أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - الحلقة الثالثة














المزيد.....

ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - الحلقة الثالثة


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد جاء قرار السيطرة على الثروة النفطية في حزيران 1972 على خلفية سحق القوى الوطنية في البلاد والاستفراد كليا بالنظام السياسي من خلال لعبة مافيوية وميكافيلية معقدة تخللتها تحالفات تكتيكية مع تلك القوى التي كانت تندفع إليها حرصا على مصالح البلاد العليا وخشية من حمامات دماء جديدة يروح ضحيتها الآلاف من البشر، إلا إن ذلك لم يكن يهم قيادة النظام بل ولم يك جزء من أجندته التي أعدها لمرحلة ما بعد إنجاز السيطرة على الثروة الرئيسية في البلاد.
ولكي تكون العملية ذات بعد عسكري فقد هيأ النظام معاهدة للصداقة والتضامن والدفاع المشترك بينه وبين الاتحاد السوفييتي، وأقنع الشيوعيون العراقيون بالتحالف في جبهة وطنية وقومية في تموز 1973 للتصدي ومقارعة الإمبريالية التي أمم نفطها، وخصوصا انه أوحى لهم وللسوفييت بتنفيذ برامجهم الاشتراكية في البناء الاقتصادي والاجتماعي من خلال جملة التغييرات السطحية والهامشية التي أنجزها وبأدوات وقيادات قروية متخلفة وبائسة وسطحية في فهمها لمعطيات ما يجري من كوادر حزبه في كافة المجالات والقطاعات التي شملتها تلك التغييرات، ويتذكر العراقيون تلك الجمعيات والاتحادات والنقابات التي شكلها النظام في تلك الفترة وأوهم الكثير من الذين تعاملوا معه انه ينتهج نهجا اشتراكيا قابلا للتطوير كما كان يبرر الكثير ممن تحالفوا معه.
ومن جهة أخرى نجح النظام في إقناع قيادات شيوعية معينة بأهمية إسقاط قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإنهاء حركته القومية التحررية واحتوائها من خلال تثقيف أعضاء وكوادر الحزبين المتحالفين على رجعية وعشائرية القيادة الكوردية وعدم ملأمتها للتطورات الاشتراكية في العراق، وكانت البداية عملية الخرق لقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني من خلال إحداث انشقاق ومن ثم دعمه وتهيأته لمرحلة ما بعد 1974 التي اتفق عليها منذ توقيع اتفاقية آذار 1970 وهي السنوات الانتقالية الأربع التي يفترض أن ينجز فيها التطبيع في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية، ويصاغ إلى دستور دائم ومؤسسات دستورية وفصل للسلطات الثلاث بما يعزز الديمقراطية للعراق والتي كانت هدفا استراتيجيا من أهداف الثورة الكوردية إلى جانب الحكم الذاتي لإقليم كوردستان.
ولم يمض أكثر من ثمانية أشهر على تحالف النظام مع قيادة الشيوعيين ألا وكان التحالف الفضفاض مع الديمقراطي الكوردستاني قد بدأ بالتمزق والانهيار حسب الخطة التي وضعها النظام وفرض فيها مشروعا بائسا لقانون الحكم الذاتي ومؤسساته المفرغة من محتواها الدستوري والديمقراطي، والبدء بتهيئة القوى المضادة للثورة الكوردية مما عرف بالجحوش في كوردستان وفرسان صلاح الدين لدى النظام، وهم مجاميع من المرتزقة والانتهازيين ورجال العداوات العشائرية والمصالح الشخصية والذين احتواهم النظام وجعلهم ممثلين عن شعب كوردستان، إضافة إلى تصنيعه مجموعة حركات وأحزاب في دوائر مخابراته ممن انشقوا أو استسلموا لأرادته واستنساخ حزب ديمقراطي كوردستاني كما حصل مع المنشق هاشم عقراوي وأمثاله من أحزاب أخرى بما يشوه الحركة الوطنية وممثليها من الأحزاب والجمعيات العراقية وتحويلها إلى تكوينات كارتونية هزيلة تأتمر بأوامر من مراتب دنيا في مديرية الأمن العامة أو المخابرات.
بهذه العقلية التامرية والتخريبية بنى النظام السابق علاقاته مع حركات وطنية عراقية أصيلة ومناضلة ولها تاريخ مليء بالتضحية والمقاومة من اجل عراق متحضر وديمقراطي، بحيث لم تنجو أي حركة أو حزب عراقي مهما كانت توجهاته من تشويهات النظام ومحاولاته التدميرية لتلك الحركات والأحزاب، ولم يكتف بذلك فقاد حملة ضد الشخصيات العلمية والأدبية والثقافية والاقتصادية من العلماء والنخب التي لا تنتمي إلى فكره وتوجهاته السياسية والاجتماعية، وخيرها بين الاحتواء وبين الاغتيال أو الهروب من الوطن، بهذا التوجه والعقيدة السياسية أراد النظام أن يقنع الآخرين بأن سيطرته على الثروة النفطية إنما هي خطوة اقتصادية لبناء عراق جديد على أنقاض فعالياته السياسية الأصيلة ومكوناته الأساسية ورجالاته المبدعين.
ونتيجة لتلك الحبكة المعقدة من الوسائل والغايات المليئة بالتآمر والانتقام وعقلية الاستبداد والتفرد بكل شيء وسحق كل القوى الوطنية أو مسخها والتنازل عن أكثر الثوابت خطورة كما حصل في اتفاقية الجزائر مع الحكومة الإيرانية آنذاك ولاحقا مع حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أكثر من ثلاثة عشر عاما، ومع الحكومة التركية في سابقة لا مثيل لها في العلاقات الدولية، منح على أثرها القوات التركية فرصة التوغل واحتلال أراضي عراقية في إقليم كوردستان، وتناغما مع أهداف ومصالح دولة عظمى كان يتهمها النظام بالإمبريالية والصهيونية على طول الخط رغم تعاملاته المعروفة مع دوائرها الاستراتيجية منذ انقلابه في شباط 1963 على عبدالكريم قاسم وحتى قبيل سقوطه في نيسان 2003، تم سحق الثورة الكوردية في آذار 1975 بتآمر معروف وتحالف مشبوه اشتركت فيه إلى جانب النظام، إيران الشاه وجزائر بومدين وبمباركة من القوتين الأعظم في العالم ناهيك عن القوى الوطنية التي تورطت معه في هذا السلوك وأصبحت فيما بعد الضحية التالية.
وللبحث صلة...



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! ( ا ...
- ثلاثية الأنتقام ... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !!
- العراق ... ونافورة الحزن والدماء
- العراق ومدرسة المزايدات
- الاعراب والعلاقة مع اسرائيل من الباب الى المحراب
- تأسيس العراق بين الطهارة والتدنيس
- هيئة الأعراب والدفاع عن شريعة الغاب ؟
- جامعة الأعراب ومؤتمرات الأزلام والأنصاب
- !إذا أردتم( الحريم ) حرائراً ... فحرروا الرجال
- كوردستان بين علي كيمياوي وحسن نصرالله !
- العراقيون ... ونظرية التطور بالأنتخاب الطبيعي
- ايها الاعراب : من منكم افضل من صدام حسين ؟
- قفوا :انتم على خطأ ايها السادة .. لا تقتلوا الرئيس !
- مهلا أيها السادة ... دعوا الرئيس يتكلم !
- دولة النقيق ... وإمبراطوريات القبائل !
- دولة ألضفادع ... بين حسين كامل وعبدالحليم خدام!


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - ثلاثية الأنتقام... التأميم والسم الأسود والسحت الحرام !! - الحلقة الثالثة