أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - صدى الروح :قصائد نينا بوبوفا














المزيد.....

صدى الروح :قصائد نينا بوبوفا


عبدالله عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 8014 - 2024 / 6 / 20 - 15:04
المحور: الادب والفن
    


-1-
ترجمة : عبدالله عيسى

النظرةُ تلكَ
المُلقاةُ ، بالقلقِ الفتّاكِ، على السطورِ:
هل الأشياءُ انعكسَت فيها كما ينبغي ؟
السطورُ هذهِ-
الامتحانُ العصيُّ.

السطرُهذا-الخريفُ استوى بالنضوجِ
معانقاً جسدَ النارِ الّتي لا ترحمُ
لكنّهُ لم يفتقرْ لذؤاباتِ الدفءِ
ولم ينسَ حِرْقةَ التعلّقِ بالماضي .

بالدخانِ الرماديّ يطفو الضبابيّ بعيداً
ولا يلقي ، بِحَرْقِهِ، لوماً من عنده على أحدٍ
حتّى تبقى الكلمةُ شراراتٍ محفورةً في الوقتِ
لا تخبو جمَراتُ إيمانها بي .

ولكي تظلّ هذه السطورُ
، كما الأبديّة ،
خارجةً من سَقَرِ الخوفِ الغلابِ،
يومَ الحسابِ،
وفي محكمةِ الربّ،
تتوبُ ، من أجلي، عما اقترفتْ يدايَ
من الخطايا.

-2-



زرعتُ بستاناً .
ليسَ في بستانيَ شَتْلة شُجيرةٍ زائدة،
أو عشبةٍ فائضة عن الحاجةِ .
يوماً ما ، سوف أجيئُهُ
محضَ ظلّ
أراهُ قريباً ،
أم أراهُ بعيداً .

سوف آتيهِ
بعاصفةِ الثلجِ بيضاءَ ، بيضاءَ،
وسوفَ أذوبُ
كما لو أنّني ندفةُ ثلجٍ على عَرِيشةِ الكرمِ.
وشجرةُ التفّاحِ
تلكَ
الّتي كبرتْ دوني
مطمئنّةً تلقي على الأنحاءِ أغصانَها .

وحدي
سوف أسيرُ في الدربِ الطويلِ
خلفَ المنحدراتِ.
ولسوفَ أرى ما لم يكن لي بهِ عِلمٌ
وسوفَ تمرّ اللحظةُ
واليومُ يمرّ، كما العامُ ،
والحياةُ كلّها تمرّ أيضاً
مثل رمْشَةِ عَينٍ .

ولسوفَ أنسَلّ ، خلسةً، من البستانِ هذا
على مهَلٍ .
أبداً
ترتجّ الخطى على مقرُبةٍ من الأزليّةِ .

وسوف تنسى الروحُ الواهنةُ اليومَ
البستانَ الدنيويّ
والدربَ الدنيويّ
الدربَ الخَطّاءَ .


وأنا الّتي أؤمنُ
على حافّةِ الهاويةِ
هناكَ
آدميٌّ
منهكُ الأنفُسِ
غير مكترثٍ ، لحظةً ،
بالأبديّةِ
سوف يدخلُ بستانيَ هذا ،
ويبقى فيه مقيماً .

-3-

سلاسلُ السَحَابِ المُسخّرِ تلكَ اندفعتْ
بعدما تفجّرتْ بالبكاءِ على هذه الأرضِ ،
وهناكَ
طائرانِ أبيضانِ، جوّالانِ
يمّما شطرَ الدربِ المجهولِ.


وحدَها ،
مبدّدةً كلّ هذا الضبابِ ،
بالغبطةِ ذاتها،
غافلةً عمّا هو الدنيويّ،
حثّتْ خطاها إلى بيتِ الأبِ السماويّ
البيتِ الحبيبِ
الّذي طالَ انتظارُه .

فيما ، بالحزنِ الغلابِ ،
من سماءٍ أعلى
يتلفّتُ
غابة متجهّمة مهجورة
ثاني الطائرينِ مُسّ بالكآبةِ
صاحبُ الجناحَينِ
ضيفُ السمواتِ العلا.
وأصابهُ اليأسُ
حريّة أقصى
لكنْ ،محكومةً بالجاذبيّةِ في الأرضِ
حيثُ الشرّ اللعينُ
يتجوّل بيننا في الأرجاءِ،
والريشُ المنعوفُ يتغنّى لايزال بالمعاركِ.

وتقاسما الدربَ الوحيدَ ذاتَهُ
بالعُلُوّ ذاتِهِ المُحتفى:
الأولُ: ساعياً نحو الربّ،
والآخرُ: ميمّماً شطرَ مخلوقاتِه.

*نينا بابوفا : شاعرة وناقدة مشهورة . خريجة معهد مكسيم غوركي للآداب ، وحاصلة على دكتوراه في الآداب ، وحائزة على جوائز وشهادات تقدير عديدة . نشرت ثماني مجموعات شعرية، وخمسة ألبومات شعرية موسيقية .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر بوشكين : محاكاة الإلهام للعرب والمسلمين .
- أمهلوا غزة قليلاً من الوقت!
- ليف تولستوي النبيذ الروسيّ المعتّق
- الكسندر بلوك :مغنّي الضوء
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : تساؤلاتُ أيمن عودة في ح ...
- في مديح أنثى الضاد
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : خطبة خضر الظفيري في حضر ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : جرعة ٌ زائدةٌ من الوقت ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : زيارة أخرى لعابر أعمى آ ...
- الشاعر الفلسطيني عبداله عيسى يكتب: أشجار تتألم
- اغفري لي
- ذاك هو الحب
- سماء أخرى نظيفة
- آنا أخماتوفا : في ذلك الوقت ، ضِفتُ على الأرض .
- الشاعر الفلسطيني من بين ثلاثة شعراء حول العالم في كتاب عام ا ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : في ذكرى النكبة : مازلنا ...
- وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني يمنح لعدد من الكتاب ا ...
- المركز الروسي - القدس- متضامناً مع الشعب الفلسطيني : الممارس ...
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس : المسجد الأقصى حق إسلامي خالص
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل : المجلس الوطني الفلسطي ...


المزيد.....




- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة
- فيلم -القصص- يحصد التانيت الذهبي في ختام أيام قرطاج السينمائ ...
- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - صدى الروح :قصائد نينا بوبوفا