أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - مثالنا النهائي في الأخلاق والحب














المزيد.....

مثالنا النهائي في الأخلاق والحب


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7991 - 2024 / 5 / 28 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


ماذا لو علّمَنا الذكاء الاصطناعي الدرس الأخير الحاسم في الأخلاق والحب الذي ينتهي بعده أي جدل بشأن تلك المفردتين اللتين رافقتا الإنسان بوصفه النوع العاقل على هذه الأرض.
يقترح علينا فيلم المؤلفة والمخرجة الألمانية ماريا شريدر"I’m Your Man” إجابات باهرة عما إذا كان بمقدور لجنة الأخلاقيات أن تمنح الروبوتات بعض حقوق الإنسان؟
فيلم “أنا رَجلكِ” على براعته في صناعة الإجابات عن تحسين البشرية من نوعيتها، لا يمكن تصنيفه كخيال علمي أو هجاء أو كوميديا. بقدر ما هو اقتراح ذكي لما يتداوله العالم عن مصير الجنس البشري عندما يبرع الذكاء الاصطناعي في وضع المدونة الأخيرة لمعايير الأخلاق والحب وثبات المشاعر وانتهاء معضلة أن يكون الآخر هو الجحيم وفق اعتبارات جون بول سارتر التي لم تعد صالحة في زمن الذكاء الاصطناعي، فالآخر عندما يكون ذلك الإنسان الآلي كشريك أسري يوفر حاجتنا العاطفية والجسدية ينتهي معه الازعاج والاستياء ونوبات الغضب البشرية، فمن لا يرغب بذلك بالله عليكم؟
يتمحور الفيلم حول ألما “التي تلعب دورها مارين إيجيرت”، وهي باحثة بارعة في تحليل الكتابة المسمارية من بلاد الرافدين في متحف بيرغامون الشهير في برلين، توافق على مضض للمشاركة في تجربة غير عادية لمدة ثلاثة أسابيع من أجل الحصول على أموال بحثية لعملها. يجب عليها أن تعيش مع توم “دان ستيفنز”، وهو إنسان آلي مصمم خصيصًا ليناسب شخصيتها واحتياجاتها البحثية والعاطفية. في حين أن محاولات توم الأولية لألما تسمح له بالتوغل بشكل أعمق في أشواقها الحقيقية.
هذا الفيلم الذكي يسلط الضوء على ما يعنيه حقا أن تكون إنسانا مفعما بالمشاعر، ويقترح إجابات مبكرة عندما تناط بالذكاء الاصطناعي مهمة تحديد عواطفنا بدلا مما كنا نقوم به على مدار تاريخ البشرية. “ماذا لو أختار لنا زوجاتنا؟”.
بينما يختار الفيلم المثال الأكثر عاطفية في الإنسان الآلي كشريك محب ورؤوم للبشر، لكنه لا يتحمل معضلة الإجابة عن التحيز الأخلاقي في خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وغير معني أيضا بالمحاذير التي تجعل من هذا الذكاء بشرياً بدرجة مخيفة.
التحذيرات مستمرة، عندما أظهرت أنظمة الذكاء الاصطناعي أنّ بإمكانها أن تعزز التحيزات الموجودة في البيانات التاريخية، مما يؤدي إلى نتائج تمييزية في كل ما سنلاقيه بعلاقتنا مع المستقبل.
مع أي تكنولوجيا جديدة، نحتاج دائما إلى التفكير في ما سيأتي بعد ذلك. لكن الذكاء الاصطناعي يتحرك بسرعة كبيرة بحيث يصعب فهم مدى أهمية تغيير الأشياء. حول تسخير قوته أخلاقيا.
سبق وأن أطلق ديفيد لوكستون استاذ علم النفس السريري في كلية الطب بجامعة واشنطن اسم “التكنولوجيا فائقة التدمير” على الذكاء الاصطناعي بسبب قدرته على إحداث تغيير عميق في المجتمع بطرق غير متوقعة. مع أنه على الجانب الآخر، قد يحمل الذكاء الاصطناعي أيضا القدرة على الحد من الظلم في عالم اليوم إذا تمكن الناس من الاتفاق على معنى “العدالة”.
وفيلم “أنا رجلك” يقترح علينا المثال الأروع بشأن العدالة والحب عندما يكون المحب هو الذكاء الاصطناعي بعينه. لكن من يضع خوارزميات هذا العاشق؟ وهل يمكن أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى الوعي بذاته؟
ذلك ما أستبعده نخبة من الباحثين بينهم عالم اللسانيات نعوم تشومسكي، في مقال مشتركمعتبرين الأمر بـ”الوعد الزائف”!
ومع أن هؤلاء الباحثين عبروا عن تفاؤلهم بأن هذا الذكاء وسيلة يمكن من خلالها حل مشاكلنا، إلا أن مخاوفهم كانت أكبر عندما يمتهن النوع الأكثر شهرة ورواجا من الذكاء الاصطناعي، علمنا ويشوه أخلاقنا من خلال دمج مفهوم معيب بشكل أساسي للغة والمعرفة في التكنولوجيا التي نستخدمها.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة
- الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
- الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم
- أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين
- بدر بن عبدالمحسن العراقي
- كاظم الساهر ما بعد الحب
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق
- مع كل هذا الضجيج الرقمي، الفجوة تتسع!
- رمضان الطعام الأخلاقي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - مثالنا النهائي في الأخلاق والحب