أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - آشور يوقد جذوة الشمس














المزيد.....

آشور يوقد جذوة الشمس


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 7983 - 2024 / 5 / 20 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


آشور بانيبال يوقد جذوة الشمس
بقلم: آدم دانيال هومه.
يتعمّد ببخور معبد أور المقدس
ثم
يتجول مزهواً في أروقة الآلهة
يتواثب كالومض بين مسالك الظلمات
تراوده المعجزات عن نفسها
فيغرس شجرة ضوء في أرض بابل
لكي ينداح في الآفاق عبير التراب
يطل من شرفات التيه
على الوطن المترنح فوق الرمال
ليمسح دموع (لماسو) الجريح
المتمدد على أنصال عتبات بوابات نينوى
ثم يمضي مهفهفاً فوق صهوة جواد النار
نحو موطن أنليل
ليتسلم من آنو مفاتيح السموات.
******
تفوح رائحة البخور من مسامات قصائده
كأنها تنبعث من معبد عشتار المقدس
فهي أشبه بعرائس تنعكس ظلالها على صفحة المياه
أو سحائب من الضوء تتلألأ في مرايا الأرض
أو نقوش مسمارية على أسوار بابل.
******
كان آشور بانيبال
يقود دراجته الليلية في وضح النهار
وهو يحمل أطنان الحروف والكلمات على كتفه
ليوقد جذوة الشمس
ويقيم حفلة وداع للأنوناكي
يؤكد لهم فيها
بأن جميع أمم وشعوب الأرض
تبرعمت من جذع سومر.
******
رياح عاقرة هبّت من الصحراء
في ليلة مظلمة
لا تنجب إلا الموت والدمار
اقتعلت جذوري من أعماق وطني الضامر
ورمتني في فجاج المنافي البعيدة
وطني مهرة يمتطيها كل التواقين إلى
وطن الحور العين والغلمان.
******
أحب كل الأوطان بصدق
ولكن يبقى وطني المزدان بالسنابل والأقحوان
صومعتي المتأرجحة ما بين الأرض والسماء
نذرت له كل قصائدي النبوية.
******
ولكن....
حين صار الوطن سجناً أو منفى
وأصبحت الحرية فيه أضيق من خرم الإبرة
فما كان علي
إلا أن أحمل ذكرياتي
وأرحل.
*******
استحالت الذكريات أسراب حمائم
ترفرف فوق مرافئ المنافي
أحن إلى صبوات قريتي المطرّزة
بالوحول والمستنقعات
أشتاق إلى تلك المقبرة الزاهية
المتلألئة فوق الرابية العابقة بالزهور
وإلى ذلك النهر المنساب بين السحاب
أشعر برعشة أبدية
ونشوة إلهية
وأنا أتصفح ديوان شعر طفولتي.
******
وحده البطل الممسوخ جالس فوق العرش
ومن حوله الشعب يهتف كالأبله الممسوس
يتدثر بأردية الأكاذيب والخرافات
في انتظار المعجزات
وللبطل الممسوخ
جميع التعاويذ والصلوات
والأرض والإنسان
والشعب يقتات أرغفة الأحلام
وينام على وسادة النسيان.
*******
رغم تحرر هذا العصفور البائس
فلم يزل يتوارد في ذاكرته
ذلك القفص الخشبي.
******
ملأ جرار الخمر
وجلس يتنقل من وهم إلى وهم
في انتظار الذين هاجروا الديار
وأغلقوا الأبواب
ورموا المفاتيح في عقر النهر
ليأتوا ويشاركوه مذاق الخمر
ولكن....
نفذت جرار الخمر
وهو لم يزل في انتظارهم.
******
يقف على رمل الشاطئ
يصنع زورقه الورقي
ويضعه على وجه الماء
فيمضي إلى حيث يأخذه التيار
بينما يمخر هو في زورق خياله
إلى جميع موانئ العالم
يلملم أشتات الأطفال المشردين
من كل أنحاء المعمورة
يعيدهم إلى أوطانهم
ليورقوا على حفاف الشمس
وينابيع الخمر والعسل
ويستردون دماءهم المهدورة .
******
أمّاه!...
يا امرأة جُبلت من تراب أوروك
ممزوجاً برحيق البنفسج والبيلسان
فوق أهدابي
تهفهفُ صورتك البهية ليل نهار
منذ فراقك الأبدي
وأنت تتجملين برداء الموت
لا زالت الريح تولول حزناً عليك
ولم تزل أزهار القرنفل
تمسح دموعها بمنديل الريح
ولم يزل على وجنتي هسيس قبلاتك
وما زلتِ كما كنت
تشعين في أروقة القلب والذاكرة
وفي كل إشراقة فجر
ألمح صورتك في مرآة الأزلية
وأركع خشوعاً لرب الأرباب
الساطع في قرص الشمس الأبدية.
*******



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة موجزة عن ديوان (قصائد في قصيدة واحدة)
- بصيصضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث
- أتمرغ في ضفائر أمي
- الثالث والعشرون من شباط
- مزامير أوروك
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية
- قنديل الليل
- أتلهى بذفائر الشمس
- صهيل التراب
- في قريتي تراءى وجه الله
- اللغة الآشورية
- بين خمائل الآلهة
- نبضات الضوء


المزيد.....




- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - آشور يوقد جذوة الشمس