أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - قدَر الإيزيدي














المزيد.....

قدَر الإيزيدي


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7978 - 2024 / 5 / 15 - 13:09
المحور: حقوق الانسان
    


شفان شيخ علو
 
لا أكتب عن الإيزيدي كوني إيزيياً طبعاً، وليس لأنني أعتبر الذي تعرَّض له في تاريخه الطويل من مآس وكوارث ومحن ونكبات، أي من مظاهر تصفية مادية ومعنوية، يستحق اهتماماً خاصاً به، أو لأن ليس هناك في هذا الكون غيره ممن يحتاجون إلى مراعاة وضعهم، إنما لأن الواقع هو الذي يدفع بي لأن أتحدث عن ذلك، وكأي إيزيدي أجد أن المخاوف قائمة، مخاوف تهديد الإيزيدي في بيته وخارجه، وفي أي مكان كان، على صعيد كورديته وإيزيديته " هذه العقيدة التي دفعت بالجهات التي وجهت الأنظار العدائية إليه، وحللت مختلف أشكال اإبادة الجماعية ضده، لتستمر سلسلة ضحايانا دون حساب.
وحيث نقترب من الذكرى العاشرة والمؤلمة لهذا الغزو الداعشي الهمجي لأهلنا في سنجار ومحيطه، أتساءل: ماالذي جرى الإعداد له، جهة أهالينا الذين لازالوا أسرى الدواعش الإرهابيين؟ مَن هم أحياء ويعانون من عذابات شتى في دينهم ودنياهم، ومن هم مفقودون أو لا يعرَف عنهم أي شيء؟ وما الذي يمكن أن يجري القيام به من أجل هؤلاء، إلى جانب الذين لا زالوا يعيشون في المخيمات، بعيدين عن بيوتهم المدمرة، عن أماكن عبادتهم، عن أرضهم التي كبروا فيها، وسفِكت عليها دماؤهم، وعايشوا ويلات كذلك؟
يتحدثون عن الإنسانية، وعن حقوق الإنسان، وأنا أتساءل هنا أيضاً: عن أي إنسانية هذه، وما جرى يشكل عار يسجل باسم الذين يتباهون بها، أو يتبجحون بأنهم عملوا الكثير في مجال حماية الإنسان ، وما جرى وما يمكن أن يجري وهو يبعث على الخوف الشديد، كيف ينظرون في أمره؟ أم ترانا إلى جانب جماعات أخرى، خارج دائرة " الإنسانية " هذه ؟
من يده في النار، غير الذي يده في الماء البارد.. وأهلنا الإيزيدية يعانون من هذه النار الحارقة والمحرقة، المميتة والمشوهة لجسم الإنسان، عدا مرارة العيش وبؤس الأوضاع، منذ زمان طويل، وبين فترة وأخرى، يتعرضون لجائحة وباسم إنسانية مرفوعة ومزيفة، كما شهدناها مع الغزو الداعشي المدمر، كما لو أننا يسموننا ضحايا كلما أراد هؤلاء المتاجرين بما هو إنساني..
لهذا، هل أكون مبالغاً، وأنا عشت ولازلت كغيرنا من كردنا ومن أهلنا الإيزيدية، إذا قلت: هناك قدر يحكمنا بعنف؟ أم لست واقعياً بقولي هذا ؟
القدر الذي يعرف كثيرين أكثر من غيرهم، ويلحق بهم أصناف المحن والفظائع، كما لو أنه لا يعرف سواهم..وإذا لم يكن الوضع كذلك، فكيف يمكن قراءة الأحداث المرعبة التي كان أهلنا الإيزيدية ضحايا لها، وهم بالآلاف، ومخاوفهم اليومية لا تدعهم مستقرين نفسياً.؟
إذا لم يكن الجاري قدرياً، فكيف يمكم تقويم هذه الفرمانات المتسلسلة والمفتوحة ، كما يظهر، في ضوء استمرار نزف الدم الإيزيدي، وصرخات الإيزيدي، وشكاواه؟
في الحالة هذه، إلى من يمكن التوجه بالسؤال عن هذا القدر الذي ألفناه، ولم نشهد تغييراً في سلوكه، وفي معناه، بالعكس من ذلك إنه يزيد في آلامنا وأوجاعنا ومخاوفنا.. يزيد في بكاء أطفالنا، وعويل نسائنا، وقهر رجالنا، وفي الوقت الذي نشهد استمرار الإيزيدي في الحياة، وتمسكه بها، والمقاومة ضد كل أشكال الإبادة الجماعية، والتكاثر كذلك، وهي علامة فارقة يُعرَف بها الإيزيدي، وهو في غاية السخط مما يجري، لكنه يجد نفسه في مواجهة التحدي، فيولد هنا وهنك، ويكبر، ويقيم علاقات، تعبيراً منه، عن أنه متمسك بعقيدته ومؤمن بإنسانيته.
أليس هؤلاء المفجوعون بأبنائهم، بنسائهم، برجالهم، بمالهم وممتلكاتهم، يستحقون النظر المختلف إليهم، من خلال اختلافهم عن غيرهم، وأخذ إنسانيتهم المجروحة كثيراً بالاعتبار؟
أرفع صوتي عالياً، ليسمع كل من لازال فيه ضمير، أو إيمان بما هو إنساني، وهو صوت جماعي، لنكون كغيرنا نهتم بالحياة، ونقبل عليها، ونشارك في بنائها لتكون أجمل وأحلى وأطيب، في مجتمع اسمه: المجتمع البشري " ؟



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقبال الرئيس أردوغان من قبل الرئيس مسعود بارزاني في أربيل
- نحن وعيد رأس السنة الإيزيدية
- عيد الفصح المجيد
- ماذا وراء تجويع الشعب الكوردي ؟
- آذارنا الكوردي
- معسكر الهول
- ماذا يريدون منا؟
- حكايتنا جميعاً
- الكورد بين القومية والدين
- من يثير المشاكل في العراق؟
- المثقف العراقي والإيزيدية
- الغيرة والمحبة
- الحياة بكرامة
- أفكار وأحزان
- العافية في ينابيعنا الصافية
- كتّابنا النشيطون
- أما عن اهلنا الإيزيدية…
- الإيزيدي ظالماً لا مظلوماً
- مع أخوتنا الكرد الفيليين
- أحداث سنجار وشماعة مسجد الرحمن


المزيد.....




- حرب غزة..شهداء وجرحى بمجزرة جديدة بحق النازحين في رفح
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة والقدس
- اليمن.. الحكم بالإعدام على قائد لواء النقل السابق و7 آخرين
- مندوب فلسطين في الأمم المتحدة يبعث 3 رسائل حول الإبادة الجما ...
- اليمين ومقص الرقيب.. هكذا تدهورت حرية الصحافة الإسرائيلية بع ...
- خبراء: نتنياهو يبحث عن فيتو أميركي جديد من خلال العودة لمفاو ...
- قصف خيام النازحين في رفح.. إسرائيل تكشف نتائج التحقيق الأولي ...
- ما وراء تبرير واشنطن قصف إسرائيل لمخيمات النازحين في رفح؟
- الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة بمخيم النازحين بمنطقة المواصي غرب ...
- مفوض أممي يدعو لمساعدة اللاجئين السوريين على العودة لبلادهم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - قدَر الإيزيدي