أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفان شيخ علو - حكايتنا جميعاً














المزيد.....

حكايتنا جميعاً


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7791 - 2023 / 11 / 10 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


 
تقول الحكاية أن أحدهم غرز شوكة في يد من سلَّم عليه، فقدّم الآخر له وردة. فاستغرب، وظهر مضطرباً حائراً بسبب الموقف الذي لم يتوقعه. كان يتوقع أن يغرز هو الآخر شوكة في يده .
موقف غريب حقاً، وليس غريباً. غريب، لأننا نكون معتادين عليه، أي حين يحاول أحدهم التعامل معنا بالسلب، مثل صاحب الشوكة، يكون الرد المطلوب رد الشوكة بالشوكة.
لكن الطيّب، والذي ينظر إلى الأمام، وهو يشعر بما هو إنساني، له حساب آخر، أي خلاف ما يتوقعه صاحب الشوكة، والذي يفكّر على طريقته طبعاً.
وأنا واثق تماماً، أن في مجتمعنا، بين كردنا، بيننا نحن الإيزيدية أمثال صاحب الورد كثيرون. فلا يسأل حامل الوردة، ما إذا كان مقابله سيعترض أو يبادله بالشوكة مرة أخرى. إنما يكون شعوره الداخلي، الإنساني، هو أن الخير يكون المنتصر في النهاية.
نعم، الخير هو المنتصر دائماً، وهذا يتوقف علينا دائماً، هو أن ننظر بقلب منفتح، وألا نعيش ظن السوء بسوانا، لأننا بالطريقة هذه نخرب مجتمعنا فقط، وإنما ندمر حياتنا جميعاً وبأيدينا .
الوردة، تكون الكلمة الحلوة التي نتبادلها مع بعضنا البعض، والمعاملة الحلوة التي تجعلنا قريبين من بعضنا البعض، وقادرين على مواجهة الصعاب وفعل الخير أكثر فأكثر.
والوردة وهي بجمالها ورائحتها وجذبنا إليها، هي التي تشكل كل ما هو جميل وحلو ومفرح وباعث على النشاط، ومشجع على القيام بكل ما هو بنّاء ومعمّق للمشاعر الإنسانية .
الشوكة تؤلم، وتزعج، وتخيف كذلك، ولكنها لا تستطيع أن تحل محل الوردة.. فالذين يكونون قدوة المجتمع، والذين يضحّون في سبيل مجتمعهم، ولا يسألون عن الثمن بالمقابل، والذين يمارسون المعروف دائماً، دون أن يسألوا عن الشخص في دينه، في عقيدته، في قوميته ولغته، إنما يهمهم الجانب الإنساني فيه، وهو المهم، هو جوهر الإنسان، حيث الحب هو طاقته .
فالحب وردة لا تتوقف عن النمو وبث الرائحة العطرة، والحب الذي كتُِبت بأسمائه قصائد كثيرة، وأغان كثيرة، إنما للضرورة ، ضرورة أنه بالحب يشعر الإنسان بغيره، وبالحب يستطيع أن يتغلب على عراقيل كثيرة، وعلى الخوف والشعور بالإحباط أحياناً، وتجاوز الفشل، لأن الحب مطهّر القلوب، وهو الذي يضيء الطرق الطويلة، ويكون عامراً للأوطان .
وإذا كان هناك من يتحجج بوجود مشاكل، وخيبات، ومشاكل تؤثر على سلوك الأفراد، كما  قد تبعدهم عن بعضهم البعض، لكن ذلك يجب أن لا يكون سبباً، لأن يصبح سلبياً، أي يكون حامل الشوكة، فلا يقول إلا ما ينفر منه أهله، وأقرباؤه، ومعارفه والذين يعيشون معه. إنما تكون الوردة أمام أنظاره، وفي تفكيره، وفي كل اتجاه تكون لها صورة مفرحة . فالقلب العامر بالحب، وردة تبقى زاهية، وتبث عطره في كل مكان، والذي يقول عن غيره بأنه وردة، إنما يعرف ما يقول وهو أنه فاعل خير، ولا يكف عن طلب الخير، والدفاع عنه.
ومجتمعنا فيه أخيار كثيرون. ولا بد أن هناك من يحبّون الورد أكثر، ويقلعون الشوك أينما كانوا.
وإذا كان ما يمكن قوله، فهو أن في نفس كل منا توجد أشواك، عندما نغلط في حق بعضنا البعض، ونرتكب أخطاء معينة، دون قصد أحياناً، أو في حالات الضعف، إنما هناك ورود كذلك، وتشدنا إليها، ودوافع الخير كثيرة، فلتكن حكايتنا حكاية الوردة وليس الشوكة..



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد بين القومية والدين
- من يثير المشاكل في العراق؟
- المثقف العراقي والإيزيدية
- الغيرة والمحبة
- الحياة بكرامة
- أفكار وأحزان
- العافية في ينابيعنا الصافية
- كتّابنا النشيطون
- أما عن اهلنا الإيزيدية…
- الإيزيدي ظالماً لا مظلوماً
- مع أخوتنا الكرد الفيليين
- أحداث سنجار وشماعة مسجد الرحمن
- من يفهم شرَّ الإيزيدي ؟
-  ضحايا الأنفال في القلوب
- الكوتا الإيزيدية وأهل الحل والعقد في البلاد!!!
- الإيزيدية باقية - نداء، نداء -
- نوروزنا الكوردي
- وكيف لا نتذكر مجزرة حلبجة؟
- تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع
- حكومة الاقليم…وحرية الافراد والمعتقدات


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفان شيخ علو - حكايتنا جميعاً