أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - المثقف العراقي والإيزيدية














المزيد.....

المثقف العراقي والإيزيدية


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 شفان شيخ علو
لأن المآسي التي عاشها الإيزيدية في تاريخهم الطويل، وفي العراق بالذات، يعرفها العرب العراقيون جيداً، وهناك نسبة منهم، ساهموا في ارتكاب المجازر ضدهم، كما رأينا عندما غزا تنظيم " داعش " الهمجي شنكّال في أوائل آب 2014، ولوجود علاقات اجتماعية مختلفة فيما بينهم، وتعايش سلمي بين نسبة منهم والإيزيدية من أهلنا ومع شعبنا الكوردي، نجد كتابات كثيرة تناولت الإيزيدية من زاوية مختلفة طبعاً. إنما المؤسف جداً، هو أنه بالكاد نعثر على تلك المواقف الوجدانية، والقائمة على أساس أخلاقي أو " مبدأي " والتي تتمثل في كتابات تنظر إلى الإيزيدية كمكوّن كوردي، إنما يظلون مختفلين في ديانتهم، ومن ثم في معتقداتهم وشعائرهم، وفي الوقت الذي يخلصون لانتمائهم لبلدهم، كما يُعرَفون بحبهم لأرضهم والدفاع عنها، ورفض الظلم سواء كانوا هم مستهدفين أم غيرهم.
ولعل الذي تابعناه بعد الغزو الداعشي الهمجي، عبَّر عن هذا الإهمال الكبير للواجب الإنساني الذي يلزِم المثقف والمثقف المتنور، خصوصاً، في أن يكون الصوت الأول الرافض لكل أنواع الظلم، أو الإساءة، ومن ثم محاولة صورة جاره، وشريكه في المصير الاجتماعي، وفي الأرض: الإيزيدي.
لقد كنا كإيزيدية، نتوقع من مثقفي العراق، وما أكثرهم، وهم جامعيون، وأساتذة جامعات، ومدرسون، وأصحاب فعاليات اجتماعية وثقافية، وحملة شهادات عالية، وهي تعني أنهم يمتلكون معارف تاريخية عن الذين يشكل الهوية الفسيفسائية للعراق، وكيفية تعميق العلاقات فيما بينهم، وعدم التفريق فيما بينهم، كنا نتوقع، أن ترتقع أصوات، وبصورة واضحة، تندد بالذين سهّلوا غزو داعش الإرهابي، ومن ساندوهم،، وأن تقدَّم تلك المساعدات التي تشعِر كوردنا، وإيزيديينا في الصميم، أنهم محل اعتبار وتقدير، وهم ضد أي يد تمارس العنف، أياَّ كانت طبيعها، وأياً كان موقعها، توقعنا أننا سنسمع منهم في جهات العالم المختلفة، حيث هاجر الكثير من إيزيديينا إلى هناك، وقد رأوا بأعينهم ماذا جرى لهم، من نهب وسلب وقتل وسبي وخراب للديار، واعتداء على أماكن العبادة،ما يطمئننا على أن الوضع أفضل من قبل، وأن يقظة الوجدان قد ازدادت في نفوس من تعايشنا وإياهم طويلاً، ومن قبل المثقفين العراقيين العرب، بصورة خاصة، وأن يكونوا أمناء على الأحداث، وينقلوا صورة صادقة عما حل بنا من خراب ودمار ومآس، في البلاد العربية والإسلامية، وفي العالم أجمع، سوى أن خيبتنا كانت كبيرة جداً، وألمنا النفسي ازداد أكثر فأكثر، وشعرنا بالمزيد من الإحباط واليأس، جرّاء هذا الموقف السلبي من هؤلاء المثقفين، ومنهم من يعيشون في الخارج، وجرَّبوا طعم الحرية والعدالة، وأدركوا حقيقة الظلم والكراهية الموجهين إلينا ككورد وكإيزيدية، حتى الآن، وليس هناك ما يجعلنا نشعر بالأمان، وحيث يكون المثقف هو الأمل الأكبر، وها هو مقصّر، لا بل، أبعد ما يكون عن حقيقة كونه مثقفاً في نسبة كبيرة منه، فكيف يكون الحال مع السياسيين والناس العاديين منهم؟
يظهر أن هناك فرقاً كبيراً بين أن يعرّف أحدهم بنفسه مثقفاً، وأن يمارس الثقافة الفعلية في الواقع، وبين هذا وذاك، تكون نسبة الذين يمارسون الثقافة مرتبطين بمصالحهم الشخصية والفئوية والمذهبية والقومجية، ضخمة. وما نشاهده ونراه بالعين المجردة في العراق يومياً، يشهد على ذلك، وهذا يعني إلى أي درجة نشهد تزييفاً لاسم الثقافة نفسه، كغيرها من الأنشطة الأخرى: الاجتماعية وسواها..



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغيرة والمحبة
- الحياة بكرامة
- أفكار وأحزان
- العافية في ينابيعنا الصافية
- كتّابنا النشيطون
- أما عن اهلنا الإيزيدية…
- الإيزيدي ظالماً لا مظلوماً
- مع أخوتنا الكرد الفيليين
- أحداث سنجار وشماعة مسجد الرحمن
- من يفهم شرَّ الإيزيدي ؟
-  ضحايا الأنفال في القلوب
- الكوتا الإيزيدية وأهل الحل والعقد في البلاد!!!
- الإيزيدية باقية - نداء، نداء -
- نوروزنا الكوردي
- وكيف لا نتذكر مجزرة حلبجة؟
- تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع
- حكومة الاقليم…وحرية الافراد والمعتقدات
- المجرم حتى العظم: الفريق عمر وهبي باشا
- مهلاً يا أصحاب القوانين
- مرحبا آذار


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - المثقف العراقي والإيزيدية