أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ( العراق بين الأزدواجية والنفاق ) القسم الثاني: من تجارة الرقيق الى تجارة الأوطان














المزيد.....

( العراق بين الأزدواجية والنفاق ) القسم الثاني: من تجارة الرقيق الى تجارة الأوطان


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الصغر تعلمنا بأن عراقنا محطة للقوافل والتجارة بين الشرق والغرب، وان موقعه ممر لتجار البضائع بأشكالها وأنواعها، حلالها وحرامها كما يشتهي أعمدة القوم في حينها وأحوالها.
علمونا في كتب التاريخ منذ تعلمنا القراءة والكتابة نحن وآباؤنا وحتى أجداد أجدادنا، بأننا أحفاد رجال حرب وتجارة وجواري، وغزاةٌ من قبيلة إلى قبيلة ومن قرية إلى قرية، نستبيح الحرائر والأطفال، ونقتل الشيوخ والرجال، ثم نحيل الحرائر إلى سبايا وجواري ورقيق، فنتاجر بهم في أسواق النخاسة، حتى ملك كبارنا أمراء كانوا أم ملوك، المئات وربما الآلاف من حرائر أقوام وقبائل جواريا وأحالوا أطفال الأحرار منهم عبيدا وغلمان.
علمونا بأن العقوبات أهونها جلدٌ أو رجم بصرف النظر عن عدة الجلدات أو كمية الحجر، وإن الذبح عقوبة تمارسُ أمام كل البشر، وأيضا بصرف النظر، عن الأسباب أو نوع الرأس وتأثير ذلك على نفسية هذا البشر. وإن الترحيل والتهجير أهون العقوبات، لأن صاحبها كل يوم في ارضٍ والى ارض يرتحل، راكضا وراء الماء والخضراء والوجه الحسن.
في كل كتب التاريخ التي تعلمناها، كانت بلادنا دوما مركز الحضارة والتجارة ومنها إلى كل أصقاع الدنيا تذهب صادراتنا التي طالما بحثتُ عنها فلم أجد لها أثرا إلا على أوراق كتبنا وفي ذاكرة مؤرخينا، وان عاصمتنا المدورة بغ داد كانت ممر كل تجارات الشرق والغرب، حتى اعتقدتُ إن أجدادنا لم يكونوا إلا مجاميعا من البقالين والقوميسيونية وتجار الخردوات.!
ودوما حينما يكون الحديث عن الأجداد فإنهم أولئك ( العظام ) الذين أنتجوا كل هذه الحضارات التي امتدت من عملية اغتيال الإمام علي بن أبي طالب وابنه الحسين وتحويل كل الشعوب إلى قطعان من العبيد والموالي، والى نموذج الأمة الأعلى في القومية والحضارة والتاريخ والأمن والسلام والمتمثل بـ ( الرئيس القائد المنصور بالله الأسد الأسير وقائد الجمع المؤمن والأمين العام الغائب لحزب الأمة ومجاهديها ). والذي حول الأمة وأقطارها إلى دكاكين وبقالين وباعة شعارات وأقاويل إلى يوم يبعثون !.
وإذا ما استبعدنا الكثير من أوجه حضاراتنا في الآداب والعلوم اللغوية والدينية والتي يكثر فيها الآلاف من الذين (صهرهم) الدين الحنيف من أعراقهم وأصولهم وحولهم إلى مبدعين أعرابا وأعلاما في فن العروبة أدبا ودينا ولغة.
فقد كانت بلادنا منذ أن أصبحت مدورتها عاصمة للشرق، بلاد بيعٍ وشراء وعمولات وبقالين وعطارين وتجار رقيق وجواري في أروع أسواقٍ عرفتها المعمورة منذ ذلك الحين.
وفيها تعلم وعلم اجدادُ أجدادنا فن التجارة والبقالة والمزايدة على كل شيء وبدون قيد أو شرطٍ إلا المال وكميته وملحقاته من السلطة والجاه.
وكما كانت تباع الحرائرُ من النساء اللاتي يتم سبيهن بعد كل عملية غزوٍ غرائزية لقبيلة أو قرية أو مدينة، في أسواق النخاسةِ ببغداد أو غيرها من حواضر إمبراطورياتنا التجارية، كانت تقطع وتؤجر وتباع البلدان والأوطان هي الأخرى حالها حال النساء والأطفال في أسواق العبودية والرقيق بألوانه المختلفة.
فلا غرابة اليوم وأمس حينما كان (الرئيس القائد ورفاق عقيدته) لا يعترف بوطن أو دولة اسمها العراق بل يعتبره جزءً من وطن مفترض وخيالي، ومنح كل مقدرات هذه الدولة لأجانب أفترضهم هذا الرئيس ومنظومة أفكاره أبناء العراق والأمة، لا لشيء إلا لأنهم أعضاء في حزبه القومي ومواطنين دولته المفترضة من الخليج إلى المحيط، في أحدث تطوير لمفهوم العمالة للأجانب والتعامل معهم، بل جعلهم أسيادا على مواطني العراق الحقيقيين بامتيازات وحصانات لا يتمتع بها الأهالي الأصليين.
ويتذكر العراقيون بألم شديد ذلك التفريط المرعب بالأرض العراقية في ما سمي بترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية والأردن والتي تنازل فيها ( شيخ العشيرة ) عن الآلاف من الكيلومترات المربعة للأشقاء من شيوخ الأمة، في نفس الوقت الذي استباح وطنا ودولة من اجل بضعة كيلومترات، أحرق فيها الأخضر واليابس.
ولأنهم لا يؤمنون بوطن عراقي، ولا حدود لهذا الوطن ولا من يعيش عليه سواهم، ولأجل أن لا يقف أحد في طريق هيجانهم أو يعطلهم، منحوا الأتراك حرية العبور إلى الأرض العراقية في كوردستان واستباحة سكانها وتدمير قراها متى شاءوا، وكذلك فعلوا مع إيران حينما استغنوا عن شط العرب وآلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي العراقية في اتفاقية الجزائر المخزية، لا لشيء إلا لكي لا ينتصر جزء من الشعب العراقي في حريته وكرامته.
وإزاء ذلك لم يكن لديهم أي شيء مقدس ابتداء بالأرض وحياة البشر الذي فوقها وانتهاء بأعراض الناس وشرفها، كل الناس حتى الذين كانوا معهم، ولذلك كان العراق رخيصا لديهم أرضا وشعبا ومالا، فهو سلعة تباع وتشترى حالها حال تلك الجواري والحرائر المسبية في غزواتهم الجاهلية عبر العصور.
ولقد بان رخص العراق وقيمته لديهم بما حدث منذ مطلع نيسان- ابريل 2003 وحتى يوم التاسع منه، حيث هرب القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية وكل رموز الأمة والبعث والرسالة الخالدة إلى أرض الله الواسعة أو حفرها أو حاضناتها في دول العشائر والقبائل، بينما تفرغت القيادات الوسطى والقاعدية للحواسم وعملية توحيد العراق وممتلكاته مع بيوت الرفاق وجيوبهم.
إن ما يجري اليوم على أرض الرافدين هو صدى لتلك الأفكار والسلوكيات المتوارثة عبر أزمان وعصور من اللا انتماء واللا هوية إلا لغرائز التملك والتسلط والمتاجرة والتقاتل والإلغاء والإقصاء للآخرين وعبودية ألذات والنرجسية القاتلة والغزو وعقلية القبيلة والقرية التي لم تبرح حدودها ولا مفاهيمها وهي ترتدي السترة والبنطلون ومعهما الجينز والتيشيرت.
وها هم يستقدمون كل قتلة العالم العربي من الخليج إلى المحيط ليفتكوا بالعراق وبأهله عربا وكوردا، سنة وشيعة، مسلمون ومسيحيون وايزيديون وصابئة، تارة باسم الدين وأخرى باسم العروبة وثالثة باسم المقاومة، وفي كل هذه الأكاذيب فهم أفضل من يمثل تجارة الرقيق والأوطان وثقافة الموت والدمار وعقلية التقهقر والظلام.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين الازدواجية والنفاق
- ( المرأة بين الخطيئة والفضيلة )
- ( لا تقتلوا الرئيس... هذه المرة !؟ )
- التافهون ... وراية الرذيلة والخطايا
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الح ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - ا ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! ( ا ...
- ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس
- هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟
- قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !


المزيد.....




- أوباما: الولايات المتحدة -قريبة بشكل خطير- من الاستبداد
- نتنياهو: لدينا القدرة على ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية و ...
- ترامب يُحدد المدة الزمنية قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكر ...
- من الصين وروسيا إلى باكستان.. هل تصمد تحالفات طهران أمام الح ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- إسرائيل وإيران: هل تتّسع دائرة التصعيد بعد الضربات الأخيرة؟ ...
- تحرك طائرة -يوم القيامة- الأمريكية
- وفق القانون الدولي - تنسيق أوروبي أكبر لمكافحة -أسطول الظل- ...
- صحة غزة: 84 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ( العراق بين الأزدواجية والنفاق ) القسم الثاني: من تجارة الرقيق الى تجارة الأوطان