أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الحلقة الرابعة














المزيد.....

( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الحلقة الرابعة


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 07:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال السنوات الأربع التي تلت اتفاقية آذار 1970 مارس النظام شتى أنواع التحايل السياسي والميكافيلية الرخيصة في تعامله مع كافة القوى السياسية والشخصيات الوطنية العراقية دونما أي وازع وطني أو احترام لما تمثله هذه القوى في تاريخ العراق منذ تأسيسه وحتى وقوعه فريسة بيد النظام السابق. بل عمل على تنفيذ أبشع عملية تطهير عرقي في تاريخ المنطقة بتهجيره لمئات الآلاف من الكورد الفيليين من بغداد وجنوب وشرق العراق وقتل الآلاف من شبابهم في معسكرات لاتقل بشاعة عن معسكرات النازية الألمانية.
ومن جهة أخرى كان النظام قد نجح تماما في استدراج الاتحاد السوفييتي ومنظومته في أوروبا الشرقية وتحييد فرنسا بإغرائها تجاريا في المستقبل القريب على افتراض تحول العراق إلى قوة اقتصادية مهمة في المنطقة وتعويضها عما ستخسره من عملية السيطرة على الثروة النفطية. وبذلك لم يعد أمام النظام وبرنامجه سوى الشيوعيين المتورطين في تحالف هش والمقيدين بتوجيهات الرفيق الأكبر في موسكو.
وفيما يواصل الرفاق الحمر في موسكو وملحقاتها في مشارق الأرض ومغاربها الدفاع عن التجربة الاشتراكية البعثية وتطور الاتجاه التقدمي للرفاق القوميين في العراق كان النظام قد أعد عدته للانقضاض على كوردستان وإنهاء الحركة الوطنية الكوردستانية إلى الأبد، وهذا ما حصل في محاولاته حتى مع الإخوة الأعداء في الولايات المتحدة وعمتها إنكلترا حينما باشر اتصالاته معهم بقنوات دقيقة غير مرئية لطمأنتهم من الحبكة مع السوفييت.
وخلال سنة من القتال الضاري والمعارك الكبيرة في كوردستان العراق كان النظام قد رتب أموره تماما مع نظام الشاه من جهة ومع الولايات المتحدة من جهة أخرى، قبل أن ينهار عسكريا، وهذا ما أعترف به الرئيس السابق في أكثر من مناسبة حينما قال لم يعد لدينا في الأيام الأخيرة من المعارك شيء مهم من الأسلحة والاعتدة، إلى جانب انهيار معنويات قواته التي كانت تقاتل في كوردستان.
وكما هو معروف عن طبيعة ذلك النظام وحزبه في تغيير مواقفه ومبادئه وتكييفها مع بقائه في سدة الحكم بصرف النظر عن طبيعة تلك العلاقات وأهدافها، فقد كانت الغاية امتلاك الثروة وسحق القوى الوطنية في الشمال والجنوب وعليه فلا أثم من علاقة مع الإمبريالية والاستعمار من اجل تحقيق أهدافه. وهكذا نرى المشهد عشية انتكاسة آذار 1975 تحالفا وتوافقا بين أطراف متناقضة تماما ولكنها متوافقة في مصالحها دونما الأخذ بالاعتبار حياة ومصير شعب ومستقبله.
في الجزائر اجتمعت كل تلك المتناقضات ليوقع المتآمرون وثيقة آذار 1975 والتي بموجبها سيتم ذبح شعب كوردستان بمباركة من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والإمبراطورية الشاهنشاهية وتصفيق حاد من تجار البترول العرب وأئمة المؤتمر الإسلامي وغيرهم في ذلك المؤتمر الذي قاده الرئيس الجزائري هواري بومدين وأبدع في ثوريته الدبلوماسية بتقريب وجهات النظر بين إيران والعراق في كيفية سحق الأكراد، حتى وان أدى ذلك إلى الاستغناء عن حقوقٍ طبل وزمر لها النظام منذ استحواذه على السلطة في 1968 سواء ما كان منها ارض عراقية أو جزر إماراتية.
وبعد ساعات من توقيع تلك الوثيقة السوداء تم محاصرة شعب كوردستان أرضا وجوا ومن كل حدوده وأغلقت إمامه كل منافذ الحياة، وكان الخيار الوحيد الاستسلام والموت وليس الموت أو الاستسلام كما هو متعارف عليه في الحروب، إذ أثبتت مجريات الإحداث ومآسيها بعد ذلك هذا الخيار.
لم تعط إيران أكثر من بضعة أيام لدخول مئات الآلاف من عوائل المقاتلين الكورد إلى أراضيها التي اشترطت فيهم أن يكونوا مجرد لاجئين لا أكثر ولا أقل فيما امتنعت تركيا عن استقبال هكذا أعداد من البشر، وفي الجانب العراقي كان النظام قد أصدر للرأي العام والاستهلاك المحلي عفوا عاما لكافة المقاتلين الذين وصفهم ب ( العائدين إلى الصف الوطني )، وفعلا عاد الكثير من رجال الثورة وعوائلهم لا إلى قراهم ومدنهم بل إلى تهجير وتقتيل بنظام معد لهم بدقة وتأني.
ولقد شهدت مدن الجنوب والوسط وصحاري الرمادي معسكرات الشعب الكوردي الذي تم تهجيره بوحشية لا نظير لها حتى لدى أسلافهم في ألمانيا وايطاليا في أربيعنات القرن الماضي، فقد اقتادوا مئات الآلاف من العوائل الكوردية في اكبر عملية تفريغ وطن من السكان وتشتيته وأبادته في التاريخ المعاصر، ويتذكر الجنوبيون مأساة تلك العوائل وأفراد أسرها التي تم تقتيل ذكورها من أعمار سبعة سنوات فما فوق إما بدفنهم أحياءً أو باستخدامهم كفئران تجارب في أولى عمليات التصنيع الكيماوي العسكري والمخابراتي في العراق، ولعل من أبشع أنماط السلوك العنصري وبدائيته عمليات تزويج الإناث الكورديات لرجال عرب ومنح أولئك الرجال مغريات مادية كبيرة للقضاء تماما على العرق الكوردي في العراق.
لقد بدأت ملامح البرنامج ( الحضاري وبشائر التأميم ) لثورة تموز البعثية تتضح تماما بعد التآمر الكبير الذي أداره النظام لسحق الثورة الكوردية والقوى الوطنية العراقية بتوريط قوى دولية وعظمى من خلال إغرائها في مواقع متقدمة في المنطقة أو تسهيل مهماتها الاقتصادية والاستراتيجية كما حصل مع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.
وبذلك لم يعد أمام الحكومة العراقية التي يقودها حزب البعث بعد انتكاسة الثورة الكوردية سوى تنفيذ برنامج القضاء كليا على الحزب الشيوعي العراقي والقوى الوطنية الأخرى وإعلان نجاح سيطرته الكاملة على الثروة النفطية لينتقل إلى مرحلة الانتشار الحيوي في المنطقة والعالم.
وللبحث صلة...



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - ا ...
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! ( ا ...
- ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس
- هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟
- قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !
- مهلا أيها السادة ... دعوا الرئيس يتكلم !
- دولة النقيق ... وإمبراطوريات القبائل !
- دولة ألضفادع ... بين حسين كامل وعبدالحليم خدام!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ( ثلاثية الأنتقام: التأميم والسُم الأسود والسحت الحرام ) الحلقة الرابعة