أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كفاح محمود كريم - قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !














المزيد.....

قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ما يقارب من ألف وخمسمائة عام ، كان ( أجدادنا العظام ) يصنعون آلهتهم من تمر أو بلح ، وحينما يمسهم ألجوع ( يتناوشون ) تلك الآلهة فيلتهمونها دونما خوف أو وجل .
هؤلاء ( ألأجداد العظام ) كانوا أيضاً يدفنون فلذات أكبادهم من الأناث ( خشية إملاق ) أو عار ، وهم أنفسهم كانوا ( يستدعون ألفحول ) لزوجاتهم في أول عمليات تحسين النسل في التاريخ (!) .
هم أيضاً أولئك ( الفرسان الأبطال ) الذين يغزون أبناء جلدتهم أو ( إخوانهم في الدين ) ويستبيحون النساء والأطفال جوارياً وغلمان ، ثم يتبارون في أسواق ( عكاظ ) بيعاً للحرائر والأحرار،وشعراً في التباهي بالانتصار والانحدار .
وخلال ما يقارب الخمسة عشر قرناً كافح الاسلام بإشراقاته العظيمة هذه الانماط من
من السلوكيات الوبائية ، لكنهم كانوا يتكاثرون كالقطط الشباطية ، فإمتلأت الدنيا خلفاءً وملوكاً وأمراءً ، يتوالدون ويتوارثون فيما بينهم مخاليق الله من ( الجماهير المناضلة ) حتى أطل علينا القرن العشرين فما لبثنا حتى أنعم الله علينا بقادة ( آلهة ) لا مثيل لهم في الدنيا والآخرة (!) حينما عبروا إلينا بالثورات ( الغزوات ) البيضاء والملونة .

إذن ؛ فصدام حسين لم يكن وحده ( صدام حسين ) ، إنه تاريخ من السلوك ومنظومة من الأفكار والعقليات والتوجهات والبناء السايكولوجي للاسرة والمجتمعات ، هي التي أنتجت ( الرئيس القائد ) وأقرانه من النرجسيين والسايكوباث والرفاق المناضلين المنظرين الذين لا مثيل لهم في الارض ولا في السماوات (!) .
من الذي صنع ( الرئيس القائد ) و( الضرورة ) ؟
من الذي صنع جميع ( آلهتنا ) الرؤساء المنقذين للأمة ؟
كلهم بدون إستثناء ؛ ملوكاً ورؤساءً وأمراء ؟
يتذكر العراقيون جيداً تلك الالاف المؤلفة التي كانت تتدافع حتى الموت لرؤية ( الرئيس القائد ) والتبرك بمكرماته ، أو الطمع بعطفه أو هداياه ، لم يمتنع الا القليل من الذين ( لا عقل لديهم ) في الاشتراك بتلك المهرجانات ( المقدسة ) ! فخسروا سعادة الدنيا وثواب الآخرة (!) .
كانت تلك منذ الاشهر الاولى التي إنتخى فيها ( فارس الامة وحامل الراية ) وغدى الرئيس القائد ( ضرورة تاريخية ) وامتدادا شرعيا لاولئك الأجداد العظام من قادة الأمة وفرسانها ورموزها منذ أبا لهب ( وما قبله ) ومعاوية (وما بعده ) ، فخرجنا ملاييناً نبارك له انتصاره المقدس في تموز عام 1979 على اولئك الخونة المارقين من رفاقه المناضلين (!) . حتى أصبح ( رئيسنا العظيم ) راية وفارسا ومنقذا وملهما وتسعا وتسعون إسما من حفظها دخل جنة البعث والعروبة الخالدة دون حساب أو كتاب (؟) .
( بالروح بالدم نفديك يا صدام ) من لم يرددها فليرفع يده ، قلة ورب الكعبة ، حتى من رددها في سريرته أصبحت لازمة في لسانه وقريبة من القبول (!) ، وحتى يحولها ( قائد الجمع المؤمن ) إلى حقيقة ( إنتخى أجداده العظماء ) وأنجز ( غزوته المباركة ) على ( الفرس المجوس ) وفي طريقه على ( عملاء الإمبريالية من الكورد المارقين ) فاستباح كوردستان و(بايع ) إبن عمه المقدام ( العريف أركان حرب ) علي حسن آل مجيد خليفة له على ارض الكورد ، ومنحه كامل صلاحيات ( ربعة شيوخ الثورة ) ألتي قررت شطب أسم الكورد من فهرست الشعوب (!) ثم عرج ( وجروح الصناديد لم تندمل بعد ) على قاطعي الأرزاق وسراق النفط من ( شيوخ ) العشيرة الأخرى (!) فاستباح النساء والأموال والسيارات وأعاد الفرع إلى الأصل . فأصبحنا إمبراطورية من النهر إلى البحر (!) . وغدى نفطنا أكبر النفوط في الشرق الأوسط ( حسب تصريح الدكتور سعدون حمادي بعد إستحداث المحافظة التاسعة عشر ) .
وحينما أراد ( بطل التحرير القومي ) أن ( يجيك – يفحص) جماهير شعبه المناضل دعاهم للتطوع
في صفوف الجيش الشعبي للذهاب إلى محافظتهم ألجديدة ، وكان المطلوب آنذاك ثلاثمائة مقاتل من احدى ألمحافظات فانبرى أكثر من ثلاثين ألفاُ من المجاهدين الأبطال ألذين رفضوا إدعاءات الرفيق مسؤول محافظتهم بعدم وجود ألعدة والعجلات وآلوا على أنفسهم ( ألغزو ) بملابسهم ألمدنية ومشياً على الأقدام لقرب محافظتهم من الفرع ، تلبية لرئيسهم القائد وأيماناً بالوحدة العربية وحرية البعث في الاشتراكية الغنائمية (!) .
إذن :
لم يستوردُ الرئيس القائد شعبا من كوكبٍ آخر ، بل كان هو..هو هذا الشعب العجب، منذ سيدنا أبو لهب وحتى زعيمنا الأوحد ، فقط أراد سيادته العبور بنا إلى الضفة الأخرى .. وها قد عبرنا (!)
هل نلتهم ( آلهتنا ) كما كنا نفعل في الضفة الأخرى ؟ أم نبحث عن ( آلهة ) أخر ؟
هل نصنع وكلاءً جدد للسماء أم نبحث عن خلفاء وملوك وأمراء كما في الضفة الأخرى؟
هل نستمر في إنتاج دراما الذبح والافتراس والقتل والسحل والاسقاط في تغيير الآلهة والملوك والرؤساء مدى الحياة ، أم سننتج موظفين لأشغال هذه المواقع المقدسة ؟
هل سنتخلى عن نرجسيتنا وازدواجيتنا كما كنا في الضفة الأخرى ؟
هل سنقاوم ذلك الفايروس الذي يسكن فينا ( الدكتاتورية ) ونقتنع بامكانية تواجد من هو أفضل منا ؟
هل سنخرج ذلك الشرطي القابع بين ثنايانا ونتحرر من عقدة الخوف من المسؤول والمدير العام والوزير والرئيس ؟
هل سنتطهر من نجاسة التملق والتدليس والشعور بالدونية والنفاق وتصنيع الآلهة الصغار ؟
هل سنمتلك شجاعة الأعتراف بالخطأ قبل إستفحاله ونحترم كوننا بشر ولسنا آلهة كما كنا نضن ؟
وهل .. وهل .. وأخيراً :

هـــل صدام حسين وحده صدام حسين ؟؟ أيها السادة الكرام !!
إذا كان وحده فقط ... فعجلوا بقتله وخلصونا ...
وإذا كان لا ... فانتبهوا لأنكم إذا فعلتم ستتهمون بالجينوسايد !!؟
إذن:
انتم على خطأ ايها السادة إذا قتلتم ( الرئيس القائد ) صدام حسين وحــده !!!



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهلا أيها السادة ... دعوا الرئيس يتكلم !
- دولة النقيق ... وإمبراطوريات القبائل !
- دولة ألضفادع ... بين حسين كامل وعبدالحليم خدام!


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كفاح محمود كريم - قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !