أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كفاح محمود كريم - ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!















المزيد.....

ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-1-
يتذكر العراقيون جيدا بعد نجاح التأميم عام 1972 وما رافق تلك العملية بعد حرب 1973 العربية الإسرائيلية، باستخدام النفط كورقة ضاغطة على مصادر القرار في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، وما ترشح من خلال تلك العملية من ارتفاع كبير في أسعار النفط في الأسواق العالمية ومن ثم تظخم واردات الدول النفطية ومن ضمنها العراق مما أدى إلى وفرة مالية كبيرة، كانت تستدعي القيام باستثمار تلك الوفرة المالية بإنجاز تنمية كبرى للبنى التحتية العراقية والانتقال بالبلاد إلى مصافي الدول المتقدمة.
ورغم ما أنجزه النظام في تلك الفترة من مشاريع كبيرة حينما كانت هناك فرصة أو هامش من الكفاءات العلمية والتخطيطية التي تعمل تحت مظلة بعض من القيادات الوطنية المخلصة في تركيبة النظام، إلا ان ما حدث بعد هيمنة مجموعة صدام حسين على مقاليد الحزب والسلطة غيرت بالكامل أسلوب استخدام تلك الوفرة المالية.
وبدأت الدولة العراقية تتحول تدريجيا إلى دولة بوليسية مخابراتية تستقطب ما أطلق عليه في تلك الفترة بالحركات الثورية والتحررية ومنظمات الإرهاب الدولي في كل أنحاء العالم، وتحولت الدولة العراقية إلى ممول وحاضن لكل هذه المنظمات والحركات العربية منها والدولية، ولم يكتفِ النظام بذلك بل بدأ بشراء وتأجير أنظمة سياسية في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وكثير من أنظمة شرق أوروبا ودويلات الاتحاد السوفييتي، وبدلا من أن يملأها برجال المال والاستثمار واستقطاب الخبراء ورؤوس الأموال من أجل تنمية بلد متعب وفقير ومتخلف راح يجمع حوله رجال العصابات وتجار الانقلابات ومنظمات المافيا السياسية من كل أصقاع الدنيا، ويزرع رجال مخابراته في كل عواصم العالم، لا ليسرق أو ليشتري خبرات علمية أو يقنع شركات عملاقة للعمل والاستثمار في العراق، بل لاغتيال أو خطف المئات من المعارضين لنظامه وتصفية العلماء العراقيين ممن لم يخدمو توجهاته.
وفي اتجاه آخر، وبدلا من البدء في بناء عراق متحضر، راح يجمع ( سكرابات ) الأسلحة من كل دول الشرق والغرب ليؤسس دولة عسكرية، وليبدأ بالتصنيع العسكري وتسخير كل مقدرات وإمكانيات العراق لهذا الهدف، تحت قيادات يعرفها العراقيون جيدا، ابتداء من حسين كامل ومرورا ببرزان التكريتي وعزة الدوري وحسن علي وانتهاء بعلي حسن المجيد والمئات من أقرانهم في المستوى العلمي والأخلاقي والأجتماعي، حتى أصبح العراق سجنا رهيبا لسكانه وجنة غناء للغرباء الذين انتشروا في كل أنحاء العراق. فقد كانت البلاد ملاذا لملايين الأجانب، وكانت الأبواب مفتوحة دونما قيد أو شرط لدخولهم وخروجهم، بل لعملهم في أكثر مفاصل الدولة أهمية وحساسية.
وقد استخدم النظام الورقة الفلسطينية والإسلامية بديماغوجية رهيبة وأستقطب أكثر رموزها تطرفا سواء في اليمين أو اليسار وعمل على شق صفوفها وزرع الفتنة بين فصائلها ومن ثم استخدامها لأغراضه الخاصة، ونتذكر جميعا تعاملاته مع معارضي النظام السياسي الإيراني والسوري والعُماني ( أيام حركة ضفار) والمصري والسوداني والأردني وثوار( البتاوين ) من الأشقاء في الصومال وجيبوتي وتشاد والسودان واريتريا وغيرهم من كل بلاد العالم.
ومن بين تلك الملايين التي استقدمها النظام جند عشرات الآلاف منهم للعمل معه وربط مصائرهم بمصير النظام ومستقبله وزرعهم في كل مكان من ارض العالم من حوله، بل كانوا جيشا مجهزا ومدربا لمقاتلة المعارضين العراقيين وهذا ما حصل على أيدي قوات مجاهدي خلق الإيرانية حينما استخدمها النظام ضد كوردستان وضد الانتفاضة الشعبانية في الجنوب والوسط. وفي نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي أصبح النظام يملك جيشا من آلاف المتطوعين ( المجاهدين ) القوميين والدينيين ( المهووسين والمخدرين بالشعارات والأكاذيب ) الذين تم غسل أدمغتهم وملئ جيوبهم وغرائزهم وضمان مستقبل عوائلهم في خارج العراق من الدول العربية والإسلامية.
وعشية الحرب الأمريكية على النظام السابق كانت هناك عدة آلاف من هولاء ( الاستشهاد يين ) الذين هيأتهم المخابرات العامة والعسكرية للقيام ( بعمليات جهادية ضد الكفرة والصليبيين وأتباعهم من العراقيين ) بالتنسيق مع منظومات خاصة ومحددة وبعيدة نسبيا عن تنظيمات حزب البعث ومرتبطة مباشرة بالرئيس السابق ومجموعة من أقرب الرجال إليه من تنظيمات المخابرات والاستخبارات العسكرية والأمن العامة وفدائيو صدام والحرس والأمن الخاص من المتدينين والمؤمنين ( بعبد الله المؤمن قائد الجمع المؤمن ).
وحينما انفرط العقد وهرب الرئيس الضرورة و القائد العام للقوات المسلحة، واختفى قائد الحملة الإيمانية، وتبعثر الجمع المؤمن وتحولت تنظيمات الحزب القائد إلى فرسان و( حشنشلية ) الحواسم التي أعتبرها قائد الجمع المؤمن أمانة لديهم حتى ظهوره وعودته ومن ثم في إحدى كلماته الموجهة من الحفرة الثورية إلى جماهير الأمة العربية العظيمة أعتبرها غنائم لهم، وهي كل أموال الدولة والشعب التي تعرضت للسلب والنهب وما زالت تتعرض لعمليات تحويلها إلى ( حفنة تراب ) كما تعهد الرئيس القائد في ثمانينات القرن الماضي.
قلتُ حينما انفرط العقد، وسقط نظام البعث وهرب أمينه العام وقياداته، أصبح العراق ساحة مفتوحة ومملوكة لأولئك الآلاف من المرتزقة الذين تم إعدادهم لهذا اليوم لكي ينفذوا برنامج الحزب والثورة حتى عودة القائد ورفاقه لإكمال المسيرة حسبما جاء في وصايا الرئيس القائد.
وهكذا دواليك بدأت طلائع الأمة بتنفيذ مشروعها الحضاري وتوكلت على الله فيالق المجاهدين برسم الطريق إلى جنان الخلد وتوحيد الأمة تحت راية طالبان وأمير المؤمنين ملا عمر وولاته في العراق وولاياته، وانتشروا في حواضن أسسها خليفة الرئيس السابق برايمر ومجموعة الأخطاء التي اقترفتها القوات الأمريكية والإدارة السياسية في البيت الأبيض مما هيأت فرصا ثمينة لأولئك المرتزقة القادمين من البلاد العربية وغيرها لينظموا صفوفهم ويشنوا حربهم ضد العراق والعراقيين. ولكي يتحول العراق إلى (فلتر) لترشيح الإرهابيين، غضت معظم دول الجوار النظر عن عبورهم من أراضيها، بل وتقديم أفضل الخدمات للوصول إلى أرض الجهاد والمجاهدين.

وللبحث صلة ...



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس
- هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟
- قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !
- مهلا أيها السادة ... دعوا الرئيس يتكلم !
- دولة النقيق ... وإمبراطوريات القبائل !
- دولة ألضفادع ... بين حسين كامل وعبدالحليم خدام!


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كفاح محمود كريم - ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!