواطؤ المجمع الحقوقي العروبي و خوف أهالي ضحايا الدكتاتور العروبي, من البوح بهذه الجرائم اللاإنسانية.
لم تختفي ظاهرة التعذيب الجسدي و النفسي و القتل المتعمد في عهد وريثه المقيم العام الكولونيالي الحالي محمد السادس, و المتغير الوحيد حاليا هو إفشاء بعض حالات الإجرام آل علوي المرتكبة في سجون أريف الى العلن و كشفها من طرف الإعلام المحلي للرأي العام أريفي و الموركي و الدولي.
الأوضاع في سجون أريف سيئة جدا, و خاصة تحت إشراف و حراسة العناصر العنصرية, الأكثر حقدا على أهالي أريف, و المتمكنة من السلطة المطلقة داخل السجون في التعامل مع سجناء و معتقلي أريف. في السنوات الأخيرة بدأت المنظمات الحقوقية المحلية أريفية متابعة أخبار السجناء و المعتقلين السياسيين داخل سجون النظام الكولونيالي و الكشف عن عمليات القتل و التعنيف و التعذيب الجسدي و النفسي الممارس ضد أريفيين.
عملية القتل و التعذيب للسجناء أريفيين ستستمر في غياب قوة ضغط جماهيرية محلية فاعلة, بالإضافة الى غياب ضغط المجتمع الدولي الداعي الدفاع عن حقوق السجناء في العالم, خاصة أن السلطة الكولونيالية هي ضمن الموقعين على إتفاقية مناهضة التعذيب التي إعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار 39/46 المؤرخ في 10 ديسمبر 1984. على المؤسسة الأممية الإحترام و الدفاع عن قراراتها و منها هذه الإتفاقية, القائلة في المادة الثانية من الميثاق: "أي عمل من أعمال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة هو إمتهان للكرامة الإنسانية, و يدان بوصفه إنكار لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة وانتهاكا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
و على المحفل الدولي معاقبة السلطة الكولونيالية بطردها من تنظيماتها المهتمة بحقوق الإنسان و فضح خطابات الإستهلاكية الكاذبة للنظام الكولونيالي القائمة على تسويق المغالطات الداعية كذبا أن سياستها مناهضة لتعذيب السجناء داخل سجونها. و العكس أن سياستها العنصرية تقوم على إنتهاك حقوق السجناء الأمازيغ و خاصة أريفيين. النظام العنصري الفاشستي لا يمتثل و لا يحترم المواثق و الإتفاقيات الدولية, ما يعطي الشرعية القانونية للأمم المتحدة لإدانة سياسة النظام و معاقبته على جرائمه حسب القانون الدولي.
سجون النظام الكولونيالي المعروفة و السرية في أريف, تنتهج فيها سياسة السلطة القهرية و العنصرية القائمة على إذلال أريفيين و إنتهاك إنسانيتهم بتعريضهم لشتى أنواع التحقير و الإهانة و الحط من كرامتهم و تمارس ضدهم أبشع أساليب التعذيب الوحشي و اللاإنساني المؤدي الى القتل أو التشويه و الإعاهات الجسدية.
قد سبق لمعتقلي حراك أريف أن فضحوا سياسة القتل و التعذيب الوحشي و الإذلال للمعتقلين على أساس عنصري في معتقلات النظام, و رغم إدانة المنظمات الحقوقية المحلية و الدولية للممارسات اللاإنسانية و القتل المتعمد, إلا أن السياسة الممنهجة في إنتهاك حقوق أريفيين عامة و السجناء و المعتقلين السياسيين خاصة, متواصلة و أخذة في التصعيد مع اللامبالاة للقوانين الدولية, التي دأب النظام الكولونيالي المصاب بمرض إنفصام الشخصية في الدفاع عنها في المحافل الدولية.
في الظروف السيئة و اللاإنسانية التي يعيشها السجناء و المعتقلين السياسيين أريفيين داخل زنزانات الإذلال و التعذيب و القتل داخل أرض أريف و خارجه, تستدعي الضغط على الإحتلال بالنضال الثوري الجماهيري في الدرجة الأولى و الدعوة الى التضامن الدولي.

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل