أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كفاح محمود كريم - جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب















المزيد.....

جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 01:22
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حينما تداعت إمبراطوريات القبائل وتقزمت لتتحول إلى غنائم تقتنصها بيوتات وعشائر من الأعراب حتى غدت دولا وممالكاًَ في مشارق الأرض ومغاربها ، لا تجمعها إلا الغزوات والولائم وجمع الأموال والنواعم ، حتى ظهر ( السم الأسود ) فقامت الدنيا ولم تقعد ، وأنجبت فرسانا وجيوشا وعسسا ، وسلاحا وعتادا ، يكفي الدنيا أرضا وسماءً (!) وأنتجت ملوكا ورؤساءً لا مثيل لهم في الأرض ولا في السماء ، فهم المنقذون والملهمون والقادة المؤمنون ولولاهم ما بزغت شمسا ولا اخضرت أرضا ولا رقرقت مياهاًً ولا هبت رياحاً (!) .
وعلى عادة عشائرنا وشيوخها ، فأن لكل شيخ ( ربعة ) أو ( مضيف ) يجتمع فيه الناس ويتداولون في أحاديثهم أحوال الأمة وأحداثها ويمضغون التاريخ مضغا كما يفعل أشقاؤنا من عشائر اليمن السعيد ( جدا ) وبالتأكيد فالجميع في ( الربعة ) ينهالون على الشيخ مدحا وتدليسا ، حتى ينتصف الليل أو يقترب فيغادرون إلى أعشاشهم كما جاءوا .
وحينما اكتملت العدة والعدد وغدت الجيوش فيالقا ومدد ، وأصبحت البيوتات والعشائر ممالكا وجمهوريات ، تداعى قادة ( الأمة ) وفرسانها إلى جامعة ( عكاظية ومربدية ) يتبارى فيها قادتنا العظام شعرا وخطابات ، شتائما وتبويسا للحى ، ومن ثم ولائم تنحر فيها مع الحباري والغزلان ، شعوبا وآمال .
وصنعت لنا الأزلام والأنصاب جامعة للأعراب ، يتداعون إليها كلما اهتزت عروشهم وضربت الرياح مرابعهم ومضايفهم أو قلة ( خرجياتهم ) فتستقبلهم قاهرة الفقراء وارض العظماء في مرابع من حرير ( والذي منه ) حتى تمتلأ الكروش والجيوب وتستقر الغرائز والنفوس فتستنفر الفيالق والجيوش وينادى الله اكبر للجهاد ، فتندفع جموع الفيالق والمجاهدين ( بحماوة الشعر والخطابات ) وبركات أحفاد آلهتنا ( هبل والعزى واللات ) ، وتقتحم العساكر جبالا وصحراوات لتحرر أرض الميعاد من الصهاينة الأنجاس والأشتات .
وهكذا عبر أكثر من ستين سنة وعشرات من المؤتمرات ومئات من العزائم والحفلات وآلاف القصائد والأغاني والخطابات وترليونات من العتاد والسلاح والدولارات وملايين من المعاقين والشهداء وآلاف مؤلفة من السجون والمعتقلات أنتجت شعوبا مشوهة في الشكل والمضامين ، مسطحة في الإحساس والتفكير ، غائبة في حضورها ، مستلبة في إرادتها ، مغلوبة في أمورها ، قدرية في تحليلاتها ، خانعة ، مستكينة ، لقضاء وقدر آلهتها التي ما تبدلت منذ سيدنا أبا لهب وحتى قائدنا الملهم حفظه الله وأطال عمره حتى نموت جميعا ؟
هذه جامعتنا أيها الأعراب منذ بدأت أسواق الشعر والنخاسة في عكاظ والمربد ، حتى بيعت في أروقتها عشيقتنا فلسطين بأبخس الأثمان، وتداعت إليها كل عفونة الأزمان ، منذ اغتيال الراشدين وإمامهم أبا حيدرة وحتى محرقة حلبجة واجتياح كوردستان .
أيها السادة الكرام ؛ ماذا أنتجت جامعة الأعراب في مؤتمرات الأزلام والأنصاب ؟
دعونا نستذكر ألاف القرارات والتوصيات ومئات المنظمات والاتحادات وآلاف مؤلفة من الاجتماعات والندوات والمهرجانات والعشرات العشرات من المقرات والبنايات وملايين الأطنان مما لذ وطاب من الأكل والمشروبات (!)
تذكروا أولا وقارنوا بين ما كانت عليه ( عشيقتنا ) فلسطين قبل قيام جامعة الأعراب وبعد عشرات السنين وما رافقها مما ذكرتُ من جدول حسابات ازلامها والأنصاب ؟
غايتها وعلى ذمة قادتها ، الوحدة والتحرير ، فكم كانت دولها قبل التبرك بقيامها وكم أنتجت بعد بركات انبثاقها ؟
يقول مؤسسيها وورثتها : أنها للتعاون والتقدم بين أقطارها ، وإشاعة علاقات الأخوة والتضامن من منطلق التاريخ المشترك والدين والثقافة وأواصر الدم والقرابة (!؟) وفي كل ( مؤتمر قممي ) يضمن هذا النص المقدس حتى سحقنا الكويت ولبنان والأماغيز وجنوب السودان وأنفلنا وأحرقنا كوردستان ،وأستباحينا الأرض والمال والشرف والإنسان وحولنا شعوبنا ( التي ولدتهم أمهاتهم أحرارا) إلى عبيد وقطعان ، تقودهم العصبيات والغرائز والاستكانة ومركبات النقص والأنانية والحرمان (!)
ماذا بعد يا جامعة الأعراب ؟
عشرات المنظمات والأتحادات للطبالين والزمارين في أروقة قصور الأزلام والأنصاب ، وآلاف من وعاظ السلاطين في دوائر الدعارة السياسية وأعلام السمسرة والنفاق والتدليس ؟
ومئات من الاتفاقيات في السياسة والاقتصاد والدفاع المشترك أنتجت مئات المؤامرات وعشرات الحروب البائسة من حرب فلسطين الأولى وحتى ( حرب تحرير العراق ) ؟
وبعد يا جامعة الأزلام والأنصاب ؟
أربعون عاما يذبح العراق في جنوبه وفي كوردستان وما ( اهتزت شواربكم ) ولا تحركت في مشاعركم غيرة أو نخوة كما تدعون ؟
ثلاثون عاما يُسحق لبنان وتستباح حرائره ويستعبد فيه الإنسان ؟
أربعون عاما أو أكثر يمسخ الشام ويستهان بأصايله من الكورد والعربان ؟
ويسحق الجنوب ويهان الشمال في السودان ؟
وكذا مغارب عالمكم ومشرقه ما كانت أفضل حياتهم ولا الأحوال ؟
ستون عاما أو تزيد تنتهك ( عشيقتنا فلسطين ) في اليوم ألف مرة ، وأنتم كما قال النواب ( أولاد ...... هذي عروس عروبتكم ! ) ؟ فماذا فعلتم ؟؟؟
وبعد يا معبد الآلهة وسدنتها ( عبد الرحمن عزام باشا (1945 ـ 1952) ـ محمد عبد الخالق حسونة (1952ـ 1972) ـ محمود رياض (1972 ـ 1979) ـ الشاذلي القليبي (1979 ـ 1990) ـ أحمد عصمت عبد المجيد: ( 1991ـ 2001) ـ عمرو موسى ( 2001 ـ حاليا ) الأحياء منكم والأموات كيف تقرأون الآن خارطة البلدان وحال شعوبها وما آلت إليه حواراتكم في مؤتمرات الطرشان ؟
عذراً وعاظ السلاطين ، فأنتم أتقنتم المهنة وتعلمتم وبقينا نحن ، أكثر من نصف شعوبنا من الأميين (!)
عذراً معاشر الطبالين والزمارين ، فأنتم أجدتم ( أكل الأكتاف ) وبقينا نحن ، أكثر من ثلاثة أرباع شعوبنا نسكن أكواخا من طين وخيام في بلاد من حريرونفوط وأنهار وأطيان ؟
عذراً حيتان بلادنا الأفاقين فقد أحسنتم اللعبة وتركتم شعوبا من ( المهووسين ) يتاجرون بالشعارات ومخدرات المبادئ وطقوس عبادة القادة العظام ؟
وعذراً أيها العراقيون إن حاولتم الخروج من هذا السرب فأنتم تذبحون من الوريد إلى الوريد ويقتل فيكم ألف حسين في اليوم وما ( اهتزت شوارب الأعراب ) ، قالها يوما أحد أنصابهم وكان يسقط ما في دواخلهم على الآخرين ؟
عذراً سادتي الكرام فهذي جامعة الأعراب ستبقى إلى حين ، وربما نلتهمها ذات يوم ، كما كان يفعل أجدادنا العظماء ( فيعلسون - يمضغون ) آلهتهم ويصنعون أخريات من الأنصاب ، وحتى ذلك الحين حيوا معي الطبالين والزمارين والأفاقين والمتملقين والحيتان ورجال الكوبونات النفطيين ووعاظ السلاطين من أزلام وسدنة جامعتنا ومؤتمراتها القممية العتيدة . فهم رموز ( الأمة ) وعناوينها وكتابها وإعلامييها وفضائياتها ومنظري إيديولوجياتها الوحدوية من الأنفال وقبورها الجماعية على أرض كوردستان وحتى أم المعارك الخالدة (!) .



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟
- قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !
- مهلا أيها السادة ... دعوا الرئيس يتكلم !
- دولة النقيق ... وإمبراطوريات القبائل !
- دولة ألضفادع ... بين حسين كامل وعبدالحليم خدام!


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كفاح محمود كريم - جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب