أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اريان علي احمد - الانتقال من مجتمع ما بعد الحقيقة إلى مجتمع الواقع المسروق














المزيد.....

الانتقال من مجتمع ما بعد الحقيقة إلى مجتمع الواقع المسروق


اريان علي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفيلسوف الفرنسي جان بورديو: إننا نعيش في عالم يتوفر فيه أكبر قدر من المعلومات وأقل معنى .

إن عالم الشبكات وما يسمى التواصل الاجتماعي الذي لا حدود له ومتنوعة ومرعبة، وبلا حياة، وغير الواعي رغما على أن الموجودات والموجودين فيها من المخلوقات البشرية وليس من الحيوان والجماد وقد أثرت الشبكات على الحياة البشر من كل الجوانب بادراك فعلي بلا منازع وعلني على الملاء أيضا وأن هذه الشبكات يعيدنا إلى أحضان "تفاؤلنا" في الوقت الذي تشعر فيه أن الله قد ترك أولاده وخلقه لمصير مرير وظالم. إن عدم الوعي بالحياة المخلوقة هو حافز للبحث عن معنى الحياة، والركض وراء الحياة في اللامكان. فإذا كان هناك اعتقاد عام بأن "الله" هو مصدر معنى الوجود والحياة، فقد اهتزت تلك القناعة. وحتى على أفواه الشبكات تشعر أن "الله والدين والقديسين" بحاجة إلى شبكات. لكي يتم رؤيتها وتذكرها والاحتفال بها، يجب أن تكون موضوعًا للنشر. لأن المرء قد حدد موقعه على الشبكات، وربط التعرف على الإعجابات والزيارات والتعبيرات. ما اختصره كجزء من تجربته الشخصية ويشعر بوجوده يتم ملؤه في حساب Facebook / Insta. تتكون السيكولوجية الفرد والمجتمع على أسس متقاربة ومتضاربة وعند التصادم يمكن خلق مفهوم عام لكل فرد على ماهيتة هذا معمول به منذ خلف البشرية وحاليا تداخلت في تكوين الشبكات لقد اثبتت الدراسات الاكاديمية أن رؤية نفسك في الشبكات يعني الشعور بالصغر. هناك الكثير من الآراء والألوان والأصوات والدوافع الخادعة التي تجعلك تقول شيئًا ما. اتخذ موقفًا أو اعرض جسمك ووجهك. ومع ذلك، في النتجية أن التكنولوجيا الجديدة لا معنى لها في حد ذاتها، فإنها تحاول إقناعنا بالأرضية التي خلقتها للإنسان. نعتقد أن نشاط الحياة أصبح تصفح الرسائل والأخبار والمشاركات. ولذلك، فإننا نختبر عالمًا من المعنى والرسالة على الشبكات. إن عدم التدفق في الحياة بحد ذاته لا ينطوي إلا على "أزمة المعنى". ومن هنا فإن مشكلة الإنسانية اليوم ليست في كثرة الأزمات وتنوعها، بقدر ما هي في تشتت العواطف. نحن لسنا مشغولين بالحديث عن مشاكلها بقدر انشغالنا بحلها. المعادلة العكسية في تأثير التكنولوجيا على البشرية بات مفهوما واضحا ومدركا لكل البشر بان الضرر بحد ذاته مخلوق بدأت والتمازج مع روح البشرية وأن عملية الابتعاد او عدم التواصل من خلال الشبكات عملية معقدة جدا إحدى نتائج هذه التكنولوجيا هي القتل الانتقائي. تضعنا الشبكات جميعًا على نفس المستوى، لكنها لا تجعلنا متساوين. نهاية النخبة السياسية والفكرية والعلمية هي تفتيت المجتمعات. وفي الوقت نفسه، تعزز «الروحانية» قبول المواضيع بحجة تقديم المعلومات. على الرغم من أن الشبكات لا تفصل بين الأشخاص، إلا أن كل شخص متصل بحسابه الخاص -” غرفة الطعام" الخاصة به، ولا يمكنه التواصل إلا من هناك. أصبحت الشبكات أكثر اتساعًا واتساعًا، وأصبحت الاتصالات أكثر تفصيلاً وتجزئة. كما أنهم غارقون في حشد الأخبار والمعلومات ومن هنا، أكثر من أي وقت مضى، هناك ظاهرة «تزييف الواقع» بدلاً من التغيير الجذري. لا أقصد تزوير الوثائق، بل الجهود المنظمة التي تبذلها المؤسسات والأيديولوجيات الدينية/السياسية لإخفاء الحقيقة. خلق صورة زائفة عن القضايا الحساسة. نحن ننتقل من مجتمع "ما بعد الحقيقة" إلى مجتمع "الواقع المسروق". لقد اقتلعت التكنولوجيا الإنسان وأبعدته. الشبكات تفتح أعينكم، لكنها لا تمنحكم الوعي. إنه مثل إخبارك بألف نكتة دون أن يتمكن من إضحاكك. الوعي هو عملية ذاتية الصنع ونتيجة للتساؤل والشك. لم يتم تنسيق التفكير النقدي. على الرغم من أننا لم نعد نعيش في جنون المعلومات، إلا أن الناس ما زالوا أكثر كسلاً. لأنهم يشعرون بالرضا عن توفر المعلومات. يتم ترتيب المعلومات والبيانات في عملية خوارزمية. يمكن القول أننا وصلنا إلى نهاية الإنسان العاقل الذكي. أنا لا أتحدث عن سيكولوجية ردود أفعال الإنسان وعواطفه، بل عن الجانب الآخر من تكنولوجيا الاتصالات والشبكات في الوقت الذي أصبحت فيه عقولنا مشتتة. لقد شغل الإلهاء عقولنا بسبب استخدام الشبكات والتقنيات الجديدة. نحن مشغولون دائمًا ولا يوجد شيء واضح. إنه قول هيدجري؛ يتم غزو وجودنا وتقليصه إلى حركات محدودة تقنيًا. لقد نسيتنا زوبعة التكنولوجيا عن الحياة والوجود. إذا كان هناك شيء اسمه أزمة المعنى، فهو أكثر حدة من أي وقت مضى في عصر التكنولوجيا المتقدمة



#اريان_علي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورة الحياة الحكومية في مؤسسات الدولة الشخص الغير مناسب في ا ...
- الاغلبية والاقلية وميزان الديمقراطية والمحكمة الاتحادية
- بانوراما الفوز لمرشح الرئاسة الأمريكية ترامب الشخصية الغير ا ...
- الاقتصاد اليد الخفية لحاجة البشر اثناء الجوع
- عقيدة الرجل الحديدي في الشرق الأوسط الجديد والسلاح النووي
- الكتابة عن العقدة العراقية سبيلا والنجاة من الجنون
- بداية النهايات والتغيرالواقعي للخارطة الجيوسياسية
- بعيدون عن الحقيقة في عصرنا هذا وعندما يصبحون حائطا للشيطان ؟
- الحق في تقرير المصير؟
- الديمقراطية الكردية في الميزان
- الهجرة الجماعية مابين الحل والمفر من الوضع العراقي
- اليوتوبيا والمكان الذي لا يوجد في أي مكان آخر
- طائرات الدرون وتكنولوجيا المستقبل المخفي مابين الابتكار والا ...
- طائرات الدرون وتكنولوجيا المستقبل المخفي مابين الميلشيات الم ...
- نقمة الذهب الاسود على شعوب المنطقة أين الحل ؟ ( الجزء الثاني ...
- نقمة الذهب الاسود على شعوب المنطقة أين الحل ( الجزء الاول)
- الركوع، العبادة، التمجيد، الخوف
- هل اقتربت نهاية الغرب كصورة مخترعة ومخلوقة ومختلفة ومشكلّة ل ...
- الحرب الحالية وتأثيرها في منطقة الشرق الاوسط
- البصمة الوراثية وعلاقتها في حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني


المزيد.....




- وسائل إعلام رسمية: انتخابات الرئاسة في إيران ستجرى في 28 يون ...
- هل ذهب رئيسي ضحية صراع داخلي في إيران؟
- أردوغان: قررنا إعلان حداد وطني ليوم واحد في تركيا لمشاركة آل ...
- شاهد: في وسط طهران ... بكاء ونواح على وفاة الرئيس الإيراني ...
- -سيرة-.. فرقة روك نسائية سعودية تتحدى قيود المجتمع وتمزج بين ...
- مراسلنا: مخابرات الجيش اللبناني تضبط شاحنة محملة بالأسلحة ق ...
- المقداد يعزي باقري كني بوفاة رئيسي وعبد اللهيان
- RT ترصد عمل القناصة الروسية في دونباس
- موقع -واللا- عن مصادر عسكرية إسرائيلية: حماس لا تزال تملك صو ...
- بايدن يتوه في الأزمنة (فيديو)


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اريان علي احمد - الانتقال من مجتمع ما بعد الحقيقة إلى مجتمع الواقع المسروق