أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - أوروبا المحبطة أمام خطر مميت














المزيد.....

أوروبا المحبطة أمام خطر مميت


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


مع المقال المشترك الذي كتبه المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في صحيفة فايننشيال تايمز الأسبوع الماضي، عن الحاجة لأوروبا الموحدة، تمت استعادة فقرات قديمة لم تفقد أهميتها من الشعبوي بوريس جونسون الذي قاد الحافلة البريطانية مثل بائع متجول للترويج إلى بريكست. وتعريض مستقبل المملكة المتحدة إلى الخيانة.
بعد التصويت على بريكست عام 2016، وبينما البريطانيون يتأملون النفق الذي أدخلوا بلدهم فيه، ظهر جونسون وجماعته يتقدمهم نايجل فراج ومايكل غوف يلعبون الكريكيت، وكأن شيئا لم يحدث.
فجونسون والمحيطون به آنذاك من زمرة لاعبي بريكست، جعلوا الأمر وكأن المملكة المتحدة تضيق بالشيء الذي صنعته بيديها “السوق الأوروبية المشتركة”. وكان الخيار وحيدا عندهم هو أن تتبع بريطانيا الولايات المتحدة الأحادية الغارقة في الأنا، التي تعد إحدى أعداء الاتحاد الأوروبي.
انتهت صفقة بريكست بمشروع أطلق مع أنصاف الحقائق وأسوأ من ذلك، وانتهى بنفس الطريقة وأصيب البريطانيون بكآبة مرض خاص بهم اسمه بريكست.
وعندما اقتبس جونسون الذي صار رئيس وزراء بعدها، محاولات هتلر ونابليون للاستحواذ على أوروبا، كان يحاول بأنانيته السياسية المعهودة تهشيم فكرة الاتحاد في نظر الجمهور، والتوصل إلى نتيجة مفادها أن كل شيء يمكن أن ينتهي بشكل كارثي.
وُصف حينها بالسياسي الذي تخلى عن المعايير الأخلاقية، بل إن صحيفة الغارديان اعتبرت كلام جونسون “شائن ومستفز″، ولم تتعاطف معه صحيفة التايمز، مطالبة إياه بـ “إبقاء هتلر خارج كل هذا الأمر”.
بريطانيا جزء من أوروبا وفق قدر الجغرافيا، فاللغة الإنكليزية ليست سببا كافيا كي تجعل المملكة المتحدة والولايات المتحدة توأما هجينا.
اليوم ثمة من يتجرّأ بهذا الكلام “الشائن والمستفز″ ويرفع صوته للتذكير بأن الاتحاد الأوروبي أصلا منقسم على قيمه، أو بتعبير جديون راتشمان الكاتب في صحيفة فايننشيال تايمز، بأن الفكرة القائلة إن قادة الاتحاد الأوروبي متحدّون حول قيم مشتركة هي فكرة يصعب الحفاظ عليها بشكل متزايد، الاتحاد الأوروبي تحالف وليس اتحاد قيم.
يعتقد راتشمان أن الانقسامات الداخلية التي تمزق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أقل قوة من الضغوط الخارجية التي تدفعها باتجاه بعضها البعض، وهو يعني في ذلك روسيا أولا والصين والولايات المتحدة بدرجة أقل.
الاتحاد الأوروبي يعاني من اهتزازات تصيب فكرة الوحدة بالإحباط على مستوى العالم.
ذلك ما ذكره مقال شولتز وماكرون المشترك، وكأنهما اكتشفا ليلة أمس فقط!! الخطر المحدق بالاتحاد الأوروبي، وهما يحذران من خطر “مميت” يهدد أوروبا، اختصراه بروسيا وحربها على أوكرانيا، بيد أن الخطر أبعد من ذلك بكثير يبدأ من بريطانيا ويعبر إلى سواحل المحيط الأطلسي. وماكرون يدرك بحس سياسي عميق كل ذلك، سبق وأن وصف جونسون الفرنسيين بأنهم “خسيسون” ضمن فيلم وثائقي جديد أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وتم قطع هذا الجزء لاحقا.
وكتب الزعيمان في صحيفة بريطانية بدلالة جغرافية لا تقبل اللبس “أوروبا التي ننتمي إليها عرضة لخطر مميت، وعلينا أن نرتقي إلى مستوى التحدي”.
وأوضحا “إذا نظرنا إلى التحديات التي واجهتنا على مدى السنوات الخمس الماضية، سواء كان ذلك الوباء أو الحرب العدوانية الروسية المستمرة ضد أوكرانيا أو التحولات الجيوسياسية المتزايدة، يبدو الأمر جليا. أوروبا تشهد نقطة تحول بين نهاية حقبة وبدء عصر جديد”.
فهل أوروبا اليوم تستحق الاحترام السياسي وقادرة أن تضمن أمنها الخاص؟
يمكن أن نجد إجابات حاسمة فيما ينتظرها بعد عودة دونالد ترامب المفترضة للبيت الأبيض، وشعار “أمريكا أولا”، وترنح أوروبا المستمر من الحرب الروسية الأوكرانية في عامها الثالث.
لذلك ليس ماكرون وحده الذي يروج للاكتفاء الأوروبي الذاتي العسكري. فحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي يتصارعان، في الوقت الذي يصبح فيه الأخير أكثر حزما في مجال الدفاع. والدفع بصناعة الأسلحة الأوروبية بشكل كاف.
وبطبيعة الحال، لن ترحب الولايات المتحدة بسهولة بأن تتولى الدول الأوروبية التابعة لها السيطرة على أزمة أوكرانيا، لكن كسر التبعية لواشنطن سيكون بالضبط الهدف الأساسي لماكرون.
فجرأة روسيا والصين تصاعد الشكوك وتثير قلق الاتحاد وتحطم الحلم الذي وضعه الأجداد بالعلم الأزرق ذي النجوم الصفراء.
هناك تحذيرات مستمرة لم تبدأ من مقال شولتز وماكرون، من عودة أوروبا إلى ثلاثينيات القرن الماضي. وخشية الشعوب من تفكك الاتحاد أمام أعينها.
ذلك ما سبق أن عبر عنه ثلاثون روائيا وشاعرا ومؤرخا وفيلسوفا، في بيان مشترك قبل سنوات محذرين من أن التخلي عن الاتحاد دفعهم إلى العمل من أجل إيقاف المدّ الشعبوي الذي يهدد أوروبا، خشية من فاجعة ما أسموه “انتصار المخربين، وخزي أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بدانتي وإيراسموس وغوته، وازدراء الذكاء والثقافة، وانفجار العداء للغرباء”.
وطالبوا بإعادة اكتشاف الطواعية السياسية، أو تقبل أن “الاستياء والكراهية وموكبهما من الشغف المحزن ستحيط بنا وتغرقنا”.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟
- إيران والعراق ما بعد خامنئي والسيستاني
- مثالنا النهائي في الأخلاق والحب
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة
- الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
- الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم
- أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين
- بدر بن عبدالمحسن العراقي
- كاظم الساهر ما بعد الحب
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - أوروبا المحبطة أمام خطر مميت